لماذا القواعد العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية؟

كبرى القواعد التركية، تقع في منطقة كردستان العراق بمهبط الطائرات المسمى بامرني شمالي مدينة دهوك، وهي قاعدة عسكرية لوجيستية وفيها مطار.

لماذا القواعد العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية؟

السياق

غارات وهجمات تشنها القوات التركية، تصاعدت وتيرتها الفترة الأخيرة، داخل الأراضي العراقية، في خطوة قالت عنها أنقرة إنها تستهدف حزب العمال الذي تعده «إرهابيًا».

كان آخر تلك الهجمات، تلك التي أعلنتها وزارة الدفاع التركية، مؤكدة تحييد 6 «إرهابيين» من حزب العمال الكردستاني، شمالي العراق.

تحييد إرهابيين

وأكدت وزارة الدفاع، في تغريدة عبر «تويتر»، أن الإرهابيين تم تحييدهم في منطقة عملية مخلب البرق، التي أطلقتها أنقرة في أبريل الماضي، ضد حزب العمال الكردستاني في مناطق بشمالي العراق.

طالب العراق مرارًا تركيا، بإنهاء أنشطتها العسكرية على أراضيها، إذ تمتلك أنقرة 14 قاعدة وموقعًا عسكريًا وتنتشر على طول الشريط الحدودي بين البلدين، وبعمق أكثر من 20 كيلومترًا داخل أراضي محافظتي دهوك وأربيل.

 

قواعد أنقرة

كبرى القواعد التركية، تقع في منطقة كردستان العراق بمهبط الطائرات المسمى «بامرني» شمالي مدينة دهوك، وهي قاعدة عسكرية لوجيستية وفيها مطار.

عدد آخر من القواعد العسكرية والمراكز الاستخباراتية التركية، داخل الأراضي العراقية، منها قواعد باطوفة وكاني ماسي وسنكي، وقاعدة مجمع بيكوفا وقاعدة وادي زاخو، وقاعدة سيري العسكرية في شيلادزي وقواعد كويكي وقمريي برواري وكوخي سبي ودريي دواتيا وجيل سرزيري، وقاعدة في ناحية زلكان قرب جبل مقلوب في بعشيقة.

إضافة إلى عدد من مقرات المخابرات التركية في العمادية وباطوفة وزاخو ودهوك.

وتتوزع القواعد التركية في المناطق الآتية: جبل جيدل، سوري، جبل تبه، قاعدة في منطقة كلي سولاف، درسنكي، سورزاري، كاني ماسي، قاعدة جوية في منطقة باميرن، ميرج، مصيف عزوز، ديرا شيش، جيا كلكور، باتيفا، قاعدة بعشيقة في محافظة نينوى».

 

أهداف القواعد العسكرية

وتهدف تركيا من إنشاء المزيد من القواعد العسكرية في إقليم كردستان، خاصة في باتوفان وبامرني والعمادية، إلى السيطرة على منطقتي حفتانين ومتينا اللتين تعدان من المواقع الاستراتيجية لتنفيذ عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد.

وبحسب تقارير محلية، فإن أنقرة زادت مراكزها العسكرية في منطقة ديرلوك وشيلادزي، لإحكام السيطرة على منطقتي زاب وزاغروس الجبليتين الوعرتين، اللتين ينتشر فيهما مقاتلو حزب العمال الكردستاني، بينما يهدف المقر العسكري في ديرلوك، إلى السيطرة على الطريق الواقع بين منطقتي زاب وهكاري، لحصار حزب العمال الكردستاني.

وأكدت التقارير، أن أنقرة بنت على حدودها مع إقليم كردستان في منطقة زاب، المركز العسكري (49) الذي ترتبط به مراكز عسكرية منتشرة في مناطق إليا جيلي وكري وشيكير وسيفري تبه وسري سيفه وكتيبة الهجوم الصاروخي وسرايا في محيط بيليجانوخان تبه وآرتوش.

وبينما يقول الأكراد إن هناك ما يزيد على 27 قاعدة عسكرية تركية في العراق، بما فيها مراكز تدريب لجنود أتراك في إقليم كردستان، قال بن علي يلدرم، رئيس الوزراء التركي السابق في مؤتمر صحفي ببغداد في يونيو 2018، إن هناك 11 قاعدة عسكرية.

وعن الهدف من تلك القواعد، قال يلدريم: أنشأنا 11 قاعدة عسكرية وضاعفنا عدد جنودنا وقواتنا في تلك القواعد، لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، قبل التوغل إلى حدودنا.

 

قاعدة جديدة

عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، آلاء طالباني، أكدت أن تركيا تمهد لإنشاء قاعدة عسكرية في إقليم كردستان شمالي البلاد، وبقطع أشجار بالإقليم ونقل أطنان من الخشب إلى الجانب الآخر من الحدود.

وقالت طالباني، إن تركيا، من خلال تجريفها الأراضي في كردستان، تمهد لإنشاء قاعدة عسكرية هناك، داعية الحكومة العراقية إلى اتخاذ موقف رسمي مما سمتها «الانتهاكات المتكررة لسيادة العراق».

واعتبرت البرلمانية العراقية، أن «تجريف الأراضي والبساتين الذي تقوم تركيا به فيه جانبان سياسي وبيئي»، مشيرة إلى أن ذلك يعد خرقًا للدستور العراقي واحترام حُسن الجوار والمعاهدات الدولية.

وحذَّرت البرلمانية العراقية، من أن «أطنان الخشب التي قُطعت بطرق غير قانونية، ستؤثِّر على البيئة في كردستان والعراق بشكل عام»، مشيرة إلى أن أطنان الخشب التي يتم قطعها، تنقل إلى تركيا عن طريق الشاحنات، في خرق واضح للسيادة العراقية.

وأكدت أن تجريف الغابات، بداية لبناء قواعد عسكرية تركية بالمنطقة، ودعت حكومة بغداد الى اتخاذ موقف رسمي، مؤكدة أن اللجنة سوف تصدر بياناً وموقفاً تجاه ذلك.

وآلاء طالباني، قائدة كردية ورئيس كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في البرلمان العراقي.

والسبت الماضي، أعلن حزب العمال الكردستاني، أن الجيش التركي قصف مخيمًا للاجئين، شمالي العراق، بطائرة مسيَّـرة، مؤكدا سقوط ثلاثة ضحايا مدنيين نتيجة القصف.

وكان أردوغان حذَّر العراق، من أن بلاده ستقوم بتطهير مخيم للاجئين شمالي العراق، قالت إنه ملاذ آمن للمقاتلين الأكراد.

وقال أردوغان إن «مخيم مخمور الذي يقع على بعد 180 كيلومترًا جنوبي الحدود التركية، ويأوي لاجئين أتراكا منذ أكثر من 20 عامًا، يعد حاضنة للمقاتلين ويتعين التعامل معه».

ويخوض حزب العمال الكردستاني نزاعاً ضد الدولة التركية منذ عام 1984 أسفر عن مقتل نحو 40 ألفاً من الطرفين، بينما تتخذ أنقرة من حزب العمال الكردستاني التركي (بي كي كي) ذريعة لوجودها العسكري داخل الأراضي العراقية.