وثائق تكشف تفاصيل الساعات الأخيرة من حكم عمران خان.. لماذا حاول استفزاز الجيش؟

أكد مسؤولون أمنيون، أنه حاول يوم التصويت على سحب الثقة، إقالة قائد الجيش لاستفزاز القوات العسكرية، ودفعها إلى التأهب والسيطرة على زمام السلطة وفرض الأحكام العرفية.

وثائق تكشف تفاصيل الساعات الأخيرة من حكم عمران خان.. لماذا حاول استفزاز الجيش؟
عمران خان

ترجمات – السياق

كشفت وثائق سرية معلومات مثيرة، عن اللحظات التي سبقت إطاحة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، حيث هدد بتطبيق الأحكام العرفية، بدلاً من تسليم السلطة للمعارضة، وفقًا لوثائق اطلعت عليها "الغارديان".

وبحسب مسؤولين أمنيين وشخصيات معارضة، حاول عمران خان اتخاذ عدة خطوات للبقاء في السلطة، في الأيام والساعات التي سبقت التصويت على سحب الثقة، لكنه فشل في منع حدوث الأمر، وفي الدقائق الأخيرة قبل منتصف ليل السبت، أقيل من منصبه.

حاول خان في البداية وقف التصويت، الذي كان من المقرر أن يُجرى لأول مرة في الجمعية الوطنية، نهاية الأسبوع الماضي، من خلال حل البرلمان، والدعوة إلى انتخابات جديدة، زاعمًا أن هذا التصويت جزء من مؤامرة أجنبية لإطاحته، إلا أن تلك المناورة أحبطتها المحكمة العليا، التي أعلنت أن هذه التصرفات تنتهك الدستور، وأمرت بإجراء التصويت السبت.

 

إقالة قائد الجيش

يوم الجمعة، بعث وزير كبير من حكومته برسالة إلى زعيم معارض نصها: "إما الأحكام العرفية وإما الانتخابات... من حقك أن تختار" وفقاً لتقرير "الغارديان".

بدا خان بذلك كأنه يهدد المعارضة، ويعطيها إنذاراً نهائياً مفاده أنه ينبغي عليها الموافقة على طلبه بإجراء انتخابات جديدة، أو أنه سيدفع الجيش الباكستاني للسيطرة وفرض الأحكام العرفية، كما حدث مراراً وتكراراً في تاريخ البلاد.

وقال أحد التابعين للمعارضة: "كان عمران خان يعتقد أنه إما أن يكون المسيطر وإما لا أحد"، مؤكداً أنهم رفضوا طلبه.

إلى ذلك، أكد مسؤولون أمنيون، أنه حاول يوم التصويت على سحب الثقة، إقالة قائد الجيش لاستفزاز القوات العسكرية، ودفعها إلى التأهب والسيطرة على زمام السلطة وفرض الأحكام العرفية.

وقال مسؤول أمني، طلب عدم نشر اسمه: "أراد عمران خان إقالة قائد الجيش، لكن القوات تلقت معلومات عن الأمر وأحبطت خطته بعد أن علمت خباياها"، مضيفًا أن رئيس الوزراء المقال أراد "اختلاق أزمة للبقاء في السلطة".

 

شراء الأصوات

بالمقابل، حاول وزراء خان تمهيد الطريق للتدخل العسكري، إذ قال فؤاد شودري وزير الإعلام حينها للصحفيين: "إذا فُرضت الأحكام العرفية على البلاد، فإن أحزاب المعارضة ستكون مسؤولة عن ذلك لأنها شاركت في بيع وشراء الأصوات".

و مع استمرار عرقلة التصويت على سحب الثقة وتأجيله من قبل أسد قيصر، رئيس مجلس النواب والحليف المقرب لخان الذي، ورد أنه كان يتصرف بناءً على تعليمات مباشرة منه، قال زعيم المعارضة، بيلاوال بوتو زرداري، أمام البرلمان: "عمران  خان يريد أن يتدخل الجيش".

 كما اتخذ رئيس المحكمة خطوات غير مسبوقة، بإصدار تعليماته للمحكمة العليا بفتح أبوابها عند منتصف الليل، للتصرف في حالة محاولة خان عرقلة إجراء التصويت القانوني.

 

خان والجيش

وردت الادعاءات بأن خان كان يحاول "إقالة رئيس أركان الجيش لتعزيز المصالح السياسية" أيضاً في عريضة قانونية قدمها المحامي عدنان إقبال إلى محكمة إسلام آباد العليا ليلة السبت.

 وبينما بدا أن صعود خان إلى السلطة، يحظى بدعم القوات المسلحة الباكستانية القوية، ظهر على السطح في الأشهر الأخيرة خلاف واضح بشكل متزايد، بين خان والمؤسسة العسكرية بشأن تعيين عسكري رفيع المستوى.

 ويبدو أن الاحتكاك بين خان والجيش بلغ ذروته ليلة السبت.  حيث التقى خان الجنرال قمر جاويد باجوا، رئيس أركان الجيش، في تلك الليلة بعد محاولته عزله في وقت سابق من اليوم، وفقًا لوكالة رويترز. 

وذكرت وسائل إعلام محلية، أن باجوا طلب من خان قبول مصيره والتوقف عن التدخل في التصويت.

وبات خان، أول رئيس وزراء لباكستان يقال من خلال تصويت بحجب الثقة.

 

مؤامرة أجنبية

ونفى الجيش -الذي ينكر منذ فترة طويلة التدخل في السياسة الباكستانية- مزاعم مشاركته في الأحداث التي سبقت التصويت، واصفًا إياها بـالشائعات التي لا أساس لها.

وقال مسؤول مقرب من الجيش لـ "الغارديان": "هذه القصص المزيفة تنشر لتضليل الجمهور، واختلاق حالة من الفوضى في البلاد، فالقوات المسلحة ضامن السلام في باكستان".

كانت الأغلبية النيابية في البرلمان، أعلنت ترشيح محمد شهباز شريف، لتولي منصب رئاسة الوزراء، ومن المتوقع أن يدعو إلى انتخابات في الوقت المناسب، ومن المرجح أن تعقد بعد أكتوبر.

 وفي أول تعليق له منذ حجب الثقة عنه، كرر خان مزاعمه بأنه كان ضحية مؤامرة أجنبية، قائلًا إن باكستان استقلت عام 1947، لكن النضال من أجل الحرية بدأ مرة أخرى اليوم، ضد مؤامرة أجنبية لتغيير النظام. 

وخرجت حشود ضخمة -مساء الأحد- إلى شوارع إسلام أباد وكراتشي احتجاجًا على عزل خان من السلطة.

 كما أعلن أعضاء حزب خان، باكستان، الأحد أنهم سيستقيلون بشكل جماعي من الجمعية الوطنية، وهي عملية من المحتمل أن تستغرق بضعة أشهر.