جريمة هوليود... قاتل وضحية وشهود من دون متهمين

يركّز المحققون، على دور المشرفة على الأسلحة في موقع التصوير هانا غوتييريز ريد، بصفتها موردة السلاح الناري، الذي خرجت منه الطلقة القاتلة.

 جريمة هوليود... قاتل وضحية وشهود من دون متهمين
الضحية

 السياق

ضجت وكالات الأنباء والمواقع والصحف العالمية، بأخبار الجريمة التي هزت هوليود، مدينة الثراء والشهرة، كما يطلق عليها كثيرون. الجريمة هذا المرة، ليست من نسج خيال المؤلف، ولا حبكة سينمائية لجأ إليها المخرج أو بطل العمل، وإنما أقدم عليها النجم الشهير إليك بالدوين، والضحية كانت زميلته مديرة التصوير.

وبينما يستكمل فريق العمل استعداداته لفيلم "راست" أحدث أعمال بالديون، -الذي يقوم فيه بدور رجل خارج عن القانون- تحوَّل مسرح التصوير إلى  "مسرح الجريمة"  إذ فجأة أطلق النجم السينمائي الشهير طلقة، من مسدس جُلب للحيل السينمائية، لكن الرصاصة التي خُيِّل لصاحبها أنها "آمنة" اخترقت صدر مديرة تصوير الفيلم هالينا هاتشنز، فأردتها قتيلة، وأصابت كتف المخرج جويل سوزا.

غموض في مسرح الجريمة

حصلت المأساة في موقع "بونانزا كريك رانش" المستخدَم على نطاق واسع لتصوير أفلام الويسترن، الأفلام الكلاسيكية الأمريكية. وأشارت تقارير صحفية أمريكية، إلى أن 6 أفراد من فريق الفيلم، غادروا التصوير قبل الحادث بأيام، احتجاجًا على ظروف العمل غير الآمنة، بينهم الموظف المسؤول عن تخزين الأسلحة.

وحسب تحقيقات الشرطة، فإن السلاح كان واحدًا من ثلاثة مخصصة للاستخدام في التصوير، وأن هذا "المسدس القاتل" يفترض أن يكون محشوًا بأعيرة نارية، تستخدم لأغراض التصوير، وأن مساعد المخرج سلم السلاح إلى بالدوين، وأخبره بأن الطلقات "آمنة"...!

وحتى الآن، لم تكشف التحقيقات سبب وجود الرصاص الحي، بينما تحفظت الشرطة  على سلاح الجريمة وملابس "القاتل" الملطخة بالدماء بعد استجوابه، وسرعان ما أفرج عنه ومازالت التحقيقات جارية، من دون توجيه اتهامات لأحد.

لم يكن على عِلم

يركّز المحققون، على دور المشرفة على الأسلحة في موقع التصوير هانا غوتييريز ريد، بصفتها موردة السلاح الناري، الذي خرجت منه الطلقة القاتلة.

وحسب تحقيقات الشرطة، فإن هانا وضعت المسدس في عربة مع سلاحين آخرين، ثمّ أقدم مساعد المخرج دايف هالز، على إعطاء السلاح لبالدوين، خلال التمرّن على أحد مشاهد الفيلم، قائلًا له إنه "بارد"، أي أنه غير محشو برصاص فِعلي، وفق المصطلحات المستخدمة في التصوير السينمائي، ولم يكن هالز على دراية بأن السلاح كان محشوًا برصاص فِعلي، وفق ما جاء في تقرير لمركز الشرطة في سانتا في بولاية نيو مكسيكو.

قلب محطم

بدا على أليك بالدوين، في لقطات الصحافة التي ظهر فيها بعد الحادث، الحزن الشديد وآثار الفاجعة، وفي منشورات له على مواقع التواصل الاجتماعي نعى "قتيلته" وواسى عائلتها، إذ كتب على تويتر:" لا توجد كلمات تعبِّـر عن صدمتي وحزني على الحادث المأساوي، الذي أودى بحياة هالينا هاتشينز، هي  زوجة وأم وزميلة، تحظى بإعجاب الجميع، أنا أتعاون مع تحقيقات الشرطة لمعرفة أسباب وملابسات هذه المأساة".

وأضاف بالدوين في تغريدة أخرى: "أنا على اتصال بزوجها، وأقدِّم الدعم له ولعائلته، قلبي محطم لزوجها وابنها، وكل مَنْ عرف هالينا وأحبها".

حوادث مشابهة

  سبقت حادثة قتل أليك بالدوين لزميلته في مكان التصوير، حوادث أخرى إذ شهدت مواقع تصوير أفلام سينمائية، حوادث أليمة مشابهة، كان أبرزها مقتل براندون لي.

في عام 1993 توفي براندون لي، نجل أسطورة الفنون القتالية بروس لي، عن عمر ناهز 28 عاماً ، أثناء تصوير فيلمThe Crow ، بعد إطلاق النار عليه من مسدس مزيف، يحتوي على ما يُعرف بـdummy round ، وهو الرصاص الذي لا يحتوي على بارود، بدلاً من رصاص الصوت التقليدي.

أدى إطلاق هذا النوع من الرصاص، الذي يُستخدم لتصوير مشاهد تكون فيها الأهداف بعيدة، في مشهد كان فيه البطل قريباً، إلى مقتل براندون لي أمام الكاميرات، التي استمرت في التصوير حتى النهاية، قبل أن يُدرك فريق الفيلم أنّ "القتيل" لم يستطع القيام نهاية المشهد.