السودان.. هل يتوصل الجيش وحمدوك إلى اتفاق؟

هذه التطورات جاءت بعد نحو أسبوع من إطاحة الحكومة السودانية التي يقودها المدنيون، واعتقال عدد من مسؤوليها وأعضاء في مجلس السيادة، وتعليق العمل ببعض مواد الوثيقة الدستورية.

السودان.. هل يتوصل الجيش وحمدوك إلى اتفاق؟

ترجمات – السياق

بعد مرور أكثر من أسبوع، على قرارات القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بحل مجلسي السيادة والوزراء وفرض حالة الطوارئ، دخلت أطراف دولية وإقليمية على خط الوساطة بين المكونين العسكري والمدني، لحل الأزمة، ويبدو أن المكونين المدني والعسكري، اقتربا من التوصل إلى اتفاق على تقاسم السلطة.

وتضاربت الأنباء حول مواقف المكونين المدني والعسكري، لكن شبكة بلومبرج الأمريكية، ذكرت أن رئيس الوزراء السوداني المعزول عبدالله حمدوك، وافق على العودة لقيادة الحكومة السودانية، مشيرة إلى أن الحكومة السودانية المقبلة ستكون حكومة كفاءات من المستقلين.

ونقلت الشبكة الأمريكية، عن متحدث باسم الأمم المتحدة قوله: إن المفاوضات بين قائد القوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وعبدالله حمدوك مستمرة، في العاصمة الخرطوم.

إلا أن المتحدث -الذي لم يذكر اسمه- أشار إلى أنه رغم إحراز تقدم، يُقال إن هناك "خلافات رئيسة لا تزال قائمة، وإن النتيجة غير مضمونة".

لكن بعد ساعات متواصلة من المفاوضات، كشفت وسائل إعلام سودانية، أن المبادرات المقدَّمة ستشكل خارطة طريق لحمدوك، بعد موافقته على العودة لرئاسة الحكومة.

وذكرت "بلومبرغ"، أن هذه التطورات جاءت بعد نحو أسبوع من إطاحة الحكومة السودانية التي يقودها المدنيون، واعتقال عدد من مسؤوليها وأعضاء في مجلس السيادة، وتعليق العمل ببعض مواد الوثيقة الدستورية.

 

نتيجة مرضية

ونقلت "بلومبرغ" عن عماد عدوي، رئيس الأركان السابق للجيش السوداني، قوله، إنه اطلع على المحادثات من قِبل كبار قادة الجيش، معربًا عن اعتقاده أنهم سيتوصلون إلى نتيجة في وقت قريب جداً.

وأضاف: "يوجد العديد من الوسطاء، ويشمل ذلك جهات فاعلة سودانية، ودولة جنوب السودان، والدول الإفريقية والأمم المتحدة".

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن تحرك البرهان بحل الحكومة، واجه إدانة عالمية سريعة، مع قطع الولايات المتحدة والبنك الدولي المساعدات.

ووفقًا للشبكة الأمريكية، نقلًا عن دبلوماسيين، فإن البرهان يرى أن مشاركة حمدوك، الذي لا يزال قيد الإقامة الجبرية واتصالاته مراقبة، في الإدارة الجديدة، "عامل رئيس لكسب المصداقية".

 

صلاحيات حمدوك

ومع انتشار التقارير التي ترجَّح عودة حمدوك لقيادة الحكومة، نقلت "بلومبرغ" عن مصادر -طلبت عدم كشف هويتها- قولها: إن "أحد الاقتراحات قيد المناقشة، يتضمن منح حمدوك صلاحيات أكبر، ولكن مع حكومة جديدة مقبولة بدرجة أكبر لدى الجيش".

وأضافت المصادر أن الجيش، الذي يسيطر على جزء كبير من تاريخ السودان منذ الاستقلال عام 1956، "سيكون مسؤولاً عن مجالس الأمن والدفاع التابعة للحكومة بموجب الاتفاق المقترح".

وكشفت أن المناقشات لا تزال جارية، لتشكيل مجلس سيادي جديد، بدلاً من الذي كان يرأسه البرهان حتى إعلان حله، وأشارت المصادر إلى أن الجيش والساسة على خلاف بشأن التعيينات الوزارية، لافتة إلى أن الاتفاق "ما زال بعيد المنال".

وقال المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، إن الجيش يعلم أن دعم التنمية الاقتصادية في السودان وتخفيف عبء الديون، وكذلك تمويل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، يعتمد على استعادة المسار الديمقراطي.

وأضاف أنه فوجئ بما حدث قبل أسبوع، من حل الحكومة ووقف العمل بالدستور، خصوصًا أن ذلك كله حدث بعد ساعات قليلة من مغادرته السودان، بعد محاولته إصلاح العلاقات بين العسكريين والمدنيين.

 

ملامح الخروج

وعن التدخل الأممي لحل الأزمة الراهنة في السودان، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان فولكر بيرتيس: إن وسطاء يأملون ظهور ملامح للخروج من الأزمة في السودان، خلال الأيام المقبلة.

وأضاف بيرتيس للصحفيين في نيويورك: "يجري عدد من الأطراف مساعي وساطة متعددة في الخرطوم، نحن ندعم اثنين من تلك المساعي، ونقترح مبادرات وأفكارًا وننسِّق مع بعض الوسطاء".

واستطرد: "تُعرض حزم أكبر من الإجراءات للتفاوض، وهم يأملون ظهور ملامح إحداها، في غضون اليومين المقبلين"، مؤكداً أن "هناك شعوراً عاماً بأنه ينبغي العثور على مخرج".

وذكر بيرتيس أنه لا يستطيع الحديث عن مطالب ولا شروط ولا مواقف حمدوك والبرهان، بينما يتنقل الوسطاء بين الاثنين.

ونقلت "بلومبرغ" عن سياسيين يشاركون في جهود الوساطة، تأكيدهم أن الحل الوسط المطروح للنقاش هو اقتراح بـ"منح حمدوك سلطات تنفيذية وتعيين حكومة تكنوقراط".

 

وساطة جديدة

كشفت مصادر سودانية، أن الممثل السامي لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، الرئيس الأسبق لنيجيريا أولوسيجون أوباسانجو، وصل إلى السودان للتوسط بين الفرقاء، بهدف الوصول إلى حل للأزمة.

بينما نقلت وسائل إعلام محلية، عن المبعوث الأممي إلى السودان فولكر بيرتس، قوله إن هناك بوادر "شبه نهائية" لحل الأزمة، ولن تكون هناك مبادرة من دون رئيس الحكومة السابقة عبدالله حمدوك.

ووفقاً لصحيفة "السوداني"، قال بيرتس إن أي مبادرة لن تمضيَ قدماً من دون حمدوك، "فهو رئيس الوزراء ولم يستقل من منصبه".

ولفت إلى أنه "من الجيد أن القائد العام للجيش السوداني، لم يعين رئيس وزراء وحكومة جديدة"، متابعاً: "يبدو لي -كما فهمت- أنه سيتم تعيين مجلس وزراء يتكون من كفاءات وتكنوقراط للحكومة المقبلة".