خطوة سعودية جديدة لتعزيز مكانة المملكة عالميًا... ما أهداف مبادرة سلاسل الإمداد العالمية؟

أهداف طموحة ورؤية مبتكرة للمبادرة السعودية لسلاسل الإمداد العالمية... ومغردون: المملكة تعيد إحياء مجد الأجداد

خطوة سعودية جديدة لتعزيز مكانة المملكة عالميًا... ما أهداف مبادرة سلاسل الإمداد العالمية؟

السياق

خطوة سعودية جديدة تهدف لتعزيز موقع المملكة كمركزٍ رئيسٍ وحلقة وصلٍ حيويةٍ في سلاسل الإمداد العالمية، وتمكن المملكة من تحقيق طموحات وتطلعات رؤيتها، التي تشمل تنمية وتنويع موارد الاقتصاد الوطني، وتعزيز مكانتها الاقتصادية لتصبح ضمن أكبر 15 اقتصاداً عالميًا عام 2030.

تلك الخطوة السعودية الطموحة أعلنها الأحد، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء، بإطلاقه المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية.

وقال ولي العهد السعودي رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، إن هذه المبادرة ستكون فرصة كبيرة لتحقيق نجاحاتٍ مشتركة، مشيرًا إلى أنها ستُسهم -مع غيرها من المبادرات التنموية- في تمكين المُستثمرين، على اختلاف قطاعاتهم، من الاستفادة من موارد المملكة وقدراتها لدعم وتنمية هذه السلاسل، وبناء استثماراتٍ ناجحة، الأمر الذي سيمنح مرونة أكبر للاقتصادات والمستهلكين في جميع أنحاء العالم، ويضمن توفير واستدامة وصول سلاسل الإمداد لكل أنحاء العالم بفاعلية وبمزايا تنافسية عالية.

أهداف المبادرة

وأوضح الأمير محمد بن سلمان، أن إعلان المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية، يأتي امتدادًا للمبادرات الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، التي أُطلقها في أكتوبر 2021، وفي إطار سعي المملكة للإسهام في تعزيز استقرار ونمو الاقتصاد العالمي.

تهدف المبادرة السعودية إلى جعل المملكة البيئة الاستثمارية المناسبة والأمثل لجميع المستثمرين في سلاسل الإمداد، عبر عدد من الخطوات، أبرزها: حصر وتطوير الفرص الاستثمارية وعرضها على المستثمرين، وإنشاء عددٍ من المناطق الاقتصادية الخاصة، التي يمكن من خلالها إيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين، وجذب المقرّات الإقليمية للشركات العالمية إلى المملكة.

وبحسب ولي العهد السعودي، فإن بلاده تعمل على استكمال الإصلاحات التنظيمية والإجرائية، التي ستسهم في مواصلة تحسين بيئة الاستثمار وزيادة جاذبيتها وتنافسيتها، لجعل الاستثمار الركيزة الأساسية لتحقيق النمو الاقتصادي وتنويع القاعدة الإنتاجية في المملكة، في ظل مستهدفات رؤية 2030 الطموحة.

ووفقًا للمبادرة السعودية، سيتم تطوير استراتيجية موحدة لاستقطاب سلاسل الإمداد العالمية إلى المملكة، لجذب استثمارات صناعية وخدمية، بـ 40 مليار ريال سعودي (14.8 مليار دولار) خلال أول عامين من إطلاق المبادرة، بحسب وكالة الأنباء السعودية، التي قالت إن المملكة خصصت للمبادرة ميزانية حوافز تبلغ نحو 10 مليارات ريال سعودي (3.7 مليار دولار) لتقديم حزمة واسعة من الحوافز المالية وغير المالية للمستثمرين.

وتتيح مبادرة سلاسل الإمداد العالمية تطوير الاستثمارات، عبر الاستفادة مما تتمتع به المملكة من مزايا تنافسية تُعزز فرص نجاح هذه الاستثمارات، تشمل: اقتصاد المملكة القوي والمتنامي، الذي يُعد الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، وأحد أكبر عشرين اقتصاداً في العالم، وأسرعها نمواً.

مزايا فريدة

ومن المزايا التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية: موقعها الجغرافي الاستراتيجي، في قلب ثلاث قارات، إضافة إلى مصادر الطاقة كالزيت والغاز والكهرباء، ومصادر الطاقة المتجددة، والمواد الخام مثل البتروكيميائيات والمعادن فيها.

وتتمتع المملكة -إضافة إلى المستوى التنافسي لتكاليف مقومات الإنتاج الرئيسة، مثل الكهرباء، والغاز الطبيعي، والعمالة، بتوافر البنية التحتية من الخدمات العامة كشبكات المياه والكهرباء والاتصالات وغيرها، والبنية التحتية المتكاملة وعالية الكفاءة في مجال النقل والخدمات اللوجستية، التي تشمل منظومة من المدن الصناعية، في جميع أنحاء المملكة، ومناطق اقتصادية خاصة ستُطلق قريباً، وشبكات من المطارات والموانئ، مع خطط طموحة لتوسعتها، من خلال الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.

كما تتمتع ببنية تحتية رقمية شهدت تقدماً هائلاً ومستويات عالية من انتشار الإنترنت والتغطية الواسعة لشبكة الجيل الخامس (جي5)، إضافة إلى موارد بشرية شابة ومتعلمة وطموحة، حيث إن نسبة السعوديين، ممن تقل أعمارهم عن 30 عاماً، تبلغ نحو 60% من عدد السكان.

خطط طموحة

كانت المملكة أطلقت خُططا وبرامج طموحة بدأ تنفيذها بالفعل، لتحقيق الاستدامة وحماية البيئة ومواجهة التغيُّر المناخي، مثل مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، وبرنامج تنويع مزيج الطاقة المُستخدم في توليد الكهرباء، لتكون نسبة الطاقة المتجددة في إنتاج الطاقة الكهربائية 50% عام 2030، وتطوير إنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر، لتصبح المملكة أكبر المنتجين والمصدرين لهذا المنتج، وكذلك الخطوات الرائدة في تطوير وتطبيق تقنيات احتجاز الكربون، الذي يدعم المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية في أحد محاورها الرئيسة لجذب فرص الاستثمار الأخضر مثل: تصنيع المعادن الخضراء باستخدام الهيدروجين الأخضر، وتصنيع أجهزة إنتاج الهيدروجين بالتحليل الكهربائي، والصناعات المتقدمة للتدوير وغيرها، تعزيزاً لمبادرات المملكة العربية السعودية للاقتصاد الدائري للكربون.

كيف استقبلها المختصون؟

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير منطقة حائل عمر عبدالله آل عبدالجبار، عبر «تويتر»، إن المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ستعزز الفرص الاستثمارية، وستسهم في الاستفادة من موقع المملكة.

وقال نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجاريّة في الرياض نايف عبدالله الراجحي، عبر «تويتر»: سعدنا بإطلاق ولي العهد المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية، وهي التي ستُتيح لروّاد الأعمال فرصًا إضافيّة»، مشيرًا إلى أن المبادرة ستتيح نموًا لمجالات محليّة عدة، في مختلف مفاصل العمليّة الاستثماريّة.

وقال وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، عبر «تويتر»: إن مبادرة سلاسل الإمداد العالمية التي أطلقها ولي العهد، ستمكن المملكة من تنمية وتنويع موارد الاقتصاد الوطني، وتعزيز مكانة المملكة الاقتصادية، والإسهام في تعزيز استقرار ونمو الاقتصاد العالمي.

بدوره، قال المتحدث الرسمي لشركة البحر الأحمر للتطوير القائمة على مشروعات مهمة في المملكة بينها مدينة نيوم، أحمد غازي درويش، إن مبادرة سلاسل الإمداد «مبادرة جديدة أطلقها ملهمنا وعراب رؤيتنا، سمو سيدي ولي العهد»، مشيرًا إلى أنها تدعم العديد من القطاعات لمواجهة التحديات العالمية، وجعل السعودية مركزًا عالميًا بمختلف المجالات باستثماراتٍ ناجحة.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة الشرقية فهد المطلق، عبر «تويتر»، إن المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تتكامل مع حزمة المبادرات التي أطلقها (ولي العهد) لتطوير البيئة الاستثمارية في المملكة العربية السعودية وتنويع القاعدة الاقتصادية وتعظيم الاستفادة من الموقع المتميز للمملكة.

وقال المختص في إدارة المشاريع، السعودي خالد العمرود، إن ولي العهد يعلن إطلاق المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية، التي تعزز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز لوجستي عالمي ومحور لربط القارات الثلاث.

الإعلامي السعودي فياض الشمري، وصف المبادرة بأنها بداية «عهد زاهر يقوده رجل المرحلة، وسلسلة مشاريع عطاء ونهضة، ورقي وطن، ووقوف في وجه التحديات بتنوع الإمدادات والاستثمارات».

بينما قال عنها الصحفي السعودي عبدالعزيز الجبر، إنها تأتي «ترسيخًا لدور المملكة كحلقة وصل رئيسة، تعزز كفاءة سلاسل الإمداد العالمية».

أما الصحفي السعودي قاسم الخبراني، فقال عبر «تويتر»: المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية تستهدف قطاعات لا حصر لها مثل: التعدين والتحجير، الآلات والمعدات، البتروكيماويات، الطيران والفضاء، الطاقة المتجددة، صناعة السيارات، الأجهزة الطبية».

من جانبه، قال الصحفي السعودي المخضرم خالد السهيل، عبر «تويتر»، إن «المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية خطوة مهمة في طريق جذب الاستثمارات، من خلال بناء بيئة جاذبة، يدعمها مناخ نظامي فائق الجودة، وينسجم مع مبادرات رؤية السعودية 2030».

أما الكاتب السعودي أحمد عوض فقال: "ولي العهد يحدوه الأمل وطموحٌ لا محدود، وإيمانٍ تام بأن المملكة وشعبها مكانهم القمّة، لذلك يُعلن إطلاق المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية، التي تُعزز مكانة موقع المملكة كمركز خدمات لوجستية ومحطّة وصل بين قارات العالم".

إشادات شعبية

الإشادات بالمبادرة لم تقتصر على المختصين والاقتصاديين، بل إن السعوديين أبدوا إعجابهم بالمبادرة وبالأفكار الطموحة التي يطرحها ولي العهد السعودي.

وقال حساب يدعى «على البال»، إن المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية تستهدف تعزيز موقع المملكة مركزاً رئيساً وحلقة وصل حيوية... عرّاب الرؤية وقائدنا للمستقبل #ولي_العهد».

وأضاف حساب يدعى ماجد بن صلال المطلق: المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية... خطوة عظيمة وموفقة إن شاء الله لتحقيق مستهدفات مرتكزات رؤية 2030 وتفعيل دور المملكة كقوة اقتصادية ضخمة، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي».

وقال حساب يدعى ماجد الجعيد، إن «التاريخ يعيد نفسه... برحلة الشتاء والصيف أحد أعظم سياسات العرب التجارية تعود بشكلٍ جديد وفريد... الأمير محمد بن سلمان يبدأ رحلة إحياء مجد الأجداد قبل 1400 سنة».