يجتمع غدًا... هل يطيح برلمان باكستان عمران خان؟
قال المحلل السياسي أحمد القريشي، إن البرلمان الباكستاني سيجتمع صبيحة السبت، للتصويت على حجب الثقة عن رئيس الحكومة.

السياق
بعد أيام من قراري حل الحكومة والبرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة، ألغت المحكمة العليا في باكستان، الخميس، قرار رئيس جلسة البرلمان، إلغاء التصويت على اقتراع سحب الثقة من رئيس الوزراء، عمران خان، ما مهد الطريق لتصويت بحجب الثقة من المتوقع على نطاق واسع أن يخرج خان من الحكم، ويمنح فوزًا كبيرًا لزعماء المعارضة.
أزمة دستورية
وان خان نجم الكريكيت الدولي الذي تحول إلى سياسي، أصدر قرارًا بحل الحكومة وطلب من الرئيس حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة، في خطوة قالت عنها «نيويورك تايمز»، إنها أغرقت البلاد في أزمة دستورية، وصعدت بشدة من حالة عدم الاستقرار السياسي.
إلا أن المحكمة العليا، قالت الخميس إن الخطوة خالفت الدستور وأمرت بإجراء التصويت على سحب الثقة صباح السبت.
وبحسب «نيويورك تايمز»، فإنه إذا خسر عمران خان ذلك التصويت، كما هو متوقع، ستشكل حكومة مؤقتة وتستعد البلاد للانتخابات في الأشهر المقبلة.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن الحكم أدى إلى قلب التيار السياسي لأحزاب المعارضة، التي فوجئت عندما تهرب خان من التصويت على سحب الثقة الأحد، مشيرة إلى أنه في الأيام التي تلت ذلك، سيطر خان، على الخطاب السياسي وحشد الدعم حول مزاعمه بوجود مؤامرة بقيادة الولايات المتحدة ضده.
انتخابات جديدة
إلا أنه من المحتمل أن كلاً من المعارضة وخان، يجب أن يوجهوا انتباههم إلى انتخابات جديدة، وستكون استفتاءً على سياسة حافة الهاوية التي ينتهجها خان، بعد توبيخ علني لقيادته من المحاكم والمشرعين في البلاد، بمن في ذلك بعض حلفائه السياسيين.
من جانبها، قالت عائشة صديقة، الباحثة المساعدة في جامعة SOAS بلندن: «سيفقد عمران خان ماء وجهه(..) سيصبح واضحًا جدًا أنه فقد ثقة البرلمان، بمن في ذلك أعضاء حزبه».
وستختبر الانتخابات أيضًا ما إذا كان تحالف أحزاب المعارضة، الذي دائمًا ما يكون على خلاف، كيف يمكن له أن يعمل كفريق حول هدف التصويت بسحب الثقة، بحسب «نيويورك تايمز».
وفي بلد يسيطر فيه الجيش على الروافع الرئيسة للسلطة، يُنظر إلى الانتخابات أيضًا على نطاق واسع بأنها فرصة للقادة العسكريين لاختيار ورفع مستوى شركاء سياسيين جدد.
مساران متوازيان
وقال عريفة نور، المحلل السياسي المقيم في إسلام أباد: «للسياسة الباكستانية مساران متوازيان(..) أحدهما دعم شعبي والآخر عسكري، واحد دون الآخر لا يجعلك في المقعد الكبير».
وبعد لحظات من إصدار المحكمة لحكمها، تدفق أنصار المعارضة إلى الشارع خارج المحكمة العليا في إسلام أباد، هاتفين: «عاش الدستور! واذهب يا عمران انطلق».
وقال زعيم المعارضة شهباز شريف للصحفيين إن قرار المحكمة العليا أنقذ البلاد وحافظ على استقلالها، مشيرًا إلى أن المحكمة أوفت بالتأكيد بتوقعات الناس.
أحمد القريشي @AhmedQuraishiAR الكاتب والمحلل السياسي: رئيس الوزراء الباكستاني #عمران_خان، سييصبح أول رئيس وزراء منذ 75 عامًا يتم إخراجه من الحكم عبر تصويت برلماني.#السياق #باكستان pic.twitter.com/hEVxitFTBs
— السياق (@alsyaaq) April 8, 2022
الخطوة التالية
في محاولة واضحة للتخطيط لخطوته التالية، عقد خان اجتماعًا لمجلس وزرائه ولجنته السياسية العليا في البرلمان الجمعة، ويخطط لمخاطبة الأمة مساء الجمعة، وفقًا لوزير الإعلام فؤاد تشودري.
وجاء خان، 69 عامًا، إلى السلطة على أساس برنامج قومي وتعهد بالتصدي للفساد، إلا أن شعبيته تضررت في الأشهر الأخيرة مع ارتفاع التضخم. كما توترت علاقته بالقادة العسكريين، بعد أن رفض دعم تعيين رئيس جديد لوكالة المخابرات في البلاد العام الماضي.
ورداً على قرار المحكمة العليا ببطلان قرار ألغى التصويت على سحب الثقة منه، إضافة إلى قرار حل الحكومة والبرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الجمعة، إنه «سيستمر في القتال».
وأعلن أنه سيلقي كلمة أمام الشعب، الجمعة، قائلًا في تغريدة على تويتر: «رسالتي للأمة هي أنني كنت دائمًا وسوف أواصل القتال من أجل باكستان حتى الكرة الأخيرة».
انتخابات مبكرة
الشهر الماضي، دعا ائتلاف من أحزاب المعارضة إلى اقتراح سحب الثقة وحصل على الأصوات اللازمة للفوز، لكن قبل دقائق من إجراء التصويت الأحد الماضي، منعه حلفاء خان في الجمعية الوطنية وأعلنوا أنه يعتزم حل المجلس، وهي خطوة أكدها في خطاب متلفز، كما دعا إلى انتخابات مبكرة.
وبعد ساعات، برر خان وحلفاؤه تحركاته من خلال تأكيد أن المعارضة كانت تتآمر مع حكومة الولايات المتحدة لإطاحته، إلا أن المسؤولين الأمريكيين نفوا تورطهم في حملة عزل خان.
وفي الأيام الأخيرة، حاول خان استخدام مثل هذه الاتهامات لجذب الدعم بين قاعدته الأساسية وجذب الناس إلى الشوارع، مقدمًا لمحة عن النهج الذي سيستخدمه على الأرجح لجذب الدعم قبل الانتخابات العامة.
وليلة الاثنين، تجمع الآلاف في إسلام أباد في تجمع سياسي لحزب خان باكستان، ولف الرجال والنساء علم الحزب حول أكتافهم أو رفعوه في الهواء بينما تولى قادة الحزب الحشد.
وقال وزير الدفاع، برويز ختاك، للحشد: «الشباب سيذهبون إلى كل شوارع البلاد لإيصال رسالة مفادها أنهم سيطردون الخونة، وقد وعد عمران خان بأن البلد لن يكون شريحة».
وبينما صفق الحشد، كان النساء يهتفن: «خونة! خونة! خونة».
وإذا استمر التصويت بحجب الثقة كما هو متوقع وتم التصويت على خان، يتوقع الكثيرون أن يصبح شريف، الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق نواز شريف، رئيس الوزراء السابق لمقاطعة البنجاب، رئيسًا مؤقتًا للوزراء، بحسب «نيويورك تايمز».
وأعلنت لجنة الانتخابات في البلاد، وهي هيئة فيدرالية مستقلة مسؤولة عن إجراء انتخابات البرلمان الوطني -الخميس- أنه يمكن إجراء الانتخابات العامة في أكتوبر على أقرب تقدير.
ومن غير الواضح كيف كان أداء خان في الانتخابات دون دعم الجيش، التي كان يُنظر إليها على نطاق واسع أنها قوَّضت انتخابات 2018 لتمهيد الطريق لانتصاره، ونفى خان هذا الاتهام وكذلك الجيش.
كما يلقي حكم المحكمة العليا الخميس بظلال من الشك على روايته السياسية، بأن الولايات المتحدة تآمرت لإطاحته من السلطة، ومن المرجح أن يكلفه الدعم الشعبي.
عواقب طويلة الأمد
وقال أسفانديار مير الخبير البارز في معهد الولايات المتحدة للسلام، إن تداعيات محاولة خان الأخيرة للبقاء في السلطة، يمكن أن تكون لها عواقب طويلة الأمد.
ووسط الاضطرابات، هبطت الروبية الباكستانية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق الخميس، بينما قال محللون إن الأزمة الحالية أدت إلى مزيد من الاستقطاب، ويمكن أن تتصاعد إلى اضطرابات قبل الانتخابات المقبلة.
مغادرة خان
إلى ذلك قال المحلل السياسي أحمد القريشي، إن البرلمان الباكستاني سيجتمع صبيحة السبت، للتصويت على حجب الثقة عن رئيس الحكومة، وأضاف في مقابلة مع "السياق": من المؤكد أن هذا التصويت سينجم عنه إخراج رئيس الوزراء عمران خان من الحكم، ليصبح أول رئيس وزراء باكستاني منذ 75 عامًا يُخرج من الحكم، عبر تصويت برلماني.