قمة غلاسكو.. هل تنجح في تفادي الكوارث المناخية؟

قال قادة عالميون -في افتتاح قمة المناخ- إن القمة تشكل الفرصة الأخيرة لإنقاذ العالم من هذه الظاهرة المدمِّرة التي ستغرق مدنًا بأكملها.

قمة غلاسكو.. هل تنجح في تفادي الكوارث المناخية؟

السياق

انطلقت فعاليات قمة المناخ، التي تستضيفها مدينة غلاسكو الاسكتلندية، وسط تحديات غير مسبوقة لتغيُّـر المناخ، والعديد من الكوارث التي شهدتها دول عدة. ويشارك في القمة وفود أكثر من 190 دولة، لبحث سبل التقليل من الانبعاثات بحلول عام 2030 والمساعدة في تحسين الحياة في كوكب الأرض.

لكن ما ذا نعرف عن مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيُّـر المناخ، المعروف اختصاراً بـ " 26COP"؟ وما أهميتها؟

يعقد المؤتمر سنويًا بمشاركة نحو 200 دولة، لمناقشة أزمة تغيُّـر المناخ، وما يمكن أن تفعله هذه الدول، لمواجهة الأزمة وإمكانية معالجتها.

المؤتمر الذي تستضيفه مدينة غلاسكو الاسكتلندية، هو السادس والعشرون منذ دخول المعاهدة حيز التنفيذ في 21 مارس 1994.

 

أهمية المؤتمر

يعد هذا المؤتمر أول قمة تراجع التقدم الذي حققه العالم، أو مدى الفشل، في تحقيق الأهداف المطلوبة، منذ توقيع اتفاقية باريس للمناخ عام 2015.

وكجزء من اتفاقية باريس للمناخ، اتفقت الدول على الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، والحد من زيادة حرارة الأرض في هذا القرن إلى درجتين مئويتين، قياسًا بعصر ما قبل الثورة الصناعية، ومتابعة الجهود لوقف ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية.

ووفقًا للاتفاقية، فإنه حال ارتفاع حرارة كوكب الأرض بـ 1.5 درجة مئوية، مقارنة بدرجة الحرارة التي كانت قبل الثورة الصناعية، فإن تغيُّـرات كثيرة طرأت على الكوكب، تصبح دائمة ولا رجعة فيها.

تضمنت الاتفاقية، تقديم الدول خطط العمل الخاص بها وكيفية تحقيق أهدافها، وهذا ما ستجرى مناقشته في القمة المنتظرة.

ومثل أي خطة، يجب الالتزام بها حتى تنجح، ومن هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر، كنشاط جماعي، حيث العمل بروح الفريق في مناقشة التكتيكات والتأكد من قيامهم جميعاً بأدوارهم.

وتسبب تفشي كورونا، في تأجيل مؤتمر المناخ، عامًا كاملًا، قبل أن يعقد حالياً في مدينة غلاسكو الاسكتلندية.

 

نهاية العالم

وقال قادة عالميون -في افتتاح قمة المناخ- إن القمة تشكل الفرصة الأخيرة لإنقاذ العالم من هذه الظاهرة المدمِّرة التي ستغرق مدنًا بأكملها.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الذي يستضيف قمة "كوب 26" إن ساعة نهاية العالم تدق، فالمحركات والمضخات، التي نضخ من خلالها الكربون في الهواء، تتسب في أضرار كبيرة للكوكب وزيادة درجات حرارة الأرض بسرعة كبيرة.

وأضاف: "استمعنا إلى العلماء وعلينا ألا نتجاهلهم، مع ارتفاع الحرارة أكثر من درجتين مئويتين، نخاطر بالإنتاج الغذائي والجراد سيجتاحنا، وإذا ارتفعت الحرارة بأكثر من 3 درجات مئوية، قد تتزايد الأعاصير والفيضانات والجفاف والحر".

 

إخفاء النفايات

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن السنوات الست التي أعقبت اتفاقية باريس للمناخ، هي التي شهدت أعلى درجات الحرارة في التاريخ.

وأضاف غوتيريش، في كلمته، أن الاعتماد على الوقود الأحفوري يدفع البشرية إلى الهاوية. وتابع: "حان الوقت لكي ننهي الاعتماد على الكربون والاعتماد على الطبيعة لإخفاء نفاياتنا، كوكبنا يتغير من المحيطات إلى الجبال إلى الظواهر الطبيعية المتطرفة".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، إنه في أفضل السيناريوهات فإن الحرار سترتفع بأكثر من درجتين مئويتين، نحن نواجه كارثة مناخية لا مهرب منها.

ودعا إلى الاستثمار في الاقتصاد، الذي يؤدي إلى صفر الانبعاثات، مشيرًا إلى أن مقترحات الدول بشأن الحياد الكربوني مهمة للغاية.

وقال إن الفشل في مواجهة التغيُّـر المناخي حُكمٌ بالموت على سكان الأرض.

بدوره، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الوقت حان للتصرف، مضيفًا أن العالم يواجه تهديدًا وجوديًا بسبب التغيُّـر المناخي.

وذكر بايدن، في كلمته بقمة المناخ، التي تحتضنها غلاسكو، أن الولايات المتحدة تعاني ظواهر المناخ المتطرفة.

وأضاف: "لم نواجه الأسوأ جراء تغيُّـر المناخ، ويجب أن تكون قمة غلاسكو انطلاقة جديدة للعمل ضد التغيُّـر المناخي".

وكشف رئيس الولايات المتحدة: "تسببنا في تلويث المناخ والبيئة، ومن الحتمي تغيير ممارساتنا".

وأشار إلى أن بلاده ستقلِّص الغازات الدفيئة بنحو كبير، من هنا إلى عام 2030، كما ستعمل على توليد الطاقة من الرياح.

وتابع: "يجب تسخير التكنولوجيا لزيادة كفاءة الطاقة البديلة"، مبيّنا أن "التحرك لمعالجة أزمة المناخ سيوفر وظائف جديدة".

وشدد بايدن على أن واشنطن "ستكون رائدة في مواجهة تغيُّـر المناخ"، مبرزًا أن إدارته ستعمل على "مساعدة الدول النامية في مواجهة هذه الظاهرة".

 

الأمير تشارلز: القطاع المالي قادر

حثَّ أمير ويلز، الأمير تشارلز، في كلمته بقمة المناخ، الحكومات على تقليل الانبعاثات الكربونية، قائلاً إن عيون العالم موجهة لقادة العالم المجتمعين في قمة كوب 26 للتحرك، لأن "الوقت ينفد حرفياً".

وأضاف: حجم التهديد الذي يواجهه العالم، يتطلب عملاً على المستوى الدولي، وهذه المهمة تتطلب تريليونات الدولارات وليس المليارات.

ودعا العالم إلى التعاون، لمواجهة الاحترار العالمي، ودفع القطاع الخاص لاتخاذ خطوات جادة، مشيراً إلى أن "هذه الصناعة (القطاع المالي) لديها القوة اللازمة أكثر مما لدى قادة العالم"، مؤكدًا أن "القطاع المالي لديه إمكانية إحداث تغيير".

 

عودة أردوغان

بشكل مفاجئ عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى بلاده بدلًا من السفر لحضور مؤتمر الأمم المتحدة لتغيُّـر المناخ في غلاسكو باسكتلندا.

وقالت قناة "إن تي في" التلفزيونية التركية، إن إردوغان قرر ألا يحضر مؤتمر المناخ "كوب26" في غلاسكو، بعد "تقاعس بريطانيا عن تلبية مطالب تركية تتعلق بترتيبات أمنية".

وأضاف أردوغان للصحفيين من الطائرة في طريق عودته إلى تركيا من روما: "عندما لم تتم تلبية مطالبنا الأمنية، قررنا عدم الذهاب إلى غلاسكو"، وفقًا لما ذكرته القناة.