وسط آمال عريضة بتوافق عربي واسع... قمة الجزائر تعود بعد انقطاع 3 سنوات

قمة الجزائر تهزم كورونا وتعود إلى الالتئام... جدول الأعمال وأبرز القادة الحضور

وسط آمال عريضة بتوافق عربي واسع... قمة الجزائر تعود بعد انقطاع 3 سنوات

السياق

بعد انقطاع 3 سنوات، بسبب جائحة كورونا، التي أرجأت عقد القمم العربية، تستضيف الجزائر، القمة العربية الـ59، التي تحمل آمالًا عريضة، بتوافق عربي في القضايا المطروحة على جدول الأعمال.

تلك القمة التي من المتوقع أن يشارك فيها 17 من القادة العرب، ستُعقد في الجزائر الأول والثاني من نوفمبر المقبل، وسط توقعات بأن قراراتها تتجه نحو تحقيق نتائج «باهرة»، بعد أن توافق وزراء الخارجية العرب –الأحد- على جدول الأعمال.

 

قمة الجزائر

قبل بدء توافد القادة العرب لحضور القمة الـ59، عقد وزراء الخارجية العرب –الأحد- اجتماعًا لبحث جدول الأعمال، الذي سيعرض على القادة خلال اجتماعاتهم التي تستمر يومين.

وبقرارات «ستعزز العمل العربي المشترك»، توافق وزاراء الخارجية العرب على القضايا التي سترفع إلى مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، الأول والثاني من نوفمبر.

وعن اجتماعات وزراء الخارجية العرب، قال رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة، إنه بعد نتائج المشاورات الثرية والمعمقة، توصل الوزراء إلى نتائج «توافقية»، مشيدًا بـ«الروح الإيجابية البناءة» التي سادت المشاورات.

وبينما يرى لعمامرة أن هذه النتائج قد تسهل عمل القادة العرب عندما تعرض عليهم، تسلَّم رئاسة الدورة الحالية للقمة العربية من وزير الشؤون الخارجية والهجرة التونسي بالخارج، عثمان الجرندي، الذي رأست بلاده القمة العربية 30.

ودعا وزراء الخارجية العرب، إلى ضرورة أن تمثل القمة العربية التي تحتضنها الجزائر «تحركـًا استثنائيًا لتوحيد المواقف العربية، من أجل استعادة الاستقرار في الوطن العربي».

وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن النقاشات انتهت بالتوافق على الملفات التي تعالج القضايا الرئيسة للوطن العربي، والتي سترفع إلى القمة العربية لإقرارها.

الأمر نفسه أشار إليه رئيس الدبلوماسية اللبناني عبدالله بو حبيب، الذي أشار إلى توافق وزراء الخارجية على القضايا المدرجة في جدول أعمال القمة العربية، التي ستترجم كتوصيات، مؤكدًا أن هناك إجماعًا على ضرورة أن تنجح القمة العربية «لأنها تلتئم على أرض الجزائر».

وزير الاتصال والشؤون السياسية الليبي وليد اللافي، عبَّـر عن آماله بأن يكون لقمة لم الشمل العربي بالجزائر تأثير إيجابي لحلحلة الأزمة الليبية، خاصة أن هناك مؤشرات إيجابية لتوافق عربي في هذا الملف، خاصة في ما يتعلق بتنظيم الانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية وعدم الذهاب في مسارات موازية.

أبعاد سياسية واقتصادية

بدوره، قال مندوب الجزائر لدى الجامعة العربية شبيرة حميد، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب، توافق على مجموعة من القرارات، لها أبعاد سياسية واقتصادية، الشق السياسي تناول العديد من القضايا، منها علاقة المجموعة العربية بمحيطها الخارجي، بينما تناول الاقتصادي تقييم مسار منطقة التبادل الحر والاتحاد الجمركي العربي والرقمنة والعصرنة.

وبينما قال شبيرة، إن القضايا السياسية المطروحة على جدول أعمال القمة عُرضت للنقاش، أكد أنه سيعرض على القادة مشروع قرار لمتابعة تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية.

وأشار إلى أن وزراء الخارجية العرب، توافقوا على مشروع قرار بشأن الأزمة الليبية سيرفع إلى القادة لاعتماده، مؤكدًا أن بلاده تدعم التوجه نحو تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية، تخرج الشعب الليبي من الأزمة الحالية.

بدوره، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، إن مشروع جدول الأعمال الذي سيعرض على القادة العرب، يتضمن التطورات المتعلقة بأزمات عدد من الدول العربية بينها ليبيا واليمن والسودان، مشيرًا إلى إعداد مشروع قرار خاص بكل من هذه الموضوعات.

الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، قال إن مشاريع القرارات المطروحة جرى التوافق عليها، وإقرار جدول أعمال القمة، نافيًا إرجاء أي بند من بنوده إلى القادة العرب.

وأوضح أن كل الأمور تشير إلى أن القمة المرتقبة ستكون ناجحة، مشيرًا إلى أن الجزائر -كدولة مضيفة- تعمل على إعداد مشروع الإعلان، إضافة إلى إجراء مشاورات مع الدول التى ترغب فى الاطلاع عليه، على أن يتم الانتهاء منه قبيل القمة العربية.

 

القادة الحضور

17 قائدًا عربيًا من المرتقب حضورهم القمة العربية العادية الـ31، إلا أنه سيغيب عنها الرئيس السوري بشار الأسد، لتعليق عضوية بلاده في الجامعة العربية منذ بداية أزمة سوريا، إضافة إلى اللبناني ميشال عون، الذي سيتغيب لانتهاء ولايته.

ومن المقرر أن يشارك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.

 

يشاركون لأول مرة

يشارك الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد في القمة العربية لأول مرة بصفته رئيسًا للعراق، بعد أيام من توليه المنصب، إضافة إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس المجلس الرئاسي السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان.

كما يشارك رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، للمرة الأولى في القمة العربية منذ انتخابه في 7 أبريل 2022، إضافة إلى ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

وبديلًا للرئيس اللبناني، الذي انتهت ولايته، سيشارك رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بعد شغور منصب الرئيس.

وللمرة الأولى -أيضًا- يشارك الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي استضافت بلاده القمة السابقة، عام 2019، تحت رئاسة الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي.

ولأول مرة يشارك عادل عبدالرحمن العسومي بصفته رئيسًا للبرلمان العربي، عقب انتخابه، إضافة إلى الأمين العام للتعاون الإسلامي التشادي حسين إبراهيم طه، بعد انتخابه في نوفمبر من العام الماضي.

يمثل ثلاث دول خليجية وزراء الخارجية: البحرين، وسلطنة عمان، والسعودية، التي سبق للديوان الملكي فيها أن أعلن تغيب ولي العهد محمد بن سلمان، لأسباب صحية، بينما يمثل الكويت والإمارات وليا العهد في كل منهما.

وبين الثانية والسادسة مساء الاثنين، يستقبل الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون نظراءه العرب، بينما يستقبل رئيس مجلس الوزراء من يحضر بعد ذلك.