تونس تبعث رسائل طمأنة إلى العالم.. والسعودية تعلن موقفها

تونس تطمئن العالم بشأن الأحداث الأخيرة... ورسائل الدعم تنهال عليها

تونس تبعث رسائل طمأنة إلى العالم.. والسعودية تعلن موقفها

السياق

رسائل طمأنة وتوضيح، بثتها تونس إلى معظم عواصم العالم، كشفت فيها ملابسات وتطورات الأحداث التي تمر بها، متعهدة بعزمها المضي قدماً في المسار الديمقراطي.

وزارة الخارجية التونسية، قالت إنها كُـلِّفت من الرئيس قيس سعيد، بإيصال رسائل إلى معظم عواصم العالم، بدأتها بالسعودية فالكويت، ثم مصر.

وقالت الخارجية التونسية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن الوزير عثمان الجرندي، هاتف وزراء خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، والكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، ومصر سامح شكري، استعرض خلالها تطورات الوضع في تونس، في ضوء القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس قيس سعيد.

 

استقرار تونس

وأوضح الجرندي، أن هذه الإجراءات تندرج في إطار الحفاظ على استقرار تونس، وحُسن سير مؤسسات الدولة، وحمايتها وضمان ديمومتها، في ظِل التّحدّيات غير المسبوقة والأخطار التي تهدّد البلاد، لا سيما إزاء تصاعد الاحتقان السياسي، وصعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وتداعياتها على السِّلم الاجتماعي في تونس.

وأكد الوزير التونسي، حرص الرئيس قيس سعيد، على احترام مقتضيات الدستور، مشيرًا إلى أن هذه التدابير الاستثنائية، استجابت للمطالب المشروعة للشعب التونسي، وساهمت في احتواء حالة الاحتقان التي يعيشها.

 

موقف عربي موحَّد

وبحسب بيان الخارجية التونسية، فإن وزراء خارجية الدول الثلاث، أكدوا وقوفهم إلى جانب تونس، في هذا الظرف الدقيق، ودعمهم لها وثقتهم بقدرتها على تجاوز تحديات المرحلة الراهنة، بما يحفظ أمنها واستقرارها.

ثلاث منظمات، هي الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومفوضية الاتحاد الإفريقي، التي تتمتع تونس بعضويتها، أجرى وزير الخارجية التونسية، اتصالات مع مسؤوليها، تناولت مستجدات الوضع السياسي في البلد الإفريقي.

وقال وزير الخارجية، إن الإجراءات المتخذة وفقًا لأحكام الدستور، جاءت استجابة لمطالب الشعب التونسي، في ظِل تفاقم التحديات السياسية، وصعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية، التي أصبحت تهدِّد أمن واستقرار تونس، والسير الطبيعي لمؤسسات الدولة.

 

دور حيوي

من جانبهم، أعرب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور يوسف بن أحمد العثيميني، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وموسى فكي، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، عن حرصهم على استقرار تونس، ودعمهم لكل ما فيه خيرها ومصلحة وتطلعات شعبها، متمنين أن تتجاوز سريعًا في الأيام المقبلة صعوبة المرحلة، بحسب البيان التونسي.

وأشاد المسؤولون الثلاثة، بالدور الحيوي الذي تقوم به تونس، في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية والإفريقية، سواء على المستوى الإقليمي، أو في إطار عضوية البلد الإفريقي غير الدائمة في مجلس الأمن.

 

تطمينات أوروبية

لم تقتصر التطمينات التونسية على العالمين العربي والإفريقي، بل إن الوزير الجرندي، هاتف الأربعاء، وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، ووزيرة الداخلية الإيطالية لوتشيانا لامورجيزي، وكاتب الدولة الألماني للشؤون الخارجية ميڤال برڤر، إضافة إلى الممثل السامي للشؤون الخارجية وسياسة الأمن في الاتحاد الأوروبي جوزاب بورال فونتاليس.

وقالت الخارجية التونسية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن الجرندي أطلع مخاطبيه على آخر تطورات الوضع في تونس، مؤكدًا أن قرارات الرئيس قيس سعيد، استندت إلى الأحكام الدستورية، وتندرج في إطار الحفاظ على استقرار تونس وحُسن سير مؤسسات الدولة، وحمايتها وضمان ديمومتها، في ظِل ما فرضه الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والصحي الراهن، من تحديات غير مسبوقة، تهدِّد البلاد والسِّلم الاجتماعي والمسار الديمقراطي.

وأكد الجرندي لنظرائه، الطبيعة الاستثنائية لهذه التدابير، التي تهدف إلى التنظيم المؤقَّت للسُّلطة، إلى حين زوال الخطر الداهم على الدولة، مشيرًا إلى أن الرئيس سعيد، حريص على ضمان الحقوق والحريات، وعدم المساس بها.

من جانبهم، أكد المخاطبون الأوروبيون، الوقوف إلى جانب تونس، ومواصلة دعمها في مسارها السياسي الديمقراطي، ضمانًا لما حقَّقته من مكاسب، في مجال إرساء دولة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان، بحسب البيان التونسي.

 

السعودية تعلن موقفها

تلك الرسائل، رافقتها رسالة منفردة من المملكة العربية السعودية، أكدت فيها أنها تابعت مجريات الأوضاع الحالية، التي تشهدها الجمهورية التونسية، مشيرة إلى أنها تحترم كل ما يتعلَّق بالشأن الداخلي التونسي وتَعُدُّه أمراً سيادياً.

وأكدت السعودية، في بيان نشرته وزارة الخارجية، عبر حسابها بـ «تويتر»، وقوفها إلى جانب كل ما يدعم أمن واستقرار تونس، كما تؤكد ثقتها بالقيادة التونسية في تجاوز هذه الظروف، وبما يحقِّق العيش الكريم للشعب التونسي الشقيق وازدهاره.

ودعت السعودية، المجتمع الدولي، للوقوف إلى جانب تونس في هذه الظروف، لمواجهة تحدياتها الصحية والاقتصادية.

 

زيارتان منفصلتان

تزامنت رسائل الطمأنة والدعم المتبادلة، مع زيارتين منفصلتين لوزيري الخارجية الجزائري، رمضان لعمامرة والمغربي الناصر بوريطة إلى تونس، أكدا خلالها، دعم بلديهما لتونس، مشدِّدين على ضرورة التنسيق، بهدف التصدي للتحديات الأمنية، التي تعرفها المنطقة، خاصة آفة الإرهاب.

وبعد يومين، من إعلانه تجميد أعمال البرلمان شهرًا، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من مهامه، وتوليه بنفسه السُّلطة التنفيذية، وإعفائه وزير الدفاع إبراهيم البرتاجي، ووزيرة العدل بالنيابة، ووزيرة الوظيفة العمومية والناطقة الرسمية باسم الحكومة حسناء بن سليمان من مهامها، أعفى الرئيس التونسي مسؤولين آخرين، في مناصب عليا بالحكومة، من مهامهم.

وقرَّر الرئيس التونسي، إعفاء الكاتب العام للحكومة، ومدير ديوان رئاسة الحكومة، والمستشارين لدى رئيس الحكومة، ووكيل الدولة العام مدير القضاء العسكري، ورئيس الهيئة العامة لقتلى وجرحى الثورة والعمليات الإرهابية، وعدد من المكلَّفين بمأمورية بديوان رئيس الحكومة من مهامهم.