التفاؤل الروسي بتحقيق نصر سريع في أوكرانيا.. يواجه مقاومة شرسة

خبراء عسكريون: الكرملين قد يعيد التفكير في استراتيجيته بعد تعثر التقدم

التفاؤل الروسي بتحقيق نصر سريع في أوكرانيا.. يواجه مقاومة شرسة

ترجمات - السياق

الهجوم الذي قاده المظليون الروس، بطائرات الهليكوبتر على مطار هوستوميل شمال كييف، في اليوم الأول من الغزو، كان من الممكن أن يعزز نجاحه، أمل موسكو في السيطرة على كييف بهجوم خاطف .

 لكن الصعوبات التي واجهتها في تأمين المدرج الاستراتيجي، بسبب المواجهة الشرسة من القوات الخاصة في كييف، سلَّطت الضوء على مستوى المقاومة الأوكرانية والطبيعة شديدة الخطورة لاستراتيجية الغزو الروسية، التي حققت -حتى الآن- نتائج متباينة، حسبما قال مسؤولون في المخابرات ومحللو الدفاع لـ "فايننشال تايمز".

 

تفاؤل روسيا

قال مايكل كوفمان، كبير الباحثين في سي إن إيه، وهي مؤسسة فكرية مقرها الولايات المتحدة: "ما هو واضح أنه إذا كان الروس يأملون تحقيق مكاسب سريعة وسهلة، فإنهم كانوا متفائلين للغاية".

 وأضاف:" بعض المخاطر الكبيرة التي قام بها الجيش الروسي، لا يبدو أنها مدفوعة بمتطلبات على الأرض، ويبدو أن تفكير موسكو في هذه الحرب كان متفائلًا.

 وقال مسؤولون غربيون: خيبات الأمل المبكرة هذه، من المرجح أن تؤخر، بدلًا من تغيير الهدف النهائي لروسيا، المتمثل في الاستيلاء على كييف، وإزاحة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

 وتمكنت القوات الروسية -نهاية المطاف- من صد الهجمات المضادة الأوكرانية والسيطرة على هوستوميل، في الضواحي الشمالية الغربية بكييف، في وقت متأخر من الجمعة، لكن بعد أضرار كبيرة في مهبط الطائرات.

كانت موسكو قد استهدفت المنشأة، لاستخدامها للطيران بأعداد كبيرة من القوات الهجومية، بهدف الاستيلاء السريع على العاصمة. 

وبدلاً من ذلك، تم تحويل عمليات الانتشار المحمولة جواً إلى مطار يبعد 250 كيلومترًا في بيلاروسيا، حليف روسيا في الحرب، وأجبرت على السفر جنوبًا برًا.

 ولعب الفشل الأولي، في السيطرة على المطار، دورًا رئيسًا في تقدم روسيا، بشكل أبطأ مما كان مأمولًا على كييف، كما يقول المسؤولون الغربيون.

ونقلت "فايننشال تايمز" عن مسؤولين غربيين قولهم: روسيا حققت أيضًا تقدمًا أقل مما توقعته شرقي البلاد.

 

جيش محبط

 وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون): الجيش الروسي يبدو أنه محبط بشكل متزايد من التقدم البطيء، وإن زخمه يتباطأ بسبب المقاومة الشرسة".

وقال مسؤول دفاعي أمريكي كبير: روسيا تواجه أشد مقاومة على محورين هجوميين: من بيلاروسيا باتجاه كييف، والهجوم على مدينة خاركيف الشرقية، حيث لا يزال هناك قتال عنيف.

وقال بافيل فيلجنهاور، وهو خبير عسكري روسي: "خطة بوتين كانت تتجه نحو نصر سريع وحاسم، وأضاف أن الكثيرون توقعوا أن تستغرق الحرب "خمس دقائق، أو ساعتين، وستنهار أوكرانيا... لم يحدث ذلك، لكن الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا".

وركزت المراحل الأولى من الغزو الروسي، على القوات المحمولة جواً، حيث بدأ الهجوم بضربات مكثفة بصواريخ كروز، على أصول دفاعية أوكرانية رئيسة، بما في ذلك أكثر من عشرة مطارات، تليها هجمات من القوات الخاصة والمظليين، على مواقع الهبوط الرئيسة، مثل مطار  هوستوميل، كان من شأنها تسهيل الانتشار السريع لمزيد من القوات.

 بينما حذر المسؤولون الغربيون، من أن القادة العسكريين الروس قد ينتقلون من هذا النهج المستهدف إلى هجوم بري أوسع، بعد زيادة عدد القوات المشاركة في الغزو.

 وقال مسؤول أمريكي: أكثر من نِصف القوات القتالية، التي جمعتها روسيا على حدود أوكرانيا، استعدادًا للغزو، البالغ عددها 150 ألفًا، نُشرت داخل اوكرانيا .

 وعلق جيمس هيبي، وزير القوات المسلحة البريطانية قائلًا: "في الكرملين، سوف يفكرون أن الخطة لن تسير كما كان يُعتقد، وستكون هناك تحديات بشأن الخدمات اللوجستية لدعم القتال المستمر لم يتوقعوها".

 وقال هيبي لـ "بي بي سي": الانتكاسات زادت فرص لجوء روسيا إلى قصف مدفعي مكثف، ما ينتظر أوكرانيا هو أيام من الوحشية المطلقة".

 

توغل روسي

لا تزال أوكرانيا تسيطر -بعد ظهر الأحد- على جزء كبير من العاصمة، رغم بعض التوغلات الروسية شمالي وغربي المدينة والقتال العنيف ليلًا، بما في ذلك القصف بالمدفعية على مبان سكنية.

 وقال مسؤول غربي: "لقد دافع الأوكرانيون بشجاعة شديدة وهائلة"، وحذر من أن القدرات العسكرية الأكبر لروسيا، تعني أن المقاومة الأوكرانية لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية.

بينما قال زيلينسكي، في خطاب متلفز السبت: "لقد صمدنا ونجحنا في صد هجمات العدو، لقد كسرنا خطته."

 وزعمت أوكرانيا أنها دمرت أكثر من 100 دبابة روسية، وقتلت 3500 جندي روسي، لكن لا يمكن التحقق من الإعلانات العسكرية بالخسائر من الجانبين بشكل مستقل.

 وقال فيلجنهاور: أحد الانتصارات التي كان الكرملين يأمل تحقيقها، الترحيب الحار من الأوكرانيين، الذين يعدون الروس إخوانهم التاريخيين، لقد فشل ذلك.

 وتابع: "ربما يصدقون دعايتهم الخاصة، بأن الأوكرانيين سيقابلون المقاتلين الروس بالورد، وأن الجيش الأوكراني سوف يلقي أسلحته وسيتم الانتهاء من كل شيء".

وأضاف: "هذه المشكلة الرئيسة، لكن الشعب الأوكراني قال إن  بإمكانه الرد، يمكن أن تصبح هذه الحرب مشكلة خطيرة للغاية بالنسبة لروسيا."