هروب أشرف غني.. أفسد صفقة كانت ستمنع طالبان من دخول كابل      

تأتي تصريحات زلماي خليل زاده لتسلِّط الضوء على اللحظات الأخيرة لانهيار الحكومة الأفغانية، وتبرز استياء الإدارة الأمريكية من سقوط كابل في أيدي طالبان

هروب أشرف غني.. أفسد صفقة كانت ستمنع طالبان من دخول كابل      

ترجمات - السياق

قال المبعوث الأمريكي لدى أفغانستان، زلماي خليل زاده، إن قرار الرئيس الأفغاني أشرف غني، الفرار من البلاد الشهر الماضي، حال دون إتمام اتفاق "اللحظة الأخيرة" بين أمريكا وطالبان، الذي كان يهدف إلى إبعاد كابل عن أيدي الحركة المتشدِّدة، والتفاوض معها على انتقال سياسي للسُّلطة.

وعن عدم وجوده، في المشهد الأفغاني وقتها، قال إنه حصل على أسبوعين راحة، قبل ساعات فقط من سقوط كابل.

جاءت تصريحات زلماي، في أول مقابلة له منذ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، مع صحيفة فايننشال تايمز الأمريكية.

وحسب زاده، الذي عيَّنه دونالد ترامب عام 2018 لقيادة المحادثات مع طالبان، أنه بموجب الخطة الأمريكية، كان على غني البقاء في منصبه، حتى يتم التوصل إلى تسوية بشأن حكومة مستقبلية، يعلن عنها في قطر. وقال إن الفراغ الأمني، ​​الذي خلَّفه هروب غني في 15 أغسطس، دفع الحركة المتمرِّدة إلى الزحف نحو العاصمة الأفغانية في اليوم ذاته، ما انعكس على إجلاء فوضوي للمدنيين والقوات العسكرية.


اتفاق ضمني مع طالبان

وأضاف خليل زاده لـ "فايننشال تايمز": رغم أن طالبان كانت على أبواب كابل، قبل هروب أشرف غني، فإنه كان لدينا اتفاق معها على عدم دخول العاصمة الأفغانية، مضيفًا أنه لم يكن لديه أدنى فكرة عن أن غني كان ينوي الفرار.

تأتي تصريحاته لتسلِّط الضوء على اللحظات الأخيرة لانهيار الحكومة الأفغانية، وتبرز -حسب وصفه- استياء الإدارة الأمريكية من سقوط كابل في أيدي طالبان، خاصة بعد ما صرَّح به وزير الخارجية أنتوني بلينكين للمشرِّعين الأمريكيين، بأنه تلقى تأكيدات من الرئيس الأفغاني بأنه كان موافقًا على خطة واشنطن، "التي لم تكتمل".

وفي الحوار رفض خليل زاده، ما أثير عن ترتيب -ضمني أو صريح- يسمح لطالبان بدخول القصر الرئاسي في 15 أغسطس، قائلًا: "لم نمنحهم ضوءًا أخضر ولا ​​أي شيء من هذا القبيل".

وفي 12 أغسطس الماضي، ناقش زاده، المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان، اتفاقًا مع حكومة كابل السابقة، كما توصل إلى اتفاق مع طالبان في 14 من الشهر ذاته، لكن وفقًا لمسؤولين أمريكيين، لم يكن محتملًا أن يكون غني جزءًا من أي حكومة مستقبلية، لأن استقالته كانت شرطًا وضعته طالبان، التي كانت تطوق كابل.

 

مسؤولية الأفغان

وطالما تعرَّض المبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان خليل زاده، لانتقادات بالغة بسبب طريقة تعامله مع حركة طالبان، في السنوات الثلاث الماضية، والصفقة التي توسط فيها عام 2020، وفيها شروط الانسحاب الأمريكي، إذ يرى محللون أن هذا الاتفاق، أهدر نفوذ واشنطن في المفاوضات، وقوَّض الحكومة المنتخبة في كابل، وساعد في إضفاء الشرعية على حركة طالبان.

ورغم أن بايدن انتقد اتفاق 2020، فإنه احتفظ بالمبعوث الجمهوري في منصبه، القرار الذي قال خليل زاده إنه فاجأه، إذ أن التوقُّعات كانت تشير إلى أن بايدن سيعيِّـن شخصًا آخر لإتمام المفاوضات.

وأشار زاده، في حواره، إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة، خفَّضت مطالبها تدريجياً، مع تحقيق طالبان مكاسب عسكرية. وقال إن تعيينه عام 2018 "كان نتيجة ما لم يسر على ما يرام".

وفي المقابلة نفى خليل زاده، ما قاله رئيس مكافحة الإرهاب الإقليمي السابق في وكالة المخابرات المركزية، بأنه كان "مغرورًا" وحاول أن يصبح وزيرًا لخارجية ترامب، ووصفها بالادعاءات و"الهراء"

وأضاف: دائمًا ما يبحث الناس عن كبش فداء من نوع ما، أنا متأكد من أنه كان بإمكاني القيام بعمل أفضل، يتوقَّع الناس مني أن أقول ذلك، لكن عندما أفكر، يتضح لي أنني بذلت قصارى جهدي، بالنظر إلى التحديات التي تم التعامل معها.  

وفي حديثه عن سبب الإنهاء الفوضوي لأطول حرب أمريكية، ألقى باللوم كله على عاتق الأفغان، قائلًا: هذه ليست مسؤولية الولايات المتحدة، وليست مسؤوليتي.