انقلاب فاشل في السودان.. اعتقال عشرات الضباط.. والإخوان في قفص الاتهام
قال المتحدِّث باسم الحكومة السودانية، إن الحكومة الانتقالية والأجهزة النظامية تعمل بتنسيق تام، متعهدًا بملاحقة فلول النظام البائد المشاركين في المحاولة الفاشلة.

ترجمات – السياق
أعلنت الحكومة السودانية، الثلاثاء، إحباط محاولة انقلاب «فاشلة»، واعتقال عسكريين ومدنيين بتهمة التخطيط لها، بينما استطاعت القوات المسلحة، السيطرة على الوحدات العسكرية، التي كان مدبرو الانقلاب ينوون السيطرة عليها.
وأكد حمزة بلول، وزير الثقافة والإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، السيطرة فجر اليوم، على محاولة انقلابية فاشلة لمجموعة من ضباط القوات المسلحة، ممن وصفهم بـ«فلول النظام البائد».
وبينما طمأن حمزة، الشعب السوداني بأن الأوضاع تحت السيطرة، أعلن القبض على قادة المحاولة الانقلابية من العسكريين والمدنيين، وبدء التحقيق معهم، بعد «تصفية آخر جيوب الانقلاب في معسكر الشجرة».
ملاحقة النظام البائد
وقال المتحدِّث باسم الحكومة السودانية، إن الحكومة الانتقالية والأجهزة النظامية تعمل بتنسيق تام، متعهدًا بملاحقة فلول النظام البائد المشاركين في المحاولة الفاشلة.
ودعا كل قوى الثورة، من لجان مقاومة وقوى سياسية ومدنية، وأطراف السلام والأجسام المهنية والنقابية، وكل قطاعات الشعب السوداني، إلى توخى اليقظة والانتباه إلى المحاولات المتكررة، التي تسعى لإجهاض ثورة ديسمبر، قائلًا: «الثورة باقية وماضية فى تحقيق غاياتها، ومؤسسات الحُكم المدني محروسة، بإرادة قوى الثورة وجماهير الشعب السوداني».
وتعهد متحدِّث الحكومة، بأن مؤسسات الحُكم المدني «لن تفرِّط في مكتسبات الشعب وثورته، وأنها ستكون على خط الدفاع الأول لحماية الانتقال من قوى الظلام المتربصة بالثورة»، بحسب البيان، الذي قال إنه سيكشف تفاصيل مخطط الانقلاب، الذي حاول «إعادة عقارب الساعة إلى الوراء».
بدوره، أكد مصدر مسؤول في رئاسة مجلس الوزراء، أن السُّلطات الأمنية والعسكرية، أفشلت محاولة الانقلاب فجر اليوم، مؤكدًا أن الأوضاع تحت السيطرة، وجرى اعتقال المتورِّطين فيها، وبدء التحقيق معهم.
الأوضاع تحت السيطرة
إلى ذلك، نقلت قناة الشرق عن مصدر عسكري قوله: إن السُّلطات السودانية أوقفت أكثر من 300 ضابط وجندي، على خلفية المحاولة الانقلابية التي أعلن الجيش إحباطها، وأضاف المصدر أنه تم نقل المتهمين بالمشاركة في المحاولة الانقلابية، إلى السجن الحربي والأمن العسكري.
العميد الطاهر أبو هاجه، المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة، أكد في تصريحات لوكالة الأنباء السودانية، أن القوات المسلحة أحبطت المحاولة الانقلابية، مشيرًا إلى أن الأوضاع تحت السيطرة.
وبحسب «سودان تريبيون»، فإن الجيش سيطر على الأوضاع، لكن سلاح المدرعات الذي ينسب إليه تخطيط العملية، مازال خارج السيطرة، مشيرة إلى أن منفذي المخطط، من الضباط المنتمين للتنظيم الإخواني، الذي أطيح في أبريل 2019.
إلا أنها قالت إن العاصمة السودانية خلت من أي مظاهر للوجود العسكري المسلَّح، وبدت شوارعها اعتيادية الحركة من دون أي توترات أمنية، بما في ذلك المنطقة الواقعة بمحيط سلاح المدرعات جنوب العاصمة.
وبحسب معلومات بثتها وسائل إعلام محلية، فإن مدبري المخطط الانقلابي استسلموا وجرى اعتقالهم، بمن فيهم اللواء عبد الباقي بكراوي، الذي يرجَّح أن يكون قائد العملية.
ويشغل قائد المحاولة الانقلابية، منصب قائد ثاني سلاح المدرعات في الجيش السوداني، بعد إعادته إلى منصبه عقب توقيفه، كما شغل العديد من المناصب في الجيش السوداني، في عهد الرئيس المعزول عام 2019 عمر البشير، وسط معلومات غير مؤكدة بانتمائه لجماعة الإخوان.
المتهم الرئيس
وبحسب وسائل إعلام محلية، تم إحباط محاولات الانقلابيين للسيطرة على مبنى الإذاعة، بينما قطع التلفزيون الرسمي بث برامجه، للإعلان في خبر عاجل، عن إحباط مخطط انقلابي، من دون تفاصيل.
"هبوا للدفاع عن بلادكم وحماية الانتقال"، بهذه العبارة ناشد عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد الفكي سليمان، السودانيين، التحرك للدفاع عن الحكومة الانتقالية.
لكن بعد ساعات، طمأن سليمان، في تصريحات صحفية، الشعب، مؤكداً أن الأوضاع أصبحت تحت السيطرة، بعد المحاولة الانقلابية ضد الحكومة.
وأضاف المسؤول السوداني، أن الأجهزة العسكرية والأمنية تمكنت من السيطرة على الوحدات العسكرية، التي كان مدبرو الانقلاب ينوون السيطرة عليها، مشيرًا إلى أنهم كانوا يريدون السيطرة على سلاح المدرعات بالشجرة جنوب الخرطوم، ومنطقة وادي سيدنا العسكرية بشمال أمدرمان.
تحقيق مع قادة الانقلاب
وأكد عضو مجلس السيادة السوداني، محمد الفكي سليمان، أن السلطات ألقت القبض على قادة الانقلاب، مشيرًا إلى أن الأجهزة المعنية ستبدأ التحقيقات معهم فورًا.
وكان شهود عيان، أفادوا بأن قوات الجيش أغلقت بمدرعاتها جسرًا رئيسًا، يربط بين مدينتي أمدرمان والخرطوم.
وأدانت الأمانة العامة لحزب الأمة القومي المحاولة الفاشلة، مؤكدة العمل على حماية الثورة والحكومة الانتقالية، «بكل ما أوتينا من قوة».
هبة جماهيرية
وناشد حزب الأمة القومي، في البيان الذي اطلعت «السياق» على نسخة منه، السودانيين «بدءًا من لجان المقاومة، تروس الثورة الأشاوس، والقوى السياسية والمدنية وجماهير الشعب السوداني، أن ينتفضوا من أجل حماية مكتسبات الوطن»، على حد قول البيان.
بدوره، أدان نصر الدين مفرح، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي جرت فجر الثلاثاء، مشيرًا إلى أنه «ما زال أعداء الوطن والثورة العظيمة، يحاولون إجهاض هذا المشروع الوطني، لكن سنظل وتظل قوى الثورة حية، ولن تفلح معها محاولات الفاسدين بقايا النظام المباد»، على حد قوله.
وطالب وزير الشؤون الدينية، بـ«كنس المؤسسات السياسية والعسكرية من طغمة المتأسلمين»، داعيًا «لجان المقاومة ولجان التغيير والخدمات وقوى الحرية والتغيير، وقوى الكفاح المسلَّح، لمواصلة المد الثوري، وتجديد العزم على حراسة هذا المشروع».
مَنْ يتولى السُّلطة في السودان؟
تتولى السُّلطة في السودان حكومة انتقالية، من مدنيين وعسكريين، تم تشكيلها عقب إطاحة الرئيس السابق عمر البشير، إثر احتجاجات شعبية امتدت شهورًا.
وشُكل المجلس السيادي في السودان، في العشرين من أغسطس 2019، ويمثِّل رأس الدولة ورمز سيادتها ووحدتها، بحسب الوثيقة الدستورية الموقَّعة بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، الذي يمثِّل أحزاب المعارضة السودانية.
ويتولى المجلس قيادة البلاد، خلال المرحلة الانتقالية التي تمتد 39 شهرًا من تاريخ التوقيع عليها، ليعقبها إجراء انتخابات عامة، بينما يتألف المجلس من 11 عضوًا، بينهم خمسة عسكريين رشحهم المجلس العسكري الانتقالي، وستة مدنيين رشحهم تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، وبينهم امرأتان واحدة منهما مسيحية.