خليفة ميركل.. من هو زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز؟

وفي المقابل خلال حملته الانتخابية، نشر حزب شولتز صورًا دعائية له وهو يجلس مبتسماً وينظر إلى الكاميرا، مع جملة تقول: يمكن أن أكون مستشارة في إشارة إلى ميركل.  

خليفة ميركل.. من هو زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز؟
أولاف شولتز

 ترجمات- السياق

انقلابات سياسية شهدتها ألمانيا، بعد أعوام طويلة من وجود المستشارة أنجيلا ميركل، في سدة السياسية الأوروبية، أبرزها خلافة "أولاف شولتر" زعيم حزب الديمقراطيين الاشتراكيين ميركل، في منصب الاستشارية الألمانية وبه يشكل الحكومة.

العائد من الموت

 حزب "الاشتراكيين الديمقراطيين" الذي ظل سنوات آخر الأحزاب الألمانية شعبية وفعالية، وصفته صحيفة واشنطن بوست بـ "العائد من الموت"

إذ كانت حظوظه شِبه معدومة بالمشاركة في الحُكم، لكنه حصل على 25.7 في المئة من الأصوات، بينما حصل حزب الاتحاد المسيحي الحاكم على 24.1 في المئة.

وأوضحت "واشنطن بوست" في تقريرها، أن أقدم حزب سياسي في ألمانيا -الحزب الاشتراكي الديمقراطي من يسار الوسط- المعروف باسمه المختصر في ألمانيا  SPDظل سنوات ضعيفًا في استطلاعات الرأي.

كورونا والسمعة الطيبة

وأشارت "واشنطن بوست" إلى ترقية شولتر سياسيًا، ووصوله إلى هذا النجاح، رغم أن حزبه كان الشريك الأصغر في الائتلاف للديمقراطيين المسيحيين المحافظين، بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، في حكومة ألمانيا المنتهية ولايتها، إذ انضم للمرة الثالثة إلى منافسه التقليدي في ائتلاف سياسي، ما مكَّنه من رفع مكانته على الصعيد الوطني.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أنه كوزير للمالية ونائب المستشار في حكومة ميركل، أثناء فترة انتشار وباء كورونا، اكتسب شولتز (63 عامًا) سُمعة طيبة، من خلال تعامله باحترافية طوال الأزمة.

وقالت الصحيفة: شولترأشرف بنفسه على توزيع مليارات اليوروهات للإغاثة من الفيروس، والمساعدات الطارئة لضحايا الفيضانات المميتة، التي ضربت غربي ألمانيا الصيف الماضي.

الأسلوب الجاف

وعن سبب تسميته "شولتزومات "كشفت "واشنطن بوست" أن ذلك يرجع لأسلوبه السياسي الجاف، الذي يكاد يكون مملًا.

وأضافت: ربما يكون ذلك قد خدمه بشكل جيد أمام الناخبين، خصوصًا هؤلاء الذين ما زالوا مرتبطين بميركل، التي بالكاد كانت معروفة بخطبها الحماسية.

وقالت الصحيفة: رغم أنه من حزب مختلف، فإن شولتز نصب نفسه خليفة لميركل بعد 16 عامًا في السُّلطة.

واعتبرت الصحيفة، أن الرئيس السابق لبلدية هامبورغ، الذي يسخر منه الناس بانتظام، بسبب ملامحه الصارمة وخطبه التي يلقيها بنبرة حادة، نجح بفضل ذلك، في وضع نفسه في صدارة الانتخابات التشريعية.

 

من جانبه، قال مستشار الاتصالات السياسية فرانك ستاوس، الذي عمل مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي: "من الواضح أن ميركل تركت تأثيرًا كبيرًا، على الثقافة السياسية في ألمانيا، من خلال أسلوبها في الحُكم". وأضاف أن شولتز ليس "استنساخًا لميركل" لكنه يتمتع بأسلوب سياسي مماثل وقرب كافٍ، جذب الناخبين الذين بحثوا عن الأطر نفسها، والسياسة التي كانت تتمتع بها ميركل.

ابن المدينة الثرية

وأوضحت "واشنطن بوست" أن شولتز، وهو ديمقراطي اشتراكي طوال حياته، وُلد في أوسنابروك بولاية ساكسونيا السفلى غربي ألمانيا، ونشأ في مدينة هامبورغ الثرية على الساحل الشمالي لألمانيا، حيث شغل منصب رئيس البلدية، مشيرة إلى أنه بالتناوب بين سياسة الدولة والسياسة الوطنية، شارك في البرلمان، وتولى منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية، في أول حكومة لميركل.

وكشفت أنه انضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الـ 17 من عمره، ويميل إلى الأفكار اليسارية للحزب، مشيرة إلى أنه أصبح محاميًا متخصصًا في قانون العمل، وانتُخب نائبًا، عام 1998.

وبعد سلسلة من الإخفاقات الانتخابية، تخلى شولتز عن منصب الأمين العام للحزب عام 2004، بعد توليه المنصب عامين وفي 2007 تسلَّم وزارة العمل.

فضائح لم تؤثر في الناخبين

ورصدت الصحيفة "فضائح" في حياة شولتز السياسية، منها أنه أثناء رئاسته لبلدية هامبورغ، واجه انتقادات بسبب تعامله مع قمة مجموعة العشرين عام 2017، حيث انحدر الحدث إلى أعمال عنف واسعة النطاق، بين المتظاهرين والشرطة.

واتهم تحقيق برلماني، أجراه نواب معارضون "شولتز" بعدم مراقبته الجيدة لأسواق المال -بصفته وزيرًا للمالية- بعد أن انهارت شركة التكنولوجيا المالية Wirecard في أكبر فضيحة احتيال في ألمانيا بعد الحرب، إلا أن شولتز نفى أي اتهامات بأنه يتحمَّل أي مسؤولية سياسية.

كما تم استجوابه في تحقيق آخر من هذا القبيل، عما إذا كان قد تصرف للتأثير في السُّلطات الضريبية، نيابة عن بنك هامبورغ في قلب ما يعرف بفضيحة الاحتيال cum-ex، التي حرمت الدولة الألمانية عائدات بمليارات اليورو، وهنا أيضًا نفى ارتكاب أي مخالفات، وفي النهاية لم يظهر أي دليل ملموس ضده.

الأسبوع الماضي، نفَّذ عشرات من الشرطة مداهمة استهدفت وزارته، بحثًا عن وثائق تتعلق بتبييض أموال، يزعم مكتب المدعي العام، أن الوزارة لم تمرِّرها للسُّلطات التنفيذية، للتحرك بناءً عليها. وطبعاً، أثار التوقيت استغراب البعض، بل دفع الاشتراكيين إلى الكلام عن «دوافع سياسية» خلف المداهمات وتوقيتها.

يمكن أن أكون "ميركل"...!

كانت تربطه علاقة قائمة على الثقة بميركل، التي دعمته عام 2017 بعد الاحتجاجات العنيفة، في قمة مجموعة العشرين بهامبورغ.

وفي مواجهة الهزيمة المتوقَّعة لمعسكرها، اضطرت المستشارة -نهاية الحملة- إلى التحدُّث عن "الاختلاف الضخم" بينها وبينه.
وفي المقابل خلال حملته الانتخابية، نشر حزب شولتز صورًا دعائية له وهو يجلس مبتسماً وينظر إلى الكاميرا، مع جملة تقول: «يمكن أن أكون مستشارة» في إشارة إلى ميركل.