وسط مخاوف من اندلاع حرب.. روسيا تحشد قواتها قرب أوكرانيا
معدات من فرقة الدبابات الرابعة الروسية، تحركت إلى مناطق حول بريانسك ومورسك، بالقرب من الحدود الشمالية مع أوكرانيا، وأفاد بأن الوحدات مجهزة بدبابات قتالية رئيسة من طراز تي-80 يو ومدفعيات.

ترجمات – السياق
كشفت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، أن الأقمار الصناعية، أظهرت حشد روسيا لقوات ومعدات عسكرية مجدداً على الحدود مع أوكرانيا، بعد قيامها بحشد كبير في الربيع الماضي، بينما نفى الكرملين تلك التقارير.
دبابات ومدفعية
أوضحت الصحيفة -في تقرير- أن الصور الجديدة التي التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز"، تظهر جموعًا للوحدات المدرعة والدبابات والمدفعية ذاتية القيادة، جنباً إلى جنب مع القوات البرية، التي تحتشد بالقرب من بلدة يلنيا الروسية الحدودية مع بيلاروسيا، كما تشمل الوحدات جيش دبابات الحرس الأول.
وأشارت "بوليتيكو"، إلى أن تحليلًا جديدًا أجرته شركة جينز -المتخصصة بالموضوعات الأمنية والعسكرية- كشف أن معدات من فرقة الدبابات الرابعة الروسية، تحركت إلى مناطق حول بريانسك ومورسك، بالقرب من الحدود الشمالية مع أوكرانيا، وأفاد بأن الوحدات مجهزة بدبابات قتالية رئيسة من طراز "تي-80 يو" ومدفعيات.
الحرس الأول
وتشرح "بوليتيكو" قدرة جيش "الحرس الأول" إذ إنه عادةً ما يكون أول مَنْ يتلقى أحدث المعدات ويُنظر إليه أيضاً على أنه التكوين الأساسي لاختبار المعدات والتكتيكات الجديدة، ونقلت عن "جينز" تأكيدها أن عملية الانتشار "تمثل انحرافاً صارخاً عن النمط التدريبي القياسي لجيش دبابات الحرس الأول، الذي عادة ما يجرى في مناطق قريبة من موسكو".
ولفتت الصحيفة، إلى أن هناك توترًا متصاعدًا بين موسكو والغرب، على مدى الأشهر الماضية، إذ انزعج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من الحديث الجديد عن انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى حلف الناتو، خصوصًا بعد زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن البلدين في أكتوبر الماضي.
أوكرانيا في "الناتو"
وقالت الصحيفة: أثناء وجوده في كييف، سُئل أوستن عن محاولة أوكرانيا الانضمام إلى الحلف، ورغم أنه لم يصل إلى حد التأييد، فإنه أكد أن أوكرانيا "لديها الحق في تقرير سياساتها الخارجية"، وأن واشنطن ستواصل "بذل كل ما في وسعها، لدعم جهود أوكرانيا لتطوير قدراتها على الدفاع عن نفسها".
وبعد هذه التصريح بأيام حذر بوتين أوكرانيا، وقال إنها لن تكون عضواً في الناتو"، لكنه أضاف: "التمدد العسكري في المنطقة جارٍ بالفعل، ما يفرض تهديداً حقيقياً على الاتحاد الروسي"، وأن موسكو "تعلم بذلك".
ترقب وحذر
وأوضحت "بوليتيكو" أن هذه الصور تأتي مع استمرار التوترات بين كييف والكرملين، إذ أثار حشد قوات روسية على الحدود مع أوكرانيا، قلق العاصمة الأوكرانية وواشنطن، في حين جمعت الإدارة حزمة من المساعدات العسكرية لكييف، لكنها اختارت عدم إرسالها بسبب اقتراب لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي.
ورأت الصحيفة الأمريكية، أن بعض هذه القوات الروسية ستعود إلى قواعدها، لكنها تركت الكثير من معداتها في مناطق الانطلاق، ما يمثل حلقة أخرى في تاريخ طويل من "الحشد والتراجع" على طول الحدود الأوكرانية.
نشاط عسكري روسي
ونقلت صحيفة بوليتيكو عن المتحدث باسم البنتاجون، أنطون سيميلروث، قوله: "نحن على دراية بالتقارير التي تفيد بنشاط عسكري روسي غير معتاد بالقرب من أوكرانيا، لكننا لا نستطيع التحدث إلى النيات الروسية، وأننا نواصل دعم وقف التصعيد في المنطقة، والحل الدبلوماسي للصراع شرقي أوكرانيا، وكما أشرنا، فإن دعمنا لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها لا يتزعزع".
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، إن إدارة بايدن "ستواصل مراقبة الوضع من كثب".
قلقون للغاية
كان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد التقى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أواخر هذا الصيف، وهو اللقاء الذي سعى إليه الأوكرانيون منذ فترة طويلة.
ودخلت روسيا مؤخراً في مواجهة دبلوماسية مع "النانو"، ففي الأسابيع التي سبقت انعقاد المؤتمر السنوي لوزراء دفاع الحلف، الشهر الماضي، استُبعد 8 دبلوماسيين روس وُصفوا بـ "الجواسيس"، في حين ردت موسكو بإنهاء مهمتها في "الناتو".
من جانبها، قالت ناتالي لويسو، العضوة في برلمان الاتحاد الأوروبي، ورئيسة اللجنة الفرعية للأمن والدفاع، أثناء زيارتها لواشنطن: "هناك طرق مختلفة تتدخل بها روسيا في شؤون جيراننا، ونحن قلقون للغاية".