مجزرة حوثية جديدة في مأرب.. مقتل وإصابة العشرات واستنكار أمريكي
وجَّهت القائمة بأعمال السفير الأمريكي في اليمن كاثي ويستلي رسالة، بخصوص هجوم مليشيا الحوثي في مأرب، استنكرت خلالها الهجمات الأخيرة على مأرب

السياق
مقتل 39 مدنيًا وإصابة آخرين، حصيلة «مجزرة» ارتكبتها المليشيا الحوثية في مسجد ودار للحديث بمديرية الجوبة جنوب محافظة مأرب، في هجوم أدانته أمريكا، ووجَّهت رسالة حاسمة لـ«الانقلابيين».
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، عبر «تويتر»، إن استهداف مليشيا الحوثي لمسجد ودار الحديث، في منطقة العمود المكتظة بالسكان، بالصواريخ البالستية، «أسفر عن استشهاد 39 مدنيًا وإصابة آخرين»، مشيرًا إلى أن الهجوم «يأتي ضمن النهج الإجرامي للميليشيا، لاستهداف دور العبادة وكل من لا يؤمن بمشروعها الإيراني الطائفي».
مجزرة مروِّعة
وأضاف الإرياني، أن ما وصفها بـ«المجزرة المروِّعة»، تأتي بعد سلسلة من جرائم القتل الممنهج للمدنيين، التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية، خلال الأيام الماضية في محافظات مأرب وتعز، وراح ضحيتها الأبرياء من نساء وأطفال، والقصف المتعمَّد للتجمعات السكانية من منازل ومساجد ومعاهد، في ظل صمت دولي مطبق.
وطالب الوزير اليمني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأمريكي ومنظمات حقوق الإنسان، بالقيام بمسؤولياتهم القانونية والأخلافية، وإدانة ووقف جرائم القتل اليومي للمدنيين، وملاحقة وتقديم المسؤولين عنها من قيادات ومسلحي مليشيا الحوثي للمحاسبة، باعتبارهم مجرمي حرب.
وأدان الإرياني، ممارسات مليشيا الحوثي التي «انقلبت على الدولة وسيطرت على مؤسساتها، ونهبت الخزينة العامة، وقتلت اليمنيين أطفالًا ونساءً وشيوخًا، وفجَّرت ونهبت المنازل والممتلكات، واختطفت وأخفت السياسيين والإعلاميين والصحفيين، وزرعت الألغام والعبوات الناسفة، وقصفت الأعيان المدنية في السعودية».
هاجس رعب
ونشر الإرياني مقطعًا لأحد أطفال مديرية الجوبة، يهذي عن هجوم المليشيا على قريته ومنزله، مشيرًا إلى أنه يحكي كيف أصبح الانقلابيون المدعومون من إيران، هاجس رعب لدى الأطفال، وهذا ما تصنعه الحرب التي فجَّرتها المليشيا، بملايين الأطفال اليمنيين، ممن حُرموا حقهم في التعليم والحياة بصورة طبيعية، كباقي أقرانهم في العالم.
من جهتها، وجَّهت القائمة بأعمال السفير الأمريكي في اليمن كاثي ويستلي رسالة، بخصوص هجوم مليشيا الحوثي في مأرب، استنكرت خلالها الهجمات الأخيرة على مأرب، التي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال.
وتقدَّمت المسؤولة الأمريكية بالتعازي لأسر الضحايا، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.
رسالة أمريكية
وفي رسالة وُصفت بـ«الصارمة» وجَّهتها لمليشيا الحوثي، قالت المسؤولة الأمريكية: يجب على الحوثيين إنهاء هذه الحلقة المفرغة من العنف العبثي، والموافقة على وقف شامل لإطلاق النار.
إلى ذلك، عبَّـر السفير البريطاني لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم، خلال لقائه رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، عن قلقه من التصعيد الحوثي في مأرب، مؤكدًا أهمية الوقف العاجل للعنف واستهدافِ المدنيين والنازحين.
وجدد تأكيد موقف بريطانيا، الداعم للحكومة والشعب اليمني في هذه الظروف، وتقديرها لما يقوم به رئيس الوزراء من جهود في العاصمة المؤقتة عدن، لمواجهة التحديات القائمة.
بدوره، قال رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، إن الجرائم الإرهابية التي ترتكبها مليشيا الحوثي، ضد المدنيين والنازحين في مأرب وغيرها، آخرها استهداف مسجد ودار الحديث في الجوبة، ما أدى الى استشهاد واصابة عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال، والاستهداف المتكرر لمخيمات النازحين والمدارس والمنازل، تثبت للعالم أن هذه المليشيات لا تؤمن بالسلام، وأنها مجرد أداة بيد النظام الإيراني، الذي يستخدمها لتنفيذ أجنداته التخريبية في المنطقة.
وأكد أن التهاون الدولي مع مليشيا الحوثي، لم يعد يجدي نفعًا ما لم تكن هناك مواقف ورسائل واضحة، لتلبية الشروط الموضوعية للسلام.
ليس الأخير
يأتي الهجوم الحوثي الأخير، بعد أيام من استهداف الانقلابيين لمنزل الشيخ عبداللطيف القبلي نمران، في الجوبة جنوبي مأرب، ما أدى إلى مقتل اثنين من أولاده.
وقال الشيخ النمران، عبر «تويتر»: «منزلنا هو دار كل مأربي وكل يمني حر شريف... ما حدث من قصف لمنزلنا يحرك مَنْ لديه نخوة وغيرة، ولا يزال يؤيد هذه المليشيات الإجرامية».
وتابع النمران: الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، والخزي والعار لمن مازال في صف المليشيات الإجرامية... النصر آتٍ لا محالة رغم المآسي».
واستولت ميليشيا الحوثي على عشرات المنازل والعقارات، لمعارضين لها ومسؤولين في الحكومة الشرعية، كما منعت التصرف بعقارات في العاصمة ومحافظات أخرى تحت سيطرتها، رغم ملكيتها لمواطنين.
وكانت الحكومة اليمنية الشرعية، أعلنت أن الميليشيات الحوثية دمَّرت العديد من المواقع التاريخية، التي تقع تحت سيطرتها، وتورَّطت في تهريب الكثير من القطع الأثرية لتمويل جبهاتها، ومشاريعها.
وتشن الميليشيات الانقلابية منذ فبراير الماضي، هجمات على محافظة مأرب الاستراتيجية الغنية بالنفط، رغم التنديدات الدولية التي حذَّرت من المخاطر التي تهدد آلاف النازحين، الذين لجأوا إلى المحافظة هربًا من الصراعات في بقية المناطق.