إيقاف تأشيرات اللبنانيين وضبط خلية لحزب الله.. الكويت تحارب المليشيا الإيرانية

وزارة الداخلية الكويتية، أوقفت إصدار جميع أنواع التأشيرات لأبناء الجالية اللبنانية، حتى إشعار آخر، على خلفية الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان

إيقاف تأشيرات اللبنانيين وضبط خلية لحزب الله.. الكويت تحارب المليشيا الإيرانية

السياق

إيقاف الكويت إصدار جميع أنواع التأشيرات للبنانيين، كان أحدث حلقة من الأزمة التي أثيرت بين بيروت ودول الخليج، وتسبَّبت فيها تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.

ونقلت صحيفة القبس الكويتية، عن مصادر أمنية قولها، إن وزارة الداخلية الكويتية، أوقفت إصدار جميع أنواع التأشيرات لأبناء الجالية اللبنانية، حتى إشعار آخر، على خلفية الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان.

وقالت الصحيفة، إن من لديهم إقامات داخل البلاد من اللبنانيين غير مشمولين بالقرار، ومن حقهم العودة إلى الكويت، مشيرةً إلى أن القرار يشمل وقف إصدار الزيارات بأنواعها، سواء أكانت عائلية أم سياحية أم تجارية أم حكومية، وكذلك وقف سمات الالتحاق بعائل، إضافة إلى وقف سمات الدخول «تأشيرة العمل».

مليشيا حزب الله

إيقاف التأشيرات، يأتي بعد ساعات من قرار السلطات الكويتية إلقاء القبض على 8 متهمين جدد في قضية «دعم تنظيم حزب الله» وغسل الأموال، ليصل عدد الموقوفين إلى 16 متهمًا.

وقالت الصحيفة الكويتية، إن هناك فريقًا قانونيًا قضائيًا يحقق مع المتهمين في هذه القضية، إضافة إلى فريق آخر من جهاز أمن الدولة يتابع بدقة التحريات، مشيرة إلى أن محادثات عبر هواتف المتهمين الذين قُبِضَ عليهم بداية القضية، داخل مبنى تابعٍ للجنةٍ خيرية هي التي قادت إلى ضبط المتهمين الجدد.

وأشارت إلى أنه سيجرى بحث مصدر الأموال التي جرى تحويلها، إضافة إلى المبالغ التي ضُبطت بحوزة المتهمين ومصادرها، ومن الذي تبرع بها، وهل هناك تعمُّد بدعم حزب الله.

 

أوامر جديدة

وعن توافر أوامر جديدة بضبط وإحضار متهمين جدد، قالت إن «كل شيء يعتمد على آخر التطورات والتحريات، وفي كل ساعة قد يكون هناك جديد في هذه القضية».

وألقت الأجهزة الأمنية الكويتية، القبض على مجموعة قالت إنها تابعة لمليشيا حزب الله، نشطت في تجنيد الشباب للعمل مع الحزب في سوريا واليمن.

وطلبت النيابة العامة من إدارة أمن الدولة، إجراء المزيد من البحث والتحريات عن مصدر الأموال المرصودة، وما إذا كان هناك متهمون آخرون.

وقالت وسائل إعلام محلية، إن محادثات عبر هواتف المتهمين الذين تم إيقافهم بداية القضية، في مبنى الجمعية الخيرية، قادت إلى ضبط المتهمين الجدد.

كانت إدارة أمن الدولة أوقفت بداية 3 متهمين، أحدهم سبق اتهامه بقضية تمس بأمن البلاد، والآخر وضعت الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات الأخيرة اسمه على قوائم الممولين للإرهاب.

وعاينت الأجهزة الأمنية مبنى لجنة خيرية استُغل في جمع التبرعات الخيرية، وتم ضبط عدد من الموجودين فيه، بعدما دلت التحريات على قيامهم بنشاط مشبوه، يتعلق بجمع الأموال لإرسالها إلى حزب الله.

وقالت إن التحقيق يركز على معرفة مصدر الأموال التي جرى تحويلها، وما إذا كانت تهدف إلى دعم مليشيا حزب الله، مشيرة إلى أن احتمال وجود متهمين جدد في القضية، أشار إلى أن كل شيء يعتمد على التحريات.

 

استدعاء السفير

قرار الكويت وقف التأشيرات وضبط الخلية اللبنانية، يأتي بعد أيام من استدعاء وزارة الخارجية الكويتية، القائم بالأعمال اللبناني، للاحتجاج على تصريحات لوزير الإعلام جورج قرداحي بخصوص الحرب في اليمن.

وقالت وزارة الخارجية الكويتية في بيان، في 27 أكتوبر الماضي، إنها استدعت القائم بالأعمال اللبناني هادي هشام، وسلَّمته مذكرة احتجاج تتضمن رفض الكويت لتصريحات قرداحي بشأن اليمن.

وبينما عبَّـرت الوزارة عن استنكارها الشديد لتصريحات قرداحي، قالت إنه وجه «اتهامات باطلة» بحق السعودية والإمارات «تتناقض مع الدور الكبير الذي تقومان به في دعم اليمن وشعبه».

واعتبرت الكويت تصريحات قرداحي «خروجاً عن الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية، وتغافلاً عن الدور المحوري المهم للملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وتحالف دعم الشرعية في اليمن».

 

الواقع مغاير

وأكدت الخارجية الكويتية، أن «تصريحات الوزير اللبناني تتنافى مع الواقع، ولا تمت للحقيقة بصلة، وتتعارض مع أبسط قواعد التعامل بين الدول، ولم تعكس الواقع الحقيقي للأوضاع الحالية في اليمن».

وزارة الخارجية البحرينية استدعت -هي الأخرى- سفير لبنان لدى المنامة، لتسليمه رسالة احتجاج بشأن تصريحات قرداحي، قائلة، إنها استدعت سفير الجمهورية اللبنانية لدى مملكة البحرين، وسلَّمته مذكرة احتجاج عبَّـرت فيها عن استنكار المملكة الشديد للتصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام اللبناني تجاه السعودية والإمارات، وما ساقه تجاه مجريات الحرب في اليمن، من ادعاءات باطلة تنفيها الحقائق الموثَّقة والبراهين المثبتة دوليًا.

وأكدت الخارجية البحرينية، أن «الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق اليمن وشعبها، واعتداءاتها المستمرة على السعودية، منذ انقلابها على الحكومة، تدحض هذه التصريحات غير المسؤولة التي خالفت الأعراف الدبلوماسية، ومثلت إساءة مقصودة لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن، وتجاهلت المبادئ والقيم التي تحكم العلاقات الأخوية بين الدول العربية».

واستدعت وزارة الخارجية السعودية سفير لبنان لدى المملكة وسلَّمته مذكرة احتجاج على تصريحات قرداحي، أعربت فيها عن أسفها لما تضمنته تصريحات المسؤول اللبناني من «إساءات» للمملكة ودول تحالف دعم الشرعية، وتعد «تحيزًا واضحًا» لمليشيا الحوثي.

وأكدت «الخارجية السعودية»، أن تصريحات وزير الإعلام اللبناني، تتنافى مع أبسط الأعراف السياسية، ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين.