كاتب أمريكي يتساءل: متى يكون الهجوم الإرهابي التالي؟

أكد توماس، أن التقليل من شأن العدو، خطأ فادح، وهو ما قال إنه ما أدى إلى أحداث 11 سبتمبر

كاتب أمريكي يتساءل: متى يكون الهجوم الإرهابي التالي؟

ترجمات - السياق

على مدى 20 عاماً منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، ظل الرؤساء الأمريكيون يقولون إن سياساتهم المكافحة للإرهاب كانت ناجحة، وذلك بسبب عدم وجود هجمات جديدة على أمريكا، لكن يبدو أن هذا الأداء لا يضمن النجاح، ورغم شعور الأمريكيين بالامتنان لعدم وقوع هجمات أخرى، فإن المتطرفين لم يتوقفوا عن ممارسة أنشطتهم، لكنهم يمارسون الصبر فقط، وهو ما اتضح جلياً في أفغانستان، الكاتب الأمريكي كال توماس.

 

موعد الهجوم

وتساءل توماس، في مقال بصحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، عن موعد الهجوم الإرهابي التالي، بعد سيطرة حركة طالبان على كابل، مشيراً إلى تحذير رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي، مارك ميلي، من أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، قد يؤدي إلى حرب أهلية وإعادة بناء تنظيم القاعدة.

ورأى الكاتب أن التحذير، يجب ألا يكون مفاجئاً، لأنه تم التعبير عن أهداف هذه التنظيمات في الشرق الأوسط علانية منذ عقود، إذ أثبتت أفعالها التزامها بقتل الأمريكيين وزعزعة استقرار الديمقراطيات واقتصاداتها.

وأكد توماس، أن التقليل من شأن العدو، خطأ فادح، وهو ما قال إنه ما أدى إلى أحداث 11 سبتمبر، مشيراً إلى أنه من الصعب ردع أو تدمير أيديولوجية يكون أتباعها على استعداد للموت من أجل قضيتهم، خاصة عندما يعتقدون أنهم ينفِّذون أوامر خالقهم.

وتابع: "في عددها الصادر في مارس 2015، أشارت مجلة (ذا أتلانتك) إلى التعليقات السرية، التي أدلى بها قائد العمليات الخاصة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط في ذلك الوقت، الجنرال مايكل ناجاتا، وبحسب ما ورد فقد اعترف الأخير بأن الولايات المتحدة لم تستطع هزيمة الفكرة التي يقوم عليها تنظيم داعش، وأنها حتى لا تفهم هذه الفكرة".

هجمات جديدة

ورأى توماس، أنه من خلال فوزهم في أفغانستان، سيكون لدى الإرهابيين، باختلاف أسماء تنظيماتهم، دافع إضافي لشن هجمات جديدة، لافتاً إلى أنه من خلال التجربة، فإننا نعلم أنهم يفضِّلون الهجمات الكبيرة، مثل اصطدام طائرات بالمباني وتفجير أهداف عالية القيمة.

وأوضح توماس، أنه يمكن لحوادث التفجيرات الانتحارية المنفردة أن تثير الخوف في الأمة، خاصة إذا كانت مستمرة ومنسَّقة، وأضاف: "عام 2003، كتب توم كلانسي رواية بعنوان (أسنان النمر) عن الإرهابيين الذين يتسللون إلى الولايات المتحدة عبر حدودها مع المكسيك، الذين أطلقوا النار على مراكز التسوق في هجمات منسَّقة على الضواحي، فالخوف من تسلل الإرهابيين عبر الحدود ليس خيالاً، بل مصدر قلق متزايد".

وأشار الكاتب، إلى أن الهجمات الصغيرة التي لا يمكن اكتشافها تحدث منذ 11 سبتمبر 2001، قائلاً إن هناك حادثتين وقعتا مؤخراً، فقبل مغادرة آخر الطائرات العسكرية الأمريكية كابل، أطلق مسلَّح النار على سائق وقتله في جارلاند، تكساس، ثم قاد سيارته إلى مركز شرطة قريب وبدأ إطلاق النار على مَنْ فيه، وقيل إن المسلَّح هو عمران علي رشيد، الذي قُتل في ما بعد على أيدي رجال الشرطة.

وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن رشيد "ربما يكون قد استوحى جرائمه من أحد التنظيمات الإرهابية الأجنبية"، ووفقاً لرئيس دورية الحدود الأمريكية المنتهية ولايته، فإن الإرهابيين المشتبه بهم يعبرون حدود الولايات المتحدة الجنوبية بـ"مستوى غير مسبوق".

وتساءل توماس: "مَنْ يدري كم عدد الإرهابيين، إن وجدوا، بين آلاف اللاجئين الأفغان، الذين يتدفقون الآن على أمريكا؟"، مشيراً إلى أن إدارة بايدن تدَّعي أن نظام الفحص الأمني، يمنع دخول أي شخص يمثل ضرراً للبلاد، لكن لا توجد ضمانات، ويمكن توقُّع كذب المتطرفين، وربما تكون لديهم أوراق مزورة".

وأضاف: "بعد تراجع قوات الجنرال الألماني إروين روميل، في ما سماها ونستون تشرشل (معركة مصر)، قال تشرشل جملته الشهيرة: (هذه ليست النهاية، وليست حتى بداية النهاية، لكنها ربما تكون نهاية البداية)، وبالنظر لالتزام هذا العدو الحديث وبراعته في استخدام الحيل، فإنني لست متأكداً من أننا حتى في مرحلة نهاية البداية".