انفجار صيدا ينكأ جراح مرفأ بيروت... متى ينجو لبنان من مخازن الموت؟
قالت مصادر لبنانية، في تصريحات للسياق، إن الانفجار استهدف مخزنًا للأسلحة في الطابق السلفي لمكتب حركة أمل، ما يفسر تحرك حزب الله سريعًا لتطويق مكان الحادث

السياق
لبنان يعيش فوق «مخازن الموت»، توصيف كشف النقاب عن انتشار مخازن السلاح بين المنازل، في المدن والقرى اللبنانية، وتحديدًا جنوبي البلاد.
ذلك الانتشار المكثف، الذي تغذيه مليشيات حزب الله، تتستر الأخيرة على ما يحدثه من انفجارات بين الحين والآخر، لتنسبه إلى حوادث خاصة بالماس الكهربائي.
آخر تلك الحوادث، كان الانفجار الغامض الذي ضرب -قبل أيام- جنوبي لبنان، وتحديدًا بمكتب تابع لحركة أمل في صيدا، ما أسفر عن قتل شخص وإصابة 3 آخرين، في مشهد طرح العديد من علامات الاستفهام والتساؤلات عن ماهية هذا الانفجار، وأطلق تحذيرات من تكرار انفجار مرفأ بيروت، الذي ما زالت آثاره تدمي قلوب اللبنانيين.
إلى ذلك، قالت مصادر لبنانية، في تصريحات لـ«السياق»، إن الانفجار استهدف مخزنًا للأسلحة في الطابق السلفي لمكتب حركة أمل، ما يفسر تحرك حزب الله سريعًا لتطويق مكان الحادث.
المصادر اللبنانية، التي طلبت عدم كشف هويتها، قالت إن الانفجار أعاد للأذهان ذكرى كارثة انفجار مرفأ بيروت، خاصة أن التفجير جاء على المبنى كله.
تصريحات مصادر السياق، أكدها طونى بولس الصحفي اللبناني، الذي قال عبر «تويتر»، إن «لبنان يعيش فوق مخازن الموت»، مشيرًا إلى أن انفجار منطقة بنعفول، يعد دليلًا إضافيًا على انحلال الدولة اللبنانية وعدم سيطرتها على أراضيها.
الصحفي اللبناني قال إن الانفجارات دائمًا ما تحدث في مناطق سيطرة مليشيا حزب الله، وتنسب إلى حوادث خاصة بالماس الكهربائي، مؤكدًا أن الجميع يعلمون انتشار مخازن السلاح بين المنازل في المدن والقرى اللبنانية، وتحديدًا في الجنوب.
أسلحة وذخائر
إلى ذلك، قال فتحي محمود عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية في تصريحات لـ«السياق»، إن الانفجار الذي وقع في مبنى لكشافة الرسالة الإسلامية التابعة لحركة أمل، يثير ملاحظات عدة.
أولى هذه الملاحظات، أن الأجهزة الأمنية اللبنانية لم تصدر أي بيانات رسمية عن تفاصيل الحادث وأسباب وقوعه بعد فحص مكانه، بحسب عضو المجلس المصري، الذي قال إن ثانية الملاحظات، أن حركة أمل نفسها تجاهلت التسريبات التي تحدثت عن أن موقع الانفجار مخزن ذخيرة أو أسلحة تابع لها.
إلا أن المثير للدهشة أن الانفجار ليس الأول، بل إن تفاصيله تكررت في ديسمبر الماضي، عندما هز انفجار ضخم مخيم البرج الشمالي الفلسطيني في مدينة صور، قالت عنه وكالة رويترز إنه وقع في مستودع أسلحة وذخيرة لحركة حماس بالقرب من مسجد، بينما سارعت الأخيرة لإعلان أن المستودع كان يحتوي على قوارير غاز وأجهزة أكسجين لحالات كورونا، وانفجرت بسبب حريق فيها.
وأكد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن ثالثة هذه الملاحظات، أن حركة أمل منعت الصحفيين ووسائل الإعلام من الوصول لموقع الانفجار من دون مبرر، ما يشير إلى أن ثمة أسبابًا للانفجار لا ترغب في نشرها للعامة.
تلاعب بحياة المدنيين
تلك الملاحظات التي كشف فتحي محمود عنها لـ«السياق»، عقب عليها، قائلًا، إن انتشار مخازن السلاح والذخيرة في قلب المناطق السكنية جنوبي لبنان، أمر معتاد، سواء بمقار حزب الله أم حركة أمل أم حتى المخيمات الفلسطينية.
وأشار إلى أنه رغم خطورته على السكان والكوارث التي تسبب بها هذا الوضع، وسواء كان موقع الانفجار مخزن سلاح أو قوارير أكسجين، فإن كل الطرق تؤدي إلى نتيجة واحدة، مفادها كشف هشاشة الوضع الأمني اللبناني، الذى يمكن أن ينفجر في أي لحظة.
ورغم ما يبدو من حالة استقرار سياسي نسبى، فإنه وضع مؤقت لاعتماده على تدخلات خارجية، يعدها البعض السبيل الأساسي للمساعدة في الخروج من الأزمة، رغم تخوفاتهم من تداعيات الإصلاحات المطلوبة، التي قد تضطر الحكومة لاتخاذ إجراءات اقتصادية قاسية، بحسب عضو المجلس المصري.
من جانبه، قال عاصم عبدالرحمن الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، في تصريحات لـ«السياق»، إنه لا توجد أي شبهة عمل إرهابي في الانفجار الذي وقع في مبنى البلدية، التابع لحركة أمل التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأوضح عبدالرحمن، أن الانفجار وقع نتيجة ماس كهربائي مع وجود قوارير للأكسجين كانت تستخدم لأغراض طبية في ظل جائحة كورونا، لكن هناك ترجيحات بوجود أسلحة وذخائر أدت إلى تفجير المبنى بقوة، ما أسفر عن ضحايا ومصابين.
وربط المحلل السياسي اللبناني، بين الانفجار وتأثره بتأجيل الانتخابات اللبنانية التشريعية، لكنه شدد على أنه ليس عملًا إرهابيًا، ولا يرتبط بحادثة سياسية.
وأشار المحلل اللبناني، إلى تأكيدات واضحة ذات مؤشرات ملموسة، على أن الأمن يمسك بزمام الأمور جنوبي لبنان، رغم تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.