هل ينجح داعش في امتصاص صدمة اغتيال زعيمه؟
أكد الدكتور خالد عباس، الخبير بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب، للسياق، أن قتل قائد داعش إبراهيم الهاشمي القرشي، ضربة موجعة أو قاصمة للتنظيم في وقت حرج، بعد مروره بفترات عصيبة، تلقى خلالها ضربات عدة، وأوضح أن هذه الضربات أثرت فيه داخليًا، خصوصا بعد منع فرار العديد من قواته، من سجن الحسكة في سوريا.

السياق
قبل أيام، أعلنت واشنطن قتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو إبراهيم القرشي في عملية عسكرية شمالي سوريا، في حدث عده مراقبون الأبرز بداية عام 2022.
ففي خطاب له، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن قوات بلاده نفذت عملية لمكافحة الإرهاب شمالي غربي سوريا، لـ "حماية الشعب الأمريكي، وجعل العالم أكثر أمانًا".
بيد أن هذا الخطوة تضمنت تساؤلات عدة، عن مستقبل التنظيم الإرهابي، بعد تصفية رأسه للمرة الثانية (الأولى كانت أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019)، فهل يمكن أن يتحرك نحو عقد تحالفات تساعده في امتصاص هذه الضربات المتلاحقة؟
غير ذي جدوى
يقول ماهر فرغلي، الكاتب والباحث المتخصص في الإسلام السياسي لـ"السياق"، إن استهداف رؤوس الإرهاب ليس ذا جدوى.
واستشهد فرغلي بأن تنظيم داعش الإرهابي، من المرجح أن يعلن خلال أيام زعيمه الجديد، الذي لن يخرج عن 5 شخصيات، تمثل ما يعرف بـ"اللجنة المفوضة"، وهي أعلى لجنة بالنظيم الإرهابي.
وهذه الأسماء بحسب الباحث المتخصص في الإسلام السياسي: معتز نعمان عبدالنايف الجبوري، وزياد جوهر عبدالله، وبشار خطاب غزال الصميدي، وأبو حمزة القرشي المهاجر، ونايف حمد شياع.
وعن أسباب حصر الاختيار بينهم، يقول إنه مرتبط بإدارة كل شخص منهم لملفات مهمة، هي: الأمن، والمخابئ الآمنة، والشؤون الدينية، والإعلام، والتمويل.
لامركزية
بدوره، يتفق الدكتور حسن أبو هنية، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية مع فرغلي، إذ يقول لـ"السياق"، إنه لا يعتقد أن قتل زعيم داعش يؤثر في التنظيم، مستندًا إلى أن مَنْ في العراق وسوريا يمثلون ما تسمى "ولايات" لها قيادات منفصلة وهو ما ينطبق، بحسب رؤيته، على الفروع الموجودة في 37 دولة.
ويشير إلى أن "قتل الرأس في تنظيمات على غرار داعش، لن يؤثر بشكل كبير"، ودلل على ذلك أيضًا بـ"قتل الزرقاوي وأبو بكر البغدادي والآن الهاشمي"، لكنه شدد على اعتباره نجاحًا تكتيكيًا وليس استراتيجيًا، في الحرب على الإرهاب.
تعاون وليس تحالفًا
وعن إمكانية أن يعقد التنظيم تحالفًا مع داعش خراسان أو القاعدة بشكل مؤقت، لتحقيق نصر معنوي أو التغطية على استهداف رؤوسه، يرى أبو هنية أن "تنظيم القاعدة في أضعف حالاته، ولن يضيف لقوة داعش، لكن يمكن أن يكون هناك نوع من التعاون".
وهو ما يتفق معه الدكتور خالد عباس، الخبير بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب، الذي أكد لـ"السياق" أن المرحلة المقبلة، يتوقع أن تشهد تنسيقًا مع التنظيمات الأخرى، في إطار التهدئة، بسبب ضعف داعش تنظيميًا.
ويشدد عباس، على أن قتل قائد داعش إبراهيم الهاشمي القرشي، ضربة موجعة أو قاصمة للتنظيم في وقت حرج، بعد مروره بفترات عصيبة، تلقى خلالها ضربات عدة.
وأوضح أن هذه الضربات أثرت فيه داخليًا، خصوصا بعد منع فرار العديد من قواته، من سجن الحسكة في سوريا.
اختراقات
وينبه الخبير بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب، إلى أن هناك علامات استفهام عن تصفية الهاشمي، مردها أنه كان حريصًا في تحركاته و"لا نعرف له إلا صورة واحدة فقط، ومع كل هذا القدر من التخفي والتكتم، ارتكب خطأ جسيمًا، واستطاعت القوات الأمريكية رصده وتدمير منزله وتصفيته".
وبحسب البيانات المنشورة، كانت هناك طائرة هليكوبتر بجوار منزل زعيم داعش تم تحطيمها، وهو ما يعني أنه كانت هناك مقاومة شديدة، واضطرت القوات الأمريكية إلى تفجير الطائرة، حتى لا تستخدم في الهرب إذا فشلت العملية، وهو تحليل غير مقنع، بحسب الدكتور خالد عباس.
ويلمح الخبير بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب، إلى أن العملية التي قامت بها القوات الأمريكية، تشير إلى قدر من الاختراق لهيكل التنظيم الإرهابي، سواء عبر تجنيد مسلحين داخله، أو تسليمه من أجهزة أمنية تتعاون مع التنظيم.