حيل وادعاءات إيرانية في مفاوضات فيينا.. فهل تقدم أمريكا على الخطة البديلة؟
طهران زعمت تحقيق اختراقات كبيرة في تخصيب اليورانيوم، ثلاث مرات هذا العام، وأنها في أبريل، اتخذت خطوة غير مسبوقة لإنتاج 60 في المئة من اليورانيوم المخصب

ترجمات - السياق
إعلان إيران المتكرر اقتراب وصولها إلى "تخصيب اليورانيوم"، مجرد حيلة، للحصول على تنازلات أمريكية، خلال مفاوضات فيينا المقررة نهاية نوفمبر 2021، حسبما قال جوناثان روه، مدير السياسة الخارجية في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي.
ويؤكد روه -في تحليل صحفي لمجلة ناشيونال إنترست الأمريكية- أن إيران تدير لعبة متقنة بشأن ملفها النووي، مشيرًا إلى أن طهران تعِد بشكل مبهم باستئناف المفاوضات بشأن برنامجها النووي، إلا أنها تثير المخاوف بشأن تقدُّمها في تخصيب اليورانيوم.
ويذكر الكاتب إعلان طهران، أن لديها 120 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، وهو قريب بشكل خطير من الكمية المطلوبة، مع مزيد من التخصيب، لإنتاج سلاح نووي.
ويرى روه، أن هذه التصريحات مجرد محاولات تضليلية، تهدف إلى انتزاع التنازلات الأمريكية، والتعتيم على الانتكاسات الخطيرة في برنامج إيران النووي.
ادعاءات إيرانية
وعن تكرار مزاعم إيران بشأن برنامجها النووي، أشار الكاتب إلى أن طهران زعمت تحقيق اختراقات كبيرة في تخصيب اليورانيوم، ثلاث مرات هذا العام، وأنها في أبريل، اتخذت خطوة غير مسبوقة لإنتاج 60 في المئة من اليورانيوم المخصب، وهو أقل بقليل من المستوى المطلوب لرأس حربي نووي، ثم بالغت بجرأة في تقدير مخزونها البالغ 20 في المئة في يونيو، تلاه ادعاء مثير للقلق الأسبوع الماضي، إذ أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران أبلغتها بامتلاكها كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب.
وحسب "ناشيونال إنترست" فإن أحدث بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أشارت إلى أن إنتاج إيران من اليورانيوم بنسبة 60 في المئة صغير جدًا، في الوقت الحالي، لتقليل الوقت اللازم لإنتاج المواد الانشطارية لسلاح نووي بشكل كبير، كما أنها كانت تحتوي على يورانيوم، أقل بكثير من 20 في المئة في يونيو، ما أكدته طهران.
ويشدد جوناثان روه، على أن ادعاء طهران الأخير بشأن امتلاكها 120 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة مضلل، لأنه يحول باستمرار هذا المخزون من معدن اليورانيوم، ما يجعله غير مناسب لمزيد من التخصيب، موضحًا أنه بالمعدلات الحالية، لن تحتوي القنبلة على 60 أو 20 في المئة من اليورانيوم، حتى منتصف عام 2022 على أقرب تقدير.
تخويف إدارة بايدن
ويجزم الكاتب بأن إيران مضللة، لأن مخزونها من اليورانيوم المخصب، أسهل مقياس للتقدُّم نحو صنع قنبلة، وأنه من خلال المبالغة فيه، تأمل طهران تخويف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لدفع أي ثمن لمنعها من تجاوز هذا الحد الخطير.
ويدلل الكاتب تأكيدًا لرأيه، بأن إيران طالبت واشنطن -قبل أيام فقط من ادعائها الأخير- بالإفراج عن 10 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمَّدة، قبل أن تستأنف المفاوضات النووية.
وأضاف، معلقًا على مطالب طهران: رغم أن إدارة بايدن رفضت هذه المطالب، فإن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين حذَّر من أن هناك "مدرجًا محدودًا" وقد "يصبح أقصر" لمنع وصول إيران للسلاح النووي، مشيرًا إلى أنه من المحتمل أن توحي مثل هذه التصريحات لطهران، بأن حيلتها تعمل على النحو المنشود، مع تزايد يأس واشنطن بما يكفي لقبول أي صفقة، في أقرب وقت ممكن.
الطرد المركزي
وأوضح جوناثان روه، أن إيران تأمل أيضًا أن تحجب "مزاعم تخصيبها" انتكاسات خطيرة في مجالات أخرى، من برنامجها النووي، ناجمة من ثلاث هجمات سرية منذ يوليو 2020، إذ أدى أفظعها إلى تدمير آلاف من أجهزة الطرد المركزي البدائية IR-1 في منشأة نطنز الإيرانية في أبريل 2021.
وأشار إلى أنه في أعقاب ذلك الهجوم، بدأت إيران خططًا طموحة لزيادة إنتاجها من التخصيب بثلاثة أضعاف، عن طريق استبدال أجهزة IR-1 المدمرة بآلاف أجهزة الطرد المركزي الأكثر تقدمًا.
وفسَّر الكاتب أنه بحلول أواخر أغسطس الماضي، كانت إيران تسابق الزمن باستخدام الآلات الجديدة، لإبطال انتكاسات انفجار أبريل، مشيرًا إلى أن هذا التركيب لأعداد كبيرة من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وليس زيادة مخزونات اليورانيوم ببطء، هو الذي يقود التقدم النووي الحقيقي والخطير لإيران.
وقت ثمين
ويرى جونثان روه، أن طهران على وشك الاقتراب من عقبة جديدة، مشددًا على أنها تكافح لبناء المزيد من أجهزة الطرد المركزي، خصوصًا بعد أن دمَّر هجوم يوليو 2020 موقعًا لإنتاج أجهزة الطرد المركزي بالقرب من نطنز، إذ إنه بعد أيام فقط من انتهاء مفاوضات فيينا الأخيرة في يونيو الماضي، أدى هجوم آخر إلى إلحاق أضرار كبيرة بمصنع كاراج للطرد المركزي.
ويضيف: بينما تعتمد إيران على فائض أجهزة IR-1s المتقدمة نسبيًا، فإنه يمكنها فقط توسيع قدرتها على التخصيب بشكل تدريجي، في أحسن الأحوال، في إشارة إلى أنها مازالت متأثرة بالانفجارات التي ضربت عددًا من مواقعها النووية مؤخرًا.
ويؤكد أن المشكلات التي تواجه إيران بسبب الانفجارات الأخيرة، توفِّر وقتًا ثمينًا للولايات المتحدة، لبناء قوة تفاوضية مع تجنُّب الاندفاع للعودة إلى صفقة سيئة، قائلًا: "يجب على إدارة بايدن تعليق المفاوضات والتركيز بدلاً من ذلك في استعادة نفوذها على طهران" وأن ذلك يعني إعداد بدائل لخطة العمل الشاملة المشتركة، بدلاً من إعادة الدخول في المحادثات، والسماح لإيران باللعب للحصول على الوقت، لإعادة بناء قدرتها الإنتاجية من أجهزة الطرد المركزي.
خيارات أخرى
ويرى الكاتب الأمريكي، أن تبني إدارة بايدن على تصريحاتها الخاصة، بأن قدرتها على الانتظار ليست إلى أجل غير مسمى "وأنها إذا فشلت الدبلوماسية، يجب عليها الانتقال إلى خيارات أخرى".
ويطلب أن تعزز إدارة بايدن الجوانب العسكرية لتلك القوة بشكل موثوق، موضحًا أن ذلك يشمل خطط الطوارئ المحدثة للعمليات ضد المواقع النووية الإيرانية، ونشر القوة الجوية الاستراتيجية في دييغو غارسيا في المحيط الهندي، وإجراء التدريبات العسكرية ذات الصلة مع الحلفاء الإقليميين.
كما شدد جوناثان روه، على ضرورة أن يمضي البيت الأبيض قدمًا مع إسرائيل بشأن "الخطة ب"، مشيرًا إلى أن ذلك يستلزم دعم إسرائيل بالقدرات الرئيسة لمواجهة إيران، مثل ناقلات التزود بالوقود في الجو والطائرات المقاتلة، وضمان الإمداد الكافي من الذخائر الدقيقة.