البشر هم البشر والمعاناة واحدة.. ماذا قال أبو الغيط عن الأزمة الأوكرانية؟

حذر أبو الغيط من التداعيات والتبعات الاقتصادية الخطيرة الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية.

البشر هم البشر والمعاناة واحدة.. ماذا قال أبو الغيط عن الأزمة الأوكرانية؟
أحمد أبو الغيط

السياق 

في كلمته أمام الدورة الـ157 لمجلس الجامعة العربية، على مستوى وزراء الخارجية العرب، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن أمله بألا تكون الأزمة الأوكرانية الروسية سببًا لنسيان الأزمات العربية.

وحذر أبو الغيط من التداعيات والتبعات الاقتصادية الخطيرة الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، قائلًا: "إن بعض ما تطرحه الأزمة الأوكرانية علينا عاجل وداهم، ويقتضي التفكير والعمل في الأجل المنظور".

 

الدفاع عن مصالحنا

وأضاف أبو الغيط في كلمته: "التبعات الاقتصادية للأزمة ليست بخافية وسوف تُعاني بسببها منطقتنا، وعلينا التفكير والعمل على إيجاد الوسائل والاستراتيجيات، التي تجعل هذه المعاناة في حدها الأدنى".
وشدد على أن المبدأ الحاكم لمواقف الدول العربية، وتحركها الدبلوماسي حيال الحرب في أوكرانيا، سيظل المصلحة الوطنية، والمصلحة العربية عمومًا.
وأكد أن الأزمة ينبغي ألا تكون سببًا في نسيان أو تناسي الأزمات العربية، التي ما زالت مشتعلة، وأشار إلى أن صراعات القوى العالمية الكبرى سوف تضع ضغوطًا على المجتمع العربي، وسوف تحمل الشعوب قدرًا من المعاناة، مضيفًا: "يجب علينا الاستعداد للدفاع عن مصالحنا واتخاذ المواقف التي تخدم أهدافنا".

 

الأمن الغذائي العربي

وتناولت كلمة أبو الغيط، الأمن الغذائي العربي، الذي سوف يتأثر سلبًا بالاضطراب في واردات الحبوب، وغيرها من المواد الغذائية، من الدولتين المتحاربتين وقال إنه سبق أن تداول الاجتماع الوزاري التشاوري في 30 يناير الماضي بالكويت، اقتراحًا كويتيًا بدراسة ملف الأمن الغذائي من كل جوانبه، ودراسة إمكانيات وفرص التكامل الغذائي العربي، لتعزيز الأمن الغذائي لدول المنطقة، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بملفاتٍ مختلفة، بينها الأمن المائي، وها هي الظروف الطارئة تدفعنا مُجددًا للعمل بكل جدية لإقتحام هذا الملف بكل جرأة، وبنظرة علمية، وتوجه مستقبلي.

إلى ذلك تطلع أبو الغيط لوجود مخرج دبلوماسي للحرب الجارية في أوكرانيا، يوقف الصراع ويحقن دماء الأبرياء من كل الأطراف ويحفظ الحقوق، ويُلبي الشواغل التي يُمكن معالجتها بالحوار.
وقال: "إن السيادة والتكامل الإقليمي مبدأٌ ثابت من مبادئ القانون الدولي وركيزة جوهرية للنظام الدولي، وقوة هذا المبدأ ورسوخه مستمدان من احترام الجميع -أكرر الجميع- له، وعدم تعديهم عليه. وإن اللجوء للعمل العسكري، هو في المحصلة النهائية، فشل للدبلوماسية".
مردفًا: الدبلوماسية وسيلة عقلانية لحل الخلافات والتوصل إلى الحلول الوسط، تجنبًا لأوضاع يكون فيها الجميع خاسرين.

 

"عانينا التدخلات الأجنبية"

إلى ذلك أكد أبو الغيط أن المنطقة العربية عانت تدخلات أجنبية وإقليمية عقودًا طويلة وأفرزت هذه التدخلات، في المجمل، نتائج سلبية، موضحًا أن " المنطقة العربية، تدرك جيدًا أهمية النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وتكاملها الإقليمي".

وتابع: "طالما نادينا بأن يكون هذا المبدأ هو الحاكم لسياسات الدول وللعلاقات بينها، لكنه، وللأسف، انتُهك مراتٍ على يد عدد من القوى الكبرى... وفي منطقتنا، تنتهكه كل يوم قوى إقليمية متعطشة لفرض الهيمنة والتعدي على سيادة الدول".

 

الميلشيا الحوثية

أشار أبو الغيط إلى أن في سوريا "ما زال نِصف السكان في حالة نزوحٍ أو لجوء، واليمن يشهد أكبر أزمة إنسانية على وجه الأرض، بسبب استمرار الميلشيات الحوثية في مشروعها -المدان والمرفوض- للسيطرة على البلاد، وتهديد الجيران بالمسيرات والصواريخ الباليستية"، مؤكدًا أن  هذه الأزمات لابد أن تزعج ضمير العالم الذي انتفض لرؤية اللاجئين من أوكرانيا قائلًا: البشر هم البشر... واللاجئون هم اللاجئون... والمعاناة واحدة".

 

فلسطين

وعن القضية الفلسطينية قال أبو الغيط: إن تعطيل المسار السلمي خطيئة كبيرة، سوف يدفع ثمنها الجميع، من استقرار هذه المنطقة وازدهارها في المستقبل، وإن الشعب الفلسطيني يُعاني استيطانًا تزداد شراسته.. ومدًا يمينيًا إسرائيليًا، يعمل على اختلاق واقع يقوم، للأسف الشديد، على الفصل العنصري.
 وأضاف: لا أرى طريقة أخرى لوصف الواقع الذي يتشكل أمام أعيننا في فلسطين، يومًا بعد يوم، سوى هذا المصطلح الذي رفضته الإنسانية وظننا أنه صار من مخلفات التاريخ.

وأكد أن السبيل الوحيد لتفادي هذا السيناريو، الذي لن يكون في مصلحة أي طرف، هو البدء في مسار جاد للتسوية السلمية، على أساس المحددات المعروفة التي أقرها العالم، وبما يُفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 67، وعاصمتها القدس الشرقية.

 

شبح الانقسام الليبي

تطرق أبو الغيط في كلمته إلى الوضع في ليبيا وقال إنه يُثير قلقنا جميعًا، ولا أحد يُريد لهذا البلد أو لمؤسساته الدستورية أن تنقسم.

مناشداً الأطراف الليبية العمل على تجنُّب شبح الانقسام، أو اللجوء للعنف أو حتى التلويح به، وتجاوز المرحلة الانتقالية الدقيقة عبر التحلي بروح المسؤولية الوطنية، والتخلي عن أي مغنمٍ شخصي أو حزبي أو مناطقي، لتحقيق التوافق في أسرع وقت على الظروف القانونية والسياسية والأمنية المناسبة لإجراء الاستحقاق الانتخابي.

وأعرب أبو الغيط عن أمله بالتوصل لمخرج دبلوماسي للحرب الجارية في أوكرانيا، يوقف الصراع، ويحقن دماء الأبرياء من كل الأطراف، ويحفظ الحقوق، ويُلبي الشواغل التي يُمكن معالجتها بالحوار، وبمنطق الحلول الوسط.