بقواعد صارمة... السعودية تحمي اقتصادها بالمزيد من التطعيم ضد كورونا
نظرًا لأن متغير دلتا شديد العدوى، عادت البلدان الأخرى إلى حالة الإغلاق، لكن المسؤولين في أكبر مصدِّر للنفط الخام في العالم، يعتمدون على استراتيجية تجعل التطعيم إلزاميًا، للحفاظ على اقتصادهم مفتوحًا.

ترجمات - السياق
قالت شبكة بلومبرج الأمريكية، إن المملكة العربية السعودية، تعد من أكثر دول العالم صرامة في التعامل مع الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا، مشيرة إلى أن هناك حارس أمن، يقف عند مدخل كل مركز تجاري في العاصمة الرياض، لمتابعة تنفيذ هذه الإجراءات على الأرض، بينها إثبات حالة التطعيم على تطبيق هاتف حكومي، يتتبع مواقع المواطنين في جميع الأوقات.
وأوضحت الشبكة الأمريكية -في تقرير- أنه مع تزايد عدد المعارضين للحصول على اللقاح، في عدد من الدول، مثل الولايات المتحدة وفرنسا، لا يختلف عنه في المملكة العربية السعودية، ما اضطرها إلى سن بعض قواعد التحصين الأكثر صرامة في العالم، أول أغسطس المنصرم.
وأشارت إلى أنه نظرًا لأن متغير دلتا شديد العدوى، عادت البلدان الأخرى إلى حالة الإغلاق، لكن المسؤولين في أكبر مصدِّر للنفط الخام في العالم، يعتمدون على استراتيجية تجعل التطعيم إلزاميًا، للحفاظ على اقتصادهم مفتوحًا.
ولفت التقرير، إلى أن الخوف من انتشار (دلتا المتغير)، والقلق بشأن الاقتصاد، يدفع هذه الدولة العربية التي يبلغ عدد سكانها نحو 35 مليون نسمة، للتشدُّد مع الذين يترددون في تلقي التطعيم.
تراجع الحالات
وكشف التقرير، أنه مع تشديد الإجراءات، ارتفع معدل استخدام اللقاحات منذ إعلان القواعد، وتراجعت الحالات الجديدة، وأظهرت بيانات التنقل من Google أن زيارات أماكن العمل انخفضت 6% فقط مقارنة بخط الأساس لما قبل الجائحة، مقابل 50% في العاصمة البريطانية لندن.
وأشار التقرير إلى أن تجربة المملكة العربية السعودية تظهر أيضًا حدود السياسات، التي تستبعد غير الملقَّحين من المكاتب والمدارس ومعظم الأماكن العامة.
إلى ذلك، ذكر التقرير أن التطعيم الإلزامي، أصبح موضوعًا ساخنًا في جميع أنحاء العالم، مع ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس من جديد، ما أثار نقاشات واحتجاجات قانونية، مع تشديد أصحاب العمل والحكومات للمتطلبات.
فقد اشترطت فرنسا تصريح لقاح، لدخول عدد كبير من الأماكن العام، بينما أدخلت مدينة نيويورك التحصين الإلزامي للمدرسين وموظفي الخدمة المدنية، ولأي شخص يتناول الطعام داخل المطاعم، أو يزور صالة رياضية أو مكانًا ترفيهيًا، بينما هدَّدت إندونيسيا بفرض غرامات على مَنْ يقاومون التطعيم.
لكن -يضيف التقرير- قِلة من الدول فرضت قيودًا صارمة، مثل تلك الموجودة في المملكة العربية السعودية، إذ تمنع الإجراءات السعودية الصارمة، المتسوقين غير المطعَّمين من دخول المراكز التجارية، والمواطنين من السفر إلى الخارج.
قواعد صارمة
وأمام هذه القواعد الصارمة، ارتفع التحصين بشكل كبير للمتقدمين للحصول على تصريح للقاح، حيث تقدِّم المملكة لقاح AstraZeneca لجميع البالغين، إضافة إلى Moderna و Pfizer-BioNTech لكل مَنْ يبلغ من العمر 12 عامًا فما فوق.
ومن ثم قفز عدد الذين حصلوا على اللقاحات إلى 42% من السكان من 13% فقط قبل ستة أسابيع، إذ تلقى نحو 63%، بما في ذلك 99% من طلاب المدارس، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عامًا، جرعة واحدة على الأقل.
وقالت دنيا فهد، وهي بائعة عطور محصَّنة تبلغ من العمر 27 عامًا لـ "بلومبرج": "أشعر وكأننا نتقدَّم على البلدان الأخرى".
ويتوقَّع المسؤولون أن يتم تحصين 70% على الأقل من السكان بحلول أكتوبر، وقد أعيد فتح الحدود للمسافرين الذين تم تطعيمهم فقط، بينما تخطِّط الحكومة لإقامة مهرجان ترفيهي، على أمل جذب 20 مليون شخص.
إثبات التطعيم
وأوضح التقرير، أنه مطلوب إثبات التطعيم، في كل مؤسسة تجارية أو حكومية، ما يعني الحصول على جرعة واحدة حتى الآن، لكن بعض الأماكن، مثل المؤسسات التعليمية، تتطلب جرعتين.
وأضاف، أنه لا يمكن إلغاء الاشتراك، من خلال تقديم اختبار فيروس سلبي كما هو الحال في بعض البلدان، ومن المتوقَّع تشديد القواعد مع حصول المزيد من البالغين على الجرعة الثانية.
كان ذلك يطمئن نوف مهدي، 26 عامًا، وقالت لـ "بلومبرج": "بالتأكيد، نخرج بأقنعة، لكن الحمد لله نحن سعداء ونعيش حياتنا، ولن نعود إلى الحجر الصحي، فمن الصعب التفكير في أن خطأ مجموعة صغيرة يمكن أن يضرنا جميعًا."