ليبيا.. سيدتان تنافسان أكثر من 70 رجلًا في سباق الرئاسة

السيدتان المرشحتان في انتخابات الرئاسة الليبية، هما: ليلى بن خليفة وهنيدة المهدي.

ليبيا.. سيدتان تنافسان أكثر من 70 رجلًا في سباق الرئاسة

السياق

في سابقة هي الأولي من نوعها، لحقت سيدتان بماراثون انتخابات الرئاسة الليبية، ليتنافسا ضمن 73 مرشحًا من أصل 98 يمثلون مختلف التوجهات السياسية والمناطق الجغرافية.

واستبعدت المفوضية العليا للانتخابات الليبية نحو 25 مرشحًا، أبرزهم سيف الإسلام القذافي.

السيدتان المرشحتان في انتخابات الرئاسة الليبية، هما: ليلى بن خليفة وهنيدة المهدي.

ليلى بن خليفة مواليد 1975 من مدينة زوارة (120 كم غربي طرابلس)، ترأس حزب الحركة الوطنية، وتحمل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال، ودبلومة في الاستشارات الدبلوماسية.

أما هنيدة المهدي، فباحثة في التنمية البشرية والعلوم الاقتصادية والاجتماعية، وترأس إدارة مركز "فيرست كير" لتدريب الكوادر الطبية، وتتحدر من الجنوب الليبي وتحمل شهادات عدة في مجال الاستثمار والتدريب.

 

خطوة على الطريق

وبحسب مراقبين للشأن الليبي، فإن السيدتين ليلي بن خليفة وهنيدة المهدي، رغم امتلاكهما الطموح لتولي رئاسة ليبيا، فإنهما لا تملكان سجلًا طويلًا في الممارسة السياسية.

وقال أحمد ابراهيم عامر المحلل السياسي المختص بالشأن الليبي، نائب رئيس تحرير الأهرام العربي لـ"السياق"، إن السباق الرئاسي في ليبيا بدأ، رغم الشكوك في الوصول ليوم الاستحقاق الانتخابي للدولة، في الرابع والعشرين من ديسمبر.

ولفت عامر، إلى استبعاد المفوضية العليا للانتخابات الليبية 25 مرشحًا من أصل 98، أبرزهم سيف الإسلام القذافي ومحمد أحمد الشريف وبشير صالح المحسوبون على النظام السابق، كما تم استبعاد نورى بوسهمين رئيس المؤتمر الوطني السابق، المدعوم من جماعة الإخوان.

في حين تم قبول أوراق العشرات، بينهم عبدالحميد الدبيبة رئيس الوزراء الحالي، رغم مخالفته للفقرة 12 من قانون الانتخابات، التي تقضي بتوقفه عن العمل قبل الترشح بثلاثة أشهر.

وتابع المحلل السياسي المختص بالشأن الليبي، أنه "في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع طلبات الطعون، التي من المرجح أن تشهد استبعاد أعداد أخرى، بشكل يجعل الأيام المقبلة حبلي بالكثير من المفاجآت قبل الوصول لليوم المنشود 24 ديسمبر".

وتوقع عامر أن تظل المرشحتان في سباق الرئاسة الليبية، من منطلق تمثيل المرأة، الذي سيكون دافعًا لقبول ملفيهما ضمن القائمة النهائية".

إلا أن المحلل السياسي المختص بالشأن الليبي، يقلل في تصريحاته لـ"السياق" من فرص السيدتين ليلى بن خليفة وهنيدة المهدي، في السباق الانتخابي.

وأكد أن فرصهما "لا تكاد تذكر" لكنه يعد الأمر في الوقت نفسه محاولة محمودة من المرأة الليبية، لأن تتبوأ مكانًا متقدمًا في الشأن السياسي.

ويرى عامر أن حصول كل منهما على 5 آلاف تزكية، نقلة إيجابية في التاريخ السياسي لليبيا، لكن مشاركتهما ستبقي رمزية وليست للتنافس الحقيقي.

 

مشهد غير استثنائي

أحمد عليبة الباحث في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، يرى أن المشهد الراهن المحتضن للانتخابات الليبية "غير استثنائي".

وأشار -في دراسة حديثة له- إلى أن هذه النتيجة تستند إلى طبيعة المرحلة الانتقالية، التي يرى أنها لم تؤسس لمصالحة وطنية شاملة.

واعتبرت الدراسة أن "الانتخابات في دول الأزمات والصراعات، عملية إعادة تدوير لمراكز القوى التي تشكلت خلال المراحل الانتقالية".

ووفقًا لآخر إحصائيات البنك الدولي، الصادرة نهاية عام 2020، يبلغ تعداد ليبيا 6 ملايين و871 ألفًا و287 نسمة، بينها 3 ملايين و468 ألفًا و738 من الذكور، و3 ملايين و402 ألف و550 من النساء.

وتظهر تقارير المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية تقاربًا في أصوات الناخبين بين الرجال والإناث، إذ بلغ إجمالي مَنْ سجلوا للمشاركة بالتصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مليونين و865 ألفًا و624 ناخبًا وناخبة، وبلغ تعداد الناخبين الذكور مليونًا و628 ألفًا و305 ناخبين، بنسبة 56.8%، في حين بلغ تعداد الناخبات مليونًا و237 ألفًا و319 ناخبة، بنسبة 43.2%.