في اليوم الـ249 ... أين وصلت الحرب الروسية الأوكرانية؟
نجحت موسكو في إكمال تعبئتها، بينما يتزايد عدد الأوكرانيين المحرومين من الكهرباء بشكل لافت، حتى وصل إلى نحو 4 ملايين، جرّاء الاستهداف الروسي المستمر للبنية التحتية الأوكرانية.

ترجمات -السياق
سلَّطت صحيفة غارديان البريطانية، الضوء على تطورات الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ فبراير الماضي، مشيرة إلى أنه مع وصولها إلى اليوم الـ249 نجحت موسكو في إكمال تعبئتها، بينما يتزايد عدد الأوكرانيين المحرومين من الكهرباء بشكل لافت، حتى وصل إلى نحو 4 ملايين، جرّاء الاستهداف الروسي المستمر للبنية التحتية الأوكرانية.
وحسب الصحيفة، قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إن التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط، التي أُعلنت في سبتمبر "اكتملت" و "لا توجد إجراءات أخرى مخطط لها".
وأضاف شويغو، متحدثًا خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بثه التلفزيون الحكومي، أن 82 ألفًا من المجندين الذين تم حشدهم كانوا في منطقة الصراع و218 ألفًا يتدربون في الثكنات.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريح شويغو يعكس ما وصفه الغرب بأنه جهد روسي يائس لوقف هجوم كييف المضاد، رغم أن الجيش الأوكراني ليس مجهزًا بالشكل اللائق.
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قرابة 4 ملايين شخص في أنحاء أوكرانيا يعانون انقطاع التيار الكهربائي بسبب القصف الروسي المستمر على البنية التحتية الأوكرانية.
وكتب زيلينسكي عبر"تليغرام": "تطبق مدن ومناطق عدة في أوكرانيا جداول تقنين لتحقيق الاستقرار... هناك قيود على نحو أربعة ملايين أوكراني الآن".
واستطرد: "أثرت عمليات التقنين في العاصمة كييف، ومقاطعة بولتافا ومقاطعة ريفنا ومقاطعة خاركيف ومقاطعة تشرنيغيف ومقاطعة سومي ومقاطعة كيروفوغراد ومقاطعة تشيركاسي في أوكرانيا".
وحذر زيلينسكي من أنه ستكون هناك انقطاعات متتالية للتيار الكهربائي في أنحاء البلاد، بعد ما قدر مسؤولون أن 40 في المئة من البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا تضررت أو تم تدميرها بسبب القصف الروسي الذي بدأ قبل أسبوعين بواسطة الطائرات المسيرة والصواريخ.
شتاء قارس
ونقلت وكالة فرانس برس عن شركة الطاقة DTEK، المشغل لمنطقة كييف، قولها إنها قد تضطر إلى قطع التيار الكهربائي بشكل غير مسبوق، ولساعات أطول -في الأماكن التي لم يصبها الانقطاع- حفاظًا على ما تبقى من المولدات التي مازالت قيد التشغيل.
وقال مسؤولون من DTek -وهي أكبر الشركات التي تستثمر في قطاع الطاقة الأوكراني، وتسيطر على العديد من المحطات في أنحاء البلاد- لصحيفة إندبندنت البريطانية: إن الهجمات يمكن أن تتسبب في "أكبر كارثة إنسانية منذ عام 1945"، محذرين من أن المدنيين سيموتون حتمًا نتيجة لذلك.
وأشاروا إلى أنه عندما يحل الشتاء، وتبدأ درجات الحرارة في الانخفاض إلى ما دون الصفر، فإن الطريقة الوحيدة للتدفئة والإنارة وحتى للطبخ، قد تكون باستعمال الأدوات المحلية الصنع.
وحسب "غارديان"، فإن الأوكرانيين بالفعل يجهزون أنفسهم في أنحاء البلاد من أجل شتاء قارس، من دون تدفئة ولا ماء ولا كهرباء، كما يقول مسؤولون إن روسيا شنت منذ أوائل أكتوبر الجاري هجمات "بالغة العنف" على البنية التحتية للطاقة في أنحاء البلاد، الأمر الذي أدى إلى إلحاق الضرر بـ40 في المئة من المنشآت أو تدميرها، بما في ذلك نصف قدرة الطاقة الحرارية في البلاد.
كانت روسيا والقوات التي تدعمها قد استولت على بعض المرافق الرئيسة، بما في ذلك منشأة زابوريغيا للطاقة، إضافة إلى عدد من محطات الطاقة الحرارية، ما سبب الهلع وأشاع الفوضى في الشبكة، حيث أكدت وزارة الدفاع الروسية مؤخرًا أن قواتها ستواصل شنّ هجمات على البنية التحتية للطاقة.
الطائرات المُسيرة
وفي ما يخص الطائرات المُسيرة ودورها في العمليات القتالية على الأرض، بينت "غارديان" أن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا كشف أنه تحدث مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وطالب إيران بوقف إمداد روسيا بالأسلحة.
وذكر كوليبا، الجمعة، عبر توتير: "تلقيت، اليوم، اتصالًا من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وطالبت خلاله إيران بالوقف الفوري لتدفق الأسلحة إلى روسيا، التي تستخدم لقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا".
وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إيران بإرسال طائرات من دون طيار من طراز "كاميكازي" إلى روسيا، استُخدمت لتأثير مدمر في البنية التحتية الأوكرانية.
في المقابل، نفى وزير الخارجية الإيراني تزويد بلاده روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، حسبما أفادت وكالة فارس الإيرانية للأنباء.
وقال: "لدينا علاقات جيدة بروسيا وتعاون دفاعي في السنوات الماضية، لكن موقفنا من الحرب الأوكرانية هو احترام وحدة أراضي الدول وعدم تسليم الأسلحة إلى طرفي الحرب، وندعو إلى وقف الحرب، وإنهاء تهجير المواطنين".
في غضون ذلك، أعلنت أوكرانيا، الجمعة، أنها أسقطت أكثر من 300 طائرة مُسيرة إيرانية الصنع من طراز (شاهد-136) تستخدمها موسكو لـ"شل البنية التحتية الحيوية"، بحسب يوري إهنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية.
الأوضاع على الأرض
وفي ما يخص الأوضاع على الأرض، كشفت "غارديان" أن أربعة أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم وأصيب 10 عندما تعرضت بلدات مجاورة لمحطة الطاقة زابوريغيا، التي تحتلها روسيا، لقصف عنيف، حسبما أفاد بيان مكتب الرئاسة الأوكراني.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن قواتها صدت محاولات أوكرانية للتقدم في الشرق، ودمرت مصنعًا عسكريًا أوكرانيًا بالقرب من بلدة بافلوغراد.
كما أعلنت إسقاط مروحية أوكرانية من طراز "مي-8" في مقاطعة زابوروغيا وأربع طائرات مُسيرة في كل من مقاطعة خيرسون ودونيتسك، و6 قذائف راجمات صواريخ "هيمارس" في منطقة أنتونوفكا.
وأضاف البيان أن القوات الروسية تصدت، في محور كراسني ليمان، لهجوم نفذته كتيبة تابعة للقوات الأوكرانية على منطقة تشيرنوبوبوفكا، وقتلت أكثر من 120 جنديًا أوكرانيا، ودمرت 3 دبابات، وأربع مركبات قتالية مصفحة، و4 شاحنات صغيرة.
سياسيًا، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، الجمعة، أن الولايات المتحدة ستقدم 275 مليون دولار مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، بما يشمل أسلحة وذخائر ومعدات من مخزونات وزارة الدفاع الأمريكية.
وقال بلينكن: "نحن نعمل أيضًا على تزويد أوكرانيا بقدرات الدفاع الجوي التي تحتاجها، إذ إن أول منظومتين من طراز ناسماس مقدمتين من الولايات المتحدة جاهزتان للتسليم لأوكرانيا الشهر المقبل، ونعمل مع الحلفاء والشركاء لتمكين تسليم أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بهم إلى أوكرانيا".
اقتصاديًا، نُقل عن وزير المالية الأوكراني سيرغي مارشينكو قوله إن الأصول المملوكة لروس وبيلاروسيين، التي استولت عليهم أوكرانيا يمكن استخدامها في جهود إعادة الإعمار الضخمة بعد الحرب.
وجمدت الحكومة الأوكرانية، الأصول الروسية والبيلاروسية في البلاد بنحو 44 مليار هريفنيا (1.21 مليار دولار) منذ بداية غزو موسكو، وفقًا لمكتب الأمن الاقتصادي، وهو وكالة حكومية.
على جانب آخر، عيّن الاتحاد الأوروبي جنرالًا بولنديًا لقيادة عملية تدريب جديدة مع القوات الأوكرانية هو بيوتر تريتك، قائد فرقة الفرسان المدرعة الحادية عشرة في بولندا، الذي خدم في العراق وأفغانستان.
وحسب "غارديان"، اختير تريتك -51 عامًا- كجزء من تعهد الاتحاد الأوروبي بزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا.
بينما قال حاكم شبه جزيرة القرم، الذي نصبته روسيا، إن سيرغي كيرينكو النائب الأول لكبير الموظفين في مكتب الرئيس فلاديمير بوتين، زار مدينة خيرسون الأوكرانية، التي تسيطر عليها موسكو.
وأضاف سيرغي أكسيونوف، الحاكم المُعين من قِبل روسيا لشبه جزيرة القرم، التي ضمتها عام 2014، أن كيرينكو، الرئيس السابق لمؤسسة روس آتوم للطاقة النووية، زار ميناء العبارات، الذي يتم من خلاله إجلاء الناس من الجزء الخلفي الأيمن من مدينة دنيبرو قبل هجوم أوكراني متوقع.
وأوضح أن كيرينكو زار أيضًا محطة الطاقة النووية في زابوريغيا وتحدث إلى العاملين فيها.
وأثار تهديد مسؤول روسي، بضرب الأقمار الاصطناعية الغربية التي تساعد أوكرانيا، مخاوف بين شركات الفضاء والمديرين التنفيذيين في الصناعة، بشأن سلامة الأجسام في المدار.
ومن المتوقع أن يتوصل المفتشون النوويون التابعون للأمم المتحدة إلى نتيجة قريبًا بشأن مزاعم روسيا بإمكانية إنتاج أوكرانيا لـ"قنبلة قذرة".
ومن المقرر إرسال المحققين إلى موقعين في أوكرانيا، حيث زعمت روسيا أن الأنشطة كانت تجري فيهما.