الطائرات المسيَّرة الإيرانية.. تهديد أخطر من البرنامج النووي

قدرة طهران المتطورة بسرعة، على بناء ونشر طائرات من دون طيار، تغيِّـر المعادلة الأمنية في المنطقة

الطائرات المسيَّرة الإيرانية.. تهديد أخطر من البرنامج النووي

ترجمات – السياق

كشفت صحيفة وول ستريت، أن الخزانة الأميركية فرضت عقوبات جديدة، تتصل ببرنامج الطائرات المسيَّـرة الإيراني، الذي وصفته بأنه تهديد للاستقرار الإقليمي، ويرتبط بهجمات تشنها جماعات تدعمها إيران، وتستهدف القوات الأميركية وحلفاءها، والملاحة الدولية في منطقة الخليج.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير، أن العقوبات الأمريكية الجديدة، التي أعلنتها وزارة الخزانة 29 أكتوبر، بداية حملة ضد تطوير إيران للطائرات من دون طيار وبرامج الصواريخ الموجَّهة بدقة، التي يقول المسؤولون الغربيون، إنها تمثل تهديدًا مباشرًا، أكثر من برامج التخصيب النووي والصواريخ البالستية الإيرانية.

وأشارت إلى أن القرار استهدف شركتي كيميا بارت سيفا وأوجي برفاز مادو نفار ومديريها التنفيذيين، مبينة أن الشركتين اشترتا محركات طائرات من دون طيار ومكونات أخرى للحرس الثوري الإيراني، المصنَّف إرهابيًا، لدعمه المالي واللوجستي والاستخباراتي للمتشددين في الشرق الأوسط.

 

دعم الإرهاب

الاتهامات الأمريكية التي أوردتها وزارة الخزانة الأمريكية في بيان، طالت فيلق القدس، المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني.

وذكر البيان أن الحرس الثوري "استخدم طائرات مسيرة فتاكة، وساعد في انتشارها بين جماعات مدعومة من إيران، خصوصًا حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية والحوثيين اليمنيين، وكذلك في إثيوبيا، حيث تتفاقم الأزمة في إقليم تيغراي، ما يهدد بزعزعة استقرار المنطقة".

وأضاف البيان: "طائرات مسيرة فتاكة استُخدمت في هجمات، استهدفت سفنًا دولية وجنودًا أمريكيين".

وقالت وزارة الخزانة، إنها أدرجت أيضًا عميدًا في الحرس الثوري الإيراني، متورطًا في برنامج الطائرات من دون طيار، ورجلين قاما بأعمال لصالح الشركات، بما في ذلك شراء قطع غيار من الخارج.

وحسب "وول ستريت جورنال"، تجمِّد العقوبات، المفروضة بموجب سلطات مكافحة الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل، أي أصول للأهداف داخل الولاية القضائية للولايات المتحدة، كما أنها قد تزيد صعوبة شراء الشركات للأجزاء الأجنبية.

ومع ذلك، تعتمد إيران على أجزاء من مصادر أجنبية، بعد أن أمرت الحكومة قادتها العسكريين، بتعزيز ترسانتها من الطائرات من دون طيار، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الحكومية، إذ يقول محللون أمريكيون، إن الإنتاج المحلي نما منذ ذلك الحين.

 

تهديد مستمر

وقال والي أدييمو، نائب وزير الخزانة الأمريكية: "إن انتشار الطائرات من دون طيار الإيرانية، في جميع أنحاء المنطقة، يهدد السلام والاستقرار الدوليين"، مشيرًا إلى أن وزارة الخزانة ستواصل تحميل إيران المسؤولية عن أعمالها العنيفة وغير المسؤولة.

في المقابل، ندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، بإجراء وزارة الخزانة الأمريكية، واصفا إياه بأنه "استمرار لسياسة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الفاشلة، المتمثلة في ممارسة أقصى قدر من الضغط على بلاده".

وذكرت "وول ستريت جورنال" أنه بينما تقول إيران إنها لا تحاول صُنع أسلحة نووية، تشير نظرة على منشآتها الرئيسة، إلى أنها تستطيع تطوير التكنولوجيا لصُنعها في وقت قريب، موضحة أن طهران وصلت إلى مراحل جديدة في تخصيب اليورانيوم، كما أنها تحد من الوصول إلى المفتشين، ما يثير القلق من أهدافها النووية.

وقال خطيب زاده -في بيان- موجِّهًا حديثه لإدارة بايدن: "الحكومة تتحدث عن العودة إلى الاتفاق النووي، لكنها تتبع خطى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ترسل رسالة مفادها أنها ليست جديرة بالثقة".

 

أولوية استراتيجية

وأكدت "وول ستريت جورنال" أن إنتاج الطائرات من دون طيار، أولوية استراتيجية في إيران، ونقلت عن ورقة أكاديمية نشرتها الجامعة الإيرانية العليا للدفاع الوطني عام 2018 قولها: إن على البلاد أن تجعل إنتاج الطائرات من دون طيار أولوية استراتيجية، معتبرة تلك وسيلة فعالة لتعزيز القدرات القتالية للجيش الإيراني.

ونقلت الصحيفة عن بهنام بن طالبلو ، الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن، قوله: إن التحرك الأمريكي "خطوة ضرورية لكنها ليست كافية للرد على هجمات الطائرات من دون طيار في العراق وسوريا، فضلاً عن إعاقة طيف التهديدات الجوية الإيرانية".

وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، سبق أن دعت إلى تشديد العقوبات ضد إيران في ظِل إدارة ترامب، بينما انتقدت قرار إدارة بايدن، بمحاولة إعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي متعدد الأطراف لعام 2015.

يذكر أن المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018، تعثرت بسبب العقوبات.

وتوضح "وول ستريت جورنال"، أن طهران تريد رفع جميع العقوبات، إلا أن إدارة بايدن قالت إنها لن ترفع سوى تلك المفروضة على القطاعات الاقتصادية غير المرتبطة بالإرهاب أو برامج الأسلحة.

 

هجمات سابقة

وفي محاولة لتفسير قرار وزارة الخزانة الأمريكية، بتوقيع عقوبات جديدة على الشركات الإيرانية، أوضحت "وول ستريت جورنال"، أن الولايات المتحدة وحلفاءها ألقوا باللوم على إيران ووكلائها، في شن هجمات بطائرات مسيرة على القوات الأمريكية وحلفائها الإقليميين، بما في ذلك ضد قاعدة أمريكية في سوريا الأسبوع الماضي، وضد البنية التحتية الاستراتيجية للطاقة والشحن الدولي.

ونقلت الصحيفة، عن مسؤولي دفاع غربيين، قولهم: إن قدرة طهران المتطورة بسرعة، على بناء ونشر طائرات من دون طيار، تغيِّـر المعادلة الأمنية في المنطقة.