طموحات الصين النووية تنذر بكارثة.. هل يمكن لأمريكا ردع بكين؟

على الولايات المتحدة أيضًا تعميق التنسيق مع الحلفاء مثل اليابان وأستراليا بشأن سيناريوهات الأزمات، مع ضمان حصول تايوان على الأسلحة والتدريب اللازمين للصمود حتى وصول المساعدة.

طموحات الصين النووية تنذر بكارثة.. هل يمكن لأمريكا ردع بكين؟

ترجمات - السياق

«سباق نووي جديد ومدمِّر ينذر بكارثة، أصبحت محتملة»، بهذه الكلمات حذَّرت وكالة بلومبرج للأنباء، من تأثير طموحات الصين نحو امتلاك ترسانة نووية، وما قد ينتج عن ذلك من تطورات تؤدي إلى زعزعة الاستقرار.

وقالت الوكالة، في تقرير، إنه بعد عقود من الحفاظ على ترسانة نووية متواضعة نسبيًا، تتحرك الصين بسرعة لبناء المزيد من أسلحة أكثر فتكًا، مشيرة إلى أن الاتجاه سيكون خطيرًا، بالنظر إلى التدهور الحاد في العلاقات مع الولايات المتحدة.

وأشارت الوكالة، إلى أنه كان من الصعب تفويت الطموحات النووية الصينية المعززة في الأشهر الأخيرة، فصور الأقمار الصناعية تشير إلى أن بكين كانت تبني حقولاً لصوامع الصواريخ البالستية الجديدة العابرة للقارات.

وتابعت أن الصين نشرت صواريخ بالستية عابرة للقارات، يصعب استهدافها ويمكن إطلاقها بشكل أسرع، مؤكدة أنها تعزز أسطولها من غواصات الصواريخ البالستية، وتطور قاذفات ذات قدرة نووية.

وتوقعت «بلومبرج»، أن تتمكن الأسلحة «الأكثر غرابة»، بما في ذلك طائرة شراعية تفوق سرعة الصوت اختُبرت خلال الصيف، من تجنُّب الدفاعات الصاروخية الأمريكية.

 

مخزون بكين

من جانبه، وصف مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، الاختبارات بأنها «قريبة جدًا» من لحظة الإطلاق، بينما يتوقع البنتاغون أن مخزون الصين من الرؤوس الحربية التشغيلية، سوف يتضاعف عام 2030.

وحذَّرت الوكالة، من أن تؤدي هذه التطورات إلى زعزعة الاستقرار، لا سيما بالنظر إلى غموض الأهداف والمذاهب النووية للصين، مشيرة إلى أن هناك غموضًا في تعهدها بعدم استخدام الأسلحة النووية أولاً، فضلاً عن الحديث عن تحويل بعض الصواريخ إلى حالة «الإطلاق عند التحذير».

وقد يؤدي خلط الأصول التقليدية والنووية، في القواعد وحتى على بعض الصواريخ، إلى كارثة في صراع إذا لم يستطع الخصم معرفة ما إذا كان يواجه هجومًا نوويًا أم لا.

علاوة على ذلك، فإنه مع تنامي حجم وتعقيد ترسانة الصين، تزداد احتمالات حدوث مثل هذا الصراع، بحسب وكالة بلومبرج، التي قالت إن القادة الصينيين يشعرون براحة أكبر في شن حرب تقليدية على تايوان، إذا كانوا واثقين بأنهم حققوا مأزقًا نوويًا مع الولايات المتحدة، مدللة على فرضيتها، بقولها إن قادة بكين يرفضون حتى مناقشة هذه القضايا رسميًا، ناهيك عن الانخراط في محادثات الحد من التسلح.

توازن دقيق

للاستجابة لهذا الواقع الجديد، فإن الولايات المتحدة ستحتاج إلى توازن دقيق، فمن ناحية الحفاظ على رادعها الخاص، على إدارة الرئيس جو بايدن، أن تواصل جهود تحديث أسطول البحرية من غواصات الصواريخ البالستية، بينما على سلاح الجو الأمريكي تطوير وسائل غير مأهولة لإيصال الأسلحة النووية، بما في ذلك الطائرات من دون طيار والصواريخ التي تطلقها من الجو، إضافة إلى شراء قاذفات B-21.

من ناحية أخرى، يحتاج البيت الأبيض إلى إبقاء هذا التهديد في منظوره الصحيح، بحسب «بلومبرج»، التي قالت إنه من المحتمل أن تظل العديد من صوامع الصواريخ البالستية العابرة للقارات في الصين فارغة، لإرباك المستهدفين الأمريكيين.

وقالت الوكالة إنه حتى إذا ضاعفت الصين مخزونها أربع مرات، ستظل متأخرة كثيرًا عن 3750 رأسًا حربيًا تمتلكها ترسانة الولايات المتحدة، علاوة على ذلك، فإن العديد من السياسات الجديدة التي تتحرك الصين نحوها -بما في ذلك الاختلاط المشترك، والإطلاق عند الإنذار والثلاثي النووي- معدة لمواجهة الولايات المتحدة وروسيا.

وأوضحت «بلومبرج»، أنه في الوقت الحالي، تبدو الصين مهتمة بضمان قدرتها على استيعاب الضربة الأولى والرد عليها، أكثر من اهتمامها بمضاهاة واشنطن في عدد الأسلحة، ما يجعل من الضروري على البنتاغون أن يتجنَّب المبالغة في رد الفعل، لسبب واحد.

وأكدت الوكالة، أن واشنطن يجب أن تدرس بعناية مقدار ما تنفقه على الدفاعات الصاروخية، التي تغذي السباق لتطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت، ومن غير المرجَّح أن توفِّر حماية ضد أي هجوم من الصين، فمن الأفضل التركيز على تعزيز القدرات التقليدية.

 

الطريقة الأفضل

وتقول «بلومبرج»، إن أفضل طريقة لمنع حرب على تايوان، إقناع الصين بأن تكاليف مثل هذا الصراع ستكون باهظة للغاية، ما يتطلب تزويد القوات الأمريكية، بصواريخ جديدة طويلة المدى مضادة للسفن، وطائرات من دون طيار فوق سطح البحر وتحت سطح البحر، وشبكات قتال مرنة.

وأكدت أنه على الولايات المتحدة أيضًا تعميق التنسيق مع الحلفاء مثل اليابان وأستراليا بشأن سيناريوهات الأزمات، مع ضمان حصول تايوان على الأسلحة والتدريب اللازمين للصمود حتى وصول المساعدة.

إلا أن الأهم من ذلك، ينبغي على بايدن حينما يلتقي نظيره الصيني شي جين بينغ عبر الفيديو، تأكيد الحاجة إلى استقرار العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، بدءًا من القضية النووية.

وتقول «بلومبرج»، إن الصين قد تحسب جيدًا أن إبقاء الولايات المتحدة في حالة تخمين بشأن نواياها يمنح ميزة استراتيجية، لكن على بايدن تأكيد أن العلاقات الأفضل ستظل بعيدة المنال، إذا انخرطت الصين في منافسة نووية بلا رادع.

ولبناء الثقة، يجب على الجانبين الشروع في حوار نووي جديد، وإنشاء آليات أكثر قوة للأزمة، والحفاظ على إمكانية إجراء محادثات رسمية مفتوحة، بشأن الحد من التسلح.