من هو شهباز شريف رئيس وزراء باكستان الجديد؟

على عكس خان، حافظ شهباز شريف على علاقة ودية بالجيش، وكان رئيس وزراء شعبيًا في مقاطعة البنجاب ذات الأهمية السياسية والأكثر اكتظاظًا بالسكان في باكستان

من هو شهباز شريف رئيس وزراء باكستان الجديد؟
شهباز شريف
السياق
بعد إطاحة عمران خان، في تصويت بحجب الثقة، على خلفية مزاعم بسوء الحكم، صوت النواب الباكستانيون، اليوم الاثنين، لصالح زعيم المعارضة شهباز شريف رئيسًا جديدًا للوزراء.
ومن المقرر أن يتولى شريف، رئيس الوزراء السابق لإقليم البنجاب، الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء ثلاث مرات نواز شريف، منصب رئيس الوزراء حتى الانتخابات المقبلة، التي من المتوقع إجراؤها عام 2023.
شهباز شريف، زعيم الرابطة الإسلامية الباكستانية، كان من المقرر أن يواجه وزير الخارجية السابق شاه محمود قريشي، الذي رشحه حزب خان السياسي، باكستان تحريك إنصاف.
لكن بعد ظهر الاثنين وقبل التصويت، استقال جميع نواب خان، بمن فيهم قريشي، بشكل جماعي احتجاجًا على الإجراءات.
استقالة نواب خان
وأعلن النواب من حزب رئيس الوزراء الباكستاني المخلوع عمران خان، أنهم يستقيلون جماعياً من مجلس النواب، الاثنين، احتجاجاً على تشكيل معارضيه السياسيين لحكومة جديدة.
وقال شاه محمود قرشي، وزير الخارجية السابق، نائب رئيس حزب خان، في خطاب قبل تصويت لانتخاب رئيس وزراء جديد: «نعلن أننا جميعاً نستقيل».
يأتي تعيين شهباز شريف، بعد احتجاجات واسعة النطاق لدعم خان، في أنحاء باكستان في وقت متأخر من الأحد، بينما خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع في المدن الرئيسة، بما في ذلك لاهور وبيشاور، لدعم الزعيم المخلوع.
ورددوا هتافات ضد الولايات المتحدة -التي ادعى خان أنها متورطة في مؤامرة ضده- والجيش القوي في البلاد، الذي بدا أنه يسحب دعمه منه.
وعلى خلفية الاضطرابات السياسية والاقتصاد المنهار، يواجه شهباز شريف فترة صعبة كزعيم للبلاد.
مَنْ شهباز شريف؟
وُلد في لاهور لعائلة صناعية ثرية، وتلقى تعليمه في باكستان، وانضم بعد ذلك إلى أعمال العائلة ويشارك في ملكية شركة حديد باكستانية.
دخل عالم السياسة في إقليم البنجاب، الذي أصبح رئيسًا لوزرائه لأول مرة عام 1997 قبل أن يتورط في الاضطرابات السياسية ويسجن بعد انقلاب عسكري، ثم نُفي إلى السعودية عام 2000.
عاد من المنفى عام 2007 ليستأنف عمله السياسي في إقليم البنجاب، بينما ظهر على الساحة السياسية عندما أصبح رئيساً لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية- جناح نواز شريف، بعد إدانة نواز عام 2017 بتهمة إخفاء أصول متعلقة بكشف «وثائق بنما».
واجه إجراءات مرتبطة بالكسب غير المشروع، وعام 2019، صادرت هيئة مكافحة الفساد نحو عشرين عقارًا تعود إلى شهباز شريف ونجله حمزة واتهمتهما بتبييض أموال.
أوقف واعتُقل في سبتمبر 2020، وبعد ستة أشهر أفرج عنه بكفالة بانتظار محاكمة ما زالت معلقة.
مسؤول صارم
عرف كمسؤول صارم، أبقى الموظفين في حال تأهب، بزيارات مباغتة إلى المكاتب الحكومية. وغالبًا ما يذكر أبيات ثورية، في خطاباته وخلال تجمعاته العامة.
وعلى عكس خان، حافظ شهباز شريف على علاقة ودية بالجيش، وكان رئيس وزراء شعبيًا في مقاطعة البنجاب ذات الأهمية السياسية والأكثر اكتظاظًا بالسكان في باكستان.
أشيد به لمشاريعه الإدارية والبنية التحتية الطموحة في المحافظة، التي شهدت تطورات في قطاعي التعليم والصناعة.
كان لشهباز شريف دور فعال في قيادة الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات، وهو جزء من مبادرة الحزام والطريق الصينية، ويحافظ على علاقة إيجابية ببكين.
اشتهر شهباز، بأسلوبه الإداري المباشر المُنجز، الذي ظهر عندما عمل مع الصين في المشاريع التي تمولها خلال رئاسته لوزراء إقليم البنجاب.
وهو ما أشار إليه القنصل العام الصيني المنتهية ولايته، الذي أرسل إلى شريف العام الماضي كتابًا أشاد فيه بما سماه «سرعة البنجاب» في تنفيذ المشاريع، في إطار مبادرة الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الضخمة.
أسرة ثرية
شهباز أحد أفراد أسرة شريف الثرية، التي جمعت الملايين من خلال إنتاج الفولاذ، كانت أسرته غارقة في الفضيحة، بعد أن حكم على شقيقه نواز شريف بالسجن 10 سنوات وغرامة قدرها 10.5 مليون دولار بتهم فساد عام 2018.
في الأشهر الأخيرة، قاد شهباز شريف حملة لإطاحة خان كزعيم لباكستان، بسبب مزاعم بسوء الإدارة الاقتصادية وسوء الإدارة، فإلى جانب المعارضة، حث خان على الاستقالة قبل تصويت بحجب الثقة، كان من المتوقع على نطاق واسع أن يقيل خان.
واشتعلت التوترات، بعد أن رفض خان الانتقادات مرارًا وتكرارًا، وادعى بدلاً من ذلك أن التحركات ضده كانت محاولة لتغيير النظام بدعم واشنطن وبعض أعضاء المعارضة.
وبحسب مراقبين، فإن شهباز على النقيض من شقيقه نواز، الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات، فهو يتمتع بعلاقات ودية مع الجيش الباكستاني، الذي يسيطر تقليدياً على السياسة الخارجية والدفاعية في الدولة المسلحة نووياً، التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة.
وفي تناقض صارخ لعلاقة خان العدائية في الآونة الأخيرة مع واشنطن، قال شهباز -في مقابلة الأسبوع الماضي- إن العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة ضرورية لباكستان في السراء والضراء.
تحديات وخطوات
وبينما لا تزال هناك خطوات إجرائية، قبل أن يصبح شريف رئيس الوزراء الثالث والعشرين لباكستان، فإنه يواجه تحديات فورية، ليس أقلها الاقتصاد الباكستاني المتعثر الذي تضرر من ارتفاع معدلات التضخم، وهبوط قيمة العملة المحلية، وتراجع احتياطات النقد الأجنبي.
وبحسب «رويترز»، يتعين على شهباز العمل على أجندة جماعية مع أحزاب المعارضة الأخرى وشقيقه، مشيرة إلى أن شريف لن يتصرف باستقلالية.
وعاش نواز العامين الماضيين في لندن، منذ خروجه من السجن حيث كان يقضي عقوبة بتهمة الفساد، لتلقي العلاج الطبي.
وخطط شهباز ونفذ عدداً من مشاريع البنية التحتية الطموحة، بينها أول نظام نقل جماعي حديث في باكستان بمسقط رأسه في لاهور شرقي البلاد، بصفته رئيساً لوزراء البنجاب، الإقليم الأكثر اكتظاظاً بالسكان في باكستان.
وبخصوص أفغانستان، تتعرض إسلام أباد لضغوط دولية، كي تحث طالبان على الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان، بينما تحاول الحد من عدم الاستقرار هناك.
وتتبنى عائلة شريف السياسية مواقف أكثر سلمية تجاه الهند، جارة باكستان المسلحة نووياً، التي حاربتها إسلام أباد ثلاث مرات، على خلاف خان، الذي يندد دائمًا برئيس وزراء الهند ناريندرا مودي.