تطور خطير في إثيوبيا.. هل اقتربت جبهة تحرير تيغراي من أديس أبابا؟

سلطات العاصمة أديس أبابا دعت المواطنين إلى استخراج تراخيص بحمل السلاح في اليومين المقبلين، بعدما قالت قوات جبهة تحرير تيغراي، إنها تفكر في الزحف إلى أديس أبابا.

تطور خطير في إثيوبيا.. هل اقتربت جبهة تحرير تيغراي من أديس أبابا؟

السياق

في تطور وُصف بـ«الخطير»، انضمت الجبهة لشعبية لتحرير تيغراي إلى قوة من الأورومو، تقاتل أيضًا الحكومة المركزية في أديس أبابا، وكشفت القوتان أنهما تفكران في التوجُّه إلى العاصمة.

بالمقابل دعا آبي أحمد الإثيوبيين، إلى استخدام "أي سلاح ممكن  لصدّ جبهة تحرير شعب تيغراي وإسقاطها ودفنها"، مشدداً على أن "الموت من أجل إثيوبيا واجب علينا جميعًا".

وقال المتحدث باسم جبهة تحرير تيغراي ، غيتاتشو رضا، إن قوات تيغراي انضمت إلى قوة من الأورومو تقاتل الحكومة المركزية، مشيرًا إلى عزم المتمردين على الوصول إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، «إذا كان تحقيق أهدافنا في تيغراي سيتطلب منا ذلك».

ونقلت وكالة رويترز، عن جبهة تحرير تيغراي قولها، إنها توغلت جنوبًا في منطقة أمهرة المجاورة هذا الأسبوع، في محاولة للضغط على الحكومة المركزية لتلبية مطالبها، رغم أن الحكومة تشكك في تقدمها.

ووفقا لرويترز، فإنه إذا انضم مقاتلو تيغراي إلى القوات المتمردة من أوروميا، وهي المنطقة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في إثيوبيا، فقد يعزز ذلك قدرتهم على تهديد العاصمة، في خطوة من شأنها تعميق الصراع في ثاني أكبر دولة في إفريقيا، من حيث عدد السكان وزيادة الاضطرابات، في منطقة مضطربة.

وقالت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، إنها توغلت جنوبًا واستولت على كومبولتشا وديسي، وهما بلدتان على الطريق السريع A2 المؤدي إلى أديس أبابا، بينما لجأ عشرات الآلاف من عرقية الأمهرة إلى ديسي، بسبب تصعيد القتال.

 

نفي رسمي

ونفت الحكومة الإثيوبية، أن تكون قوات تيغراي سيطرت على ديسي، لكنها أصدرت بيانًا تتهم فيه قوات تيغراي بقتل 100 شاب في كومبولتشا الواقعة على بعد 380 كيلومترًا شمالي أديس أبابا.

إلا أن غيتاتشو المتحدث باسم جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي، قال في تصريحات لـ«رويترز» عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية، من مكان لم يكشف عنه: «ليس علينا قتل الشباب، لم تكن هناك مقاومة في كومبولتشا».

وبينما لم تقدم الحكومة أي تفاصيل إضافية لمطالبتهم، لم تتمكن «رويترز» من التواصل مع السكان والمدنيين في أي من المدينتين، لتعطل خطوط الهاتف.

وأحصى شهود عيان، ما لا يقل عن ثلاث نقاط تفتيش، على بعد 50 كيلومترًا على الطريق A2، كل منها يعمل من قبل 50 من ضباط الشرطة الاتحادية، وتساعدهم قوات الميليشيات.

وقال أحد ضباط الميليشيات لـ«رويترز»، إن الهدف من الشبكة هو وقف الهجرة غير المشروعة إلى العاصمة، مضيفًا أنهم يسمحون فقط لمن يحملون تصاريح إقامة سارية المفعول بالعاصمة بالمرور.

 

مكسب استراتيجي

وبحسب «رويترز»، فإن الاستيلاء على ديسي سيكون مكسبًا استراتيجيًا لمقاتلي تيغراي ضد قوات الحكومة المركزية، التي تحاول طردهم من منطقة أمهرة.

وتقع البلدة الكبيرة على بُعد 385 كيلومترًا (240 ميلًا) من العاصمة أديس أبابا، وهي أقصى الجنوب في إقليم أمهرة، الذي وصلت إليه الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، منذ أن دخلت المنطقة في يوليو.

وقال مدير مدرسة في ديسي، إنه رأى جنودًا إثيوبيين ينسحبون من البلدة صباح السبت باتجاه كومبولتشا، وإن السلطة في أنحاء المدينة انقطعت منذ يوم الجمعة.

وقال ساكن آخر في ديسي، إن البلدة ليست لها سلطة، وإن الجيش الاتحادي غادر، بينما قال كلاهما إنهما سمعا أن مقاتلي تيغراي كانوا في البلدة لكنهم لم يروهم.

وأصدرت حكومة أمهرة، حيث تقع كومبولشا وديسي، مرسومًا، يأمر جميع المؤسسات بتعليق الخدمات المنتظمة، وتخصيص ميزانياتها وطاقتها لـ«حملة البقاء».

وعن أهمية المدينتين المجاورتين لأمهرة (جنوبي تيغراي)، يقول المحلل السياسي إبراهيم إدريس سليمان، إن هذه المعركة «خيار  أخير للقيادة العسكرية في تيغراي».

أما عن سبب هذا التقدم العسكري، فقال سليمان إن «طبيعة المنطقة تسمح للمقاتلين بالتحرك بسهولة، حيث إن شعب تيغراي يعرفها جيدًا، إضافة إلى أن هناك حاضنة شعبية لهم، سهلت دخول الجبهة الشعبية إليها»، مؤكدا أن مساندة السكان للمتمردين «عنصر تأمين» لهم.

 

تعهد بالقتال

 

بدوره، تعهد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بالقتال لتحقيق النصر في الحرب المستمرة منذ عام شمالي البلاد، قائلًا: "التحديات كثيرة، لكن يمكنني أن أقول لكم بالتأكيد إننا سنحقق انتصارًا شاملًا".

في سياق متصل، أفادت وسائل إعلام رسمية في إثيوبيا، بأن سلطات العاصمة أديس أبابا دعت المواطنين إلى استخراج تراخيص بحمل السلاح في اليومين المقبلين، بعدما قالت قوات شمالية متمردة، إنها تفكر في الزحف إلى أديس أبابا.

 

مخاوف أمريكية

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين عن قلقه من تقدُّم تيغراي، قائلًا عبر «تويتر»: إن «استمرار القتال يطيل الأزمة الإنسانية الرهيبة شمالي إثيوبيا».

وطالب وزير الخارجية الأمريكي، جميع الأطراف بوقف العمليات العسكرية، وبدء مفاوضات وقف إطلاق النار، من دون شروط.

 

قوات الأورومو

جيش تحرير أورومو (OLA) جماعة مسلحة محظورة، انشقت عن حزب المعارضة (جبهة تحرير أورومو )، والأورومو أكبر مجموعة عِرقية في إثيوبيا، يقبع العديد من قادتهم السياسيين في السجن.

واندلعت الحرب منذ ما يقرب من عام، بين القوات الفدرالية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، قُتل فيها آلاف، وأجبر أكثر من مليونين على الفرار.

وتعرَّضت قوات تيغراي للهزيمة في البداية، لكنها استعادت السيطرة على معظم المنطقة في يوليو الماضي، ودفعت قواتها إلى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين.

ومنتصف أكتوبر، قالت قوات تيغراي إن الجيش شن هجومًا بريًا لإخراجها من أمهرة، بينما قال الجيش إن معارك عنيفة تدور هناك، لكنه اتهم قوات تيغراي ببدء القتال.