واشنطن إكزامينر: تحديث وبيع مقاتلات F16 لتركيا خطأ استراتيجي

ذكر مايكل روبين، أنه على مدى السنوات الماضية، استخدمت تركيا طائرات F16 الحالية لقصف الإيزيديين العائدين في العراق، والتهديد بشن حرب ضد اليونان العضو في الناتو، وضرب حلفاء أمريكا الأكراد السوريين.

واشنطن إكزامينر: تحديث وبيع مقاتلات F16 لتركيا خطأ استراتيجي

ترجمات - السياق

قال المؤرخ الأمريكي، مايكل روبين، إن موافقة الولايات المتحدة المبدئية على صفقة بيع مقاتلات F16 لتركيا، مع تحديث سربها القديم "خطأ استراتيجي لواشنطن"، مشيرًا إلى أن أنقرة تسعى لاستغلال الحرب في أوكرانيا، لإعادة المطالبة بتزويدها بمقاتلات أمريكية جديدة، بعد أن رفضت واشنطن ذلك إبان وجود الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض.

كانت وزارة الخارجية الأمريكية أرسلت رسالة توصية إلى الكونغرس مؤخرًا، تفيد بأن بيع طائرات مقاتلة من طراز F16 إلى تركيا يخدم المصالح الأمريكية.

وفي خطاب توصية إلى الكونغرس، ذكرت الوزارة أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعتقد أن البيع المحتمل لطائرات F16 لتركيا يتماشى مع مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته يخدم وحدة حلف شمال الأطلسي "الناتو" وخططه على المدى الطويل.

 

طرد تركيا

مضت ثلاثة أعوام تقريبًا، منذ أن طردت الولايات المتحدة تركيا من تحالف بناء الجيل المقبل من برنامج المقاتلة المشتركة F35، بحسب مايكل روبين.

جاءت الخطوة في أعقاب قرار تركيا شراء منظومة صواريخ S400 الروسية المضادة للطائرات، التي إذا جرى تشغيلها سوف تسمح للمهندسين الروس بجمع معلومات استخبارية عن الطائرة الأمريكية.

وأوضح مايكل روبين في مقال بصحيفة "واشنطن إكزامينر"، أنه بعد خسارة طائرات  F35، انتظرت تركيا حتى تولى الرئيس جو بايدن منصبه، ثم طلبت في أكتوبر الماضي، شراء 40 طائرة مقاتلة من طراز F-16 ومعدات لتحديث 80 من طائراتها الحربية ضمن سلاحها الجوي.

بيد أن موافقة الخارجية الأمريكية والكونجرس واجبة، لإتمام تلك الصفقة.

وذكر  المؤرخ الأمريكي، أنه بعد أن اشترت تركيا منظومة 400S الروسية، لم ترد الولايات المتحدة على الطلب التركي بشأن المقاتلات F16، إلا أنه في محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في 10 مارس الماضي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الوقت قد حان لرفع العقوبات "غير العادلة " على صناعة الدفاع التركية، وإنه يتوقع أن يتم الانتهاء من طلب تركيا لشراء طائرات F16 في أقرب وقت.

 

تبرير البيع

وعن تفاصيل تبرير إتمام الصفقة، بناءً على خطاب الخارجية إلى الكونغرس، أوضح روبين، أن خطاب وزارة الخارجية الأمريكية جاء ردًا على خطاب في 4 فبراير أرسله عضو الكونغرس الديمقراطي فرانك بالوني وأكثر من 50 مشرعًا من الحزبين، يحثون إدارة بايدن على رفض صفقة بيع الطائرات لأنقرة، نتيجة "عدم التزام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه الناتو وانتهاكاته الواسعة لحقوق الإنسان".

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على صناعة الدفاع التركية، بعد شرائها أنظمة 400S الروسية.

كانت أنقرة قد طلبت شراء أكثر من 100 طائرة أمريكية من طراز F35، لكن واشنطن أزالت تركيا من البرنامج، بعد أن اشترت صواريخ S400 ووصفت تركيا الخطوة بأنها غير عادلة.

وأشار روبين، إلى أن خطاب وزارة الخارجية الأمريكية، مؤرخ في 17 مارس الماضي، وموقَّع من كبيرة المسؤولين التشريعيين في الوزارة ناز دوراك أوغلو -من أصول تركية- التي تعترف بالعلاقات المتوترة بين البلدين، وتصف في الوقت نفسه، دعم تركيا لأوكرانيا وعلاقاتها الدفاعية بأنها "رادع مهم للتأثير الخبيث في المنطقة".

يذكر أن بيع الأسلحة الأمريكية إلى تركيا، حليفة الناتو، محل خلاف بعد أن حصلت أنقرة على أنظمة صواريخ دفاعية روسية الصنع، ما أدى إلى فرض عقوبات أمريكية، وكذلك سحب تركيا من برنامج الطائرات المقاتلةF35.

 

خدعة الخارجية

رأى مايكل روبين، أن هناك خدعة في رسالة الخارجية الأمريكية إلى الكونغرس، بالنظر إلى الكيفية التي شجعت بها تركيا طالبان في أفغانستان، في كثير من الأمور التي ترفضها الولايات المتحدة، وجعلت نفسها مركزًا للتهرب من العقوبات الروسية.

وأضاف: "قد يرغب بلينكين ولوبي تركيا داخل وزارة الخارجية في إبراز الجانب الإيجابي من إتمام الصفقة، لكن الحقيقة أن تركيا تلعب على الجانبين في كل أزمة، خصوصًا الأزمة الأوكرانية الأخيرة".

واعتبر المؤرخ الأمريكي أن "دوراك أوغلو" غير مدركة للدور التركي الحقيقي في الحرب الأوكرانية، مشيرًا إلى أنه عندما اتصل بلينكين بنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، لشكره على تطبيق اتفاقية مونترو بشأن نظام المضائق، ومنع مرور السفن الروسية خلال الحرب، فإن الزعيم التركي فعل ذلك بطريقة أعاقت السفن الحربية الأمريكية من دخول البحر الأسود، بينما كان لها تأثير ضئيل في حركة المرور الروسية، مضيفًا: (في الواقع، شكر الروس تركيا أيضًا).

 

 

استخدامات F16

وعن تبرير دوراك أوغلو بأهمية إتمام الصفقة، مرجعة الأمر إلى ما سمتها (مصالح حلف شمال الأطلسي وقدراته بعيدة المدى، فضلاً عن مصالح الأمن القومي والاقتصادي والتجاري للولايات المتحدة)، أوضح روبين، أن هذا التبرير غير مناسب.

وأشار إلى أن تركيا لم تحدد سبب حاجتها لمقاتلات F16 المطورة، خصوصًا أنها لا تستخدمها في المواقع التي ذكرتها.

وذكر روبين، أنه على مدى السنوات الماضية، استخدمت تركيا طائرات F16 الحالية لقصف الإيزيديين العائدين في العراق، والتهديد بشن حرب ضد اليونان العضو في "الناتو"، وضرب حلفاء أمريكا الأكراد السوريين.

وحسب المؤرخ الأمريكي الشهير، فإن حصول تركيا على الطائرات المقاتلة المتقدمة ليس من حقها، خصوصًا عندما يكون من المرجح استخدامها ضد الحلفاء الأمريكيين أكثر من الخصوم.

واستشهد الكاتب بتهديد سابق لإجمين باجيس، المستشار المقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن بلاده قد تستخدم القوة العسكرية ضد الحلفاء الأمريكيين من القبارصة، إذ جرى اعتراض عملياتهم للبحث عن الغاز في المياه القبرصية، مشيرًا إلى أن هذا الرجل كافأه أردوغان بعد ذلك وعينه سفيرًا.

وتتلخص أطماع تركيا في المياه الإقليمية القبرصية، في أن أنقرة تعد مستوردًا خالصًا لمصادر الطاقة التقليدية (النفط والغاز الطبيعي)، لعدم توافر ثروات طبيعية على أراضيها، وتحاول خفض قيمة وارداتها من الطاقة عبر السيطرة على ثروات قبرص.

وقال روبين: "هناك طرق لدعم تركيا من دون إلقاء الأيزيديين والأكراد والأرمن واليونانيين والقبارصة تحت الأقدام"، مشددًا على أنه من أبرز الممارسات الخاطئة للأمن القومي، تسليح وتجهيز نظام عازم على مهاجمة ضحايا الإبادة الجماعية وحلفاء أمريكا.