بشأن الطاقة... ماكرون ينتقد المعايير المزدوجة لأمريكا في التعامل مع أوروبا

الاتحاد الأوروبي كان قد أبدى غضبه من حزمة التحفيز الأمريكية المعروفة بقانون الحد من التضخم، التي تقدم دعمًا للسيارات الكهربائية المصنوعة في أمريكا الشمالية، وتوفر ما يقول المسؤولون الأوروبيون عنه دعمًا غير عادل للاقتصاد الأخضر

بشأن الطاقة... ماكرون ينتقد المعايير المزدوجة لأمريكا في التعامل مع أوروبا
إيمانويل ماكرون

ترجمات - السياق

انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السياسات الأمريكية بشأن التجارة والطاقة، متهمًا واشنطن بتطبيق "معايير مزدوجة" في التعامل مع أوروبا، وسط تزايد الاستياء من التكلفة الاقتصادية، التي تدفعها القارة العجوز بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.

وحسب شبكة بلومبرغ الأمريكية، قال ماكرون -خلال مؤتمر صحفي في بروكسل- عقب لقاء قادة الاتحاد الأوروبي: "يتخذ اقتصاد أمريكا الشمالية قرارات تهدف إلى زيادة الجاذبية، وأحترم ذلك، لكنهم يطبّقون معايير مزدوجة"، حيث تنخفض أسعار الطاقة محليًا، بينما يبيعون الغاز الطبيعي إلى أوروبا بأسعار قياسية.

وأضاف: "إضافة إلى ذلك، فإنهم يسمحون بزيادة دعم الدولة إلى 80% في بعض القطاعات، في الوقت الذي تُحظر فيه المساعدات هنا، ما يتسبب في معايير مزدوجة، بسبب سياسات الحليف التجاري عبر الأطلسي".

 

غضب أوروبي

وبينت "بلومبرغ" أن الاتحاد الأوروبي كان قد أبدى غضبه من حزمة التحفيز الأمريكية المعروفة بقانون الحد من التضخم، التي تقدم دعمًا للسيارات الكهربائية المصنوعة في أمريكا الشمالية، وتوفر ما يقول المسؤولون الأوروبيون عنه دعمًا غير عادل للاقتصاد الأخضر.

ومن المقرر، أن يركز ماكرون -44 عامًا- على تلك النقاط بشكل مكثف، أثناء زيارته الرسمية إلى واشنطن مطلع ديسمبر المقبل، التي تأتي بعد أكثر من عام بقليل من اضطراب قوي في العلاقات الثنائية، عقب تخلي أستراليا عن صفقة ضخمة لشراء غواصات فرنسية، لصالح غواصات أمريكية تعمل بالطاقة النووية.

وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أن فرنسا كانت قد استدعت سفيرها لدى الولايات المتحدة مدة وجيزة، لكن العلاقات تحسنت بعد لقاء ماكرون ونظيره الأمريكي جو بايدن في روما، على هامش قمة مجموعة العشرين.

وخلال اللقاء، تعهد بايدن بدعم فرنسا في حربها ضد الإرهاب بمنطقة الساحل، وأقر بأهمية تعزيز دفاع الاتحاد الأوروبي -وهي معركة طويلة الأمد بالنسبة لماكرون- كما تكثف الولايات المتحدة العمل مع أوروبا، ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا.

لكن -حسب الشبكة الأمريكية- عادت الخلافات إلى الظهور، حيث وصف ماكرون، مؤخرًا، الولايات المتحدة والنرويج، كمنتجين للطاقة، "بتحقيق أرباح طائلة، مستفيدتين من الحرب الجيوسياسية"، وقال إنه ناقش الموضوع "بطريقة ودية" مع نظيريه في الولايات المتحدة والنرويج.

من جانبه، انتقد وزير المالية الفرنسي، برونو لومير -خلال مناقشة برلمانية- الولايات المتحدة لبيعها الغاز الطبيعي المسال إلى الشركات الأوروبية "بأربعة أضعاف الأسعار التي تبيعها بها" محليًا، كما أعاد تعليقات سابقة لماكرون، قال فيها إن الاتحاد الأوروبي يجب أن ينضم إلى الاقتصادات الآسيوية، لمطالبة الولايات المتحدة والنرويج بإبداء تقارب أكبر، وبيع الغاز بأسعار أقل.

بينما قال دبلوماسي مطلع على هذه الترتيبات، إن وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، ناقشت خلال زيارتها الأخيرة إلى واشنطن، الجمعة الماضية، تلك القضايا (سوق الطاقة وبيع الغاز بأسعار أقل)، فضلًا عن بحث الوضع في أوكرانيا، وصادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، في الوقت الذي تسعى فيه القارة إلى تنويع إمداداتها بعيدًا عن الوقود الروسي، إلى جانب قضايا تتعلق بالمنافسة العادلة، ومستقبل الاتفاق النووي مع إيران.

 

الحوار مع روسيا

على جانب آخر، توافقت الرؤى الفرنسية والأمريكية، على أهمية إبقاء خطوط الاتصال مع روسيا مفتوحة، في ظل الحرب التي تشنها موسكو على أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي.

وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا: إن من المهم الإبقاء على قنوات الاتصال مع روسيا مفتوحة، وحذرت في الوقت نفسه من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عالق في "رؤية غريبة" للعالم.

وصرحت كولونا خلال زيارتها إلى واشنطن: "نعتقد بشكل قاطع أنه من الضروري الإبقاء على قناة اتصال مع صانعي القرار في روسيا بمن فيهم الرئيس بوتين".

وتابعت الدبلوماسية الفرنسية، التي كانت تتحدث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن "بوتين ربما يكون معزولًا في رؤيته الغريبة جدًا للعالم، والطريقة التي يمكن أن يدار بها" لكن "تعزيز هذه العزلة لن يكون خيارًا جيدًا".

كما قالت: "نريد منه أن يسمع عندما نذكر تحليلنا وتقييمنا للأخطاء التي ارتكبها وما يمكنه فعله للتحرك في اتجاه مختلف".

بدوره، شدد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الجمعة، على "أهمية إبقاء قنوات التواصل" في ظل الحرب بأوكرانيا، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، حسبما أفادت وزارة الدفاع الأمريكية، التي لم تكشف تفاصيل إضافية عن المكالمة الهاتفية الثانية بين الرجلين منذ بداية الحرب، لكن وزارة الدفاع الروسية أوضحت أن الرجلين ناقشا "قضايا راهنة تتصل بالأمن الدولي، بينها الوضع في أوكرانيا".

وتعود آخر محادثة بين شويغو وأوستن منذ بداية الصراع، إلى 13 مايو الماضي، قبل أيام من المحادثة الهاتفية بين رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف ونظيره الأمريكي مارك ميلي في 19 مايو.

وتحدث أوستن أيضًا إلى وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف، وأكد له "التزام الولايات المتحدة بدعم قدرة أوكرانيا على التصدي للعدوان الروسي".

وبينما تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع بوتين في الأشهر الأخيرة، ونجح في التوصل إلى السماح لبعثة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بالسفر إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تحتلها روسيا في أوكرانيا، تجنَّب الرئيس الأمريكي جو بايدن الاتصال بنظيره الروسي.

وأوضحت كولونا أنها ما زالت تأمل أن يؤدي هذا الجهد إلى منطقة منزوعة السلاح حول المحطة النووية الأكبر في أوروبا، قائلة: "من الخطير جدًا للعالم استخدامها كمنطقة مواجهة عسكرية".

وقبل قمة مجموعة العشرين المقررة في إندونيسيا منتصف نوفمبر، قال بوتين -الأسبوع الماضي- إنه لا يرى "ضرورة" لإجراء محادثات مع بايدن، الذي لم يستبعد عقد مثل هذا اللقاء، وقال للصحفيين في 6 أكتوبر الجاري: "لم يتضح الأمر".