الموت بألف طلقة... إسرائيل تطرح على أمريكا استراتيجية جديدة لمواجهة إيران

ويقول مسؤولون إسرائيليون، إن الاستراتيجية التي قدَّمها بينيت إلى بايدن، تتضمَّن مواجهة إيران، من خلال مجموعة من الإجراءات الصغيرة عبر جبهات عدة -عسكرية ودبلوماسية- بدلاً من توجيه ضربة واحدة.

الموت بألف طلقة... إسرائيل تطرح على أمريكا استراتيجية جديدة لمواجهة إيران

ترجمات - السياق

كشف موقع أكسيوس الأمريكي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، عرض على الرئيس الأمريكي جو بايدن، في لقائهما، ما وصفها مسؤولون إسرائيليون باستراتيجية «الموت بألف طلقة» ضد إيران.

وأوضح الموقع الأمريكي -في تقرير- أن بينيت كان يهدف من اجتماعه ببايدن، إلى جانب إقامة علاقة شخصية، التعبير عن إحساسه بالانزعاج من التقدُّم الكبير الذي حقَّقته إيران في برنامجها النووي، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، أجرت مراجعة لسياسة إيران قبل تلك الزيارة.

ويقول مسؤولون إسرائيليون، إن الاستراتيجية التي قدَّمها بينيت إلى بايدن، تتضمَّن مواجهة إيران، من خلال مجموعة من الإجراءات الصغيرة عبر جبهات عدة -عسكرية ودبلوماسية- بدلاً من توجيه ضربة واحدة دراماتيكية.

 

إسرائيل وأمريكا والمنطقة

وقارن بينيت، بين مواجهة إسرائيل وإيران اليوم، والمواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة، بينما قال مسؤول إسرائيلي، إن «رئيس الوزراء قال إن تل أبيب هي أمريكا المنطقة، وإيران هي الاتحاد السوفييتي بنظامه الفاسد والمنحل».

وأشار الموقع الأمريكي، إلى أن بينيت أخبر بايدن، بأن الولايات المتحدة وإسرائيل بحاجة إلى وضع العدوان الإقليمي الإيراني «مرة أخرى في الصندوق»، إضافة إلى برنامجها النووي، ما جعل الرئيس الأمريكي يطلب عدم سحب القوات الأمريكية من العراق وسوريا.

وأكد أن الوفد الإسرائيلي شعر بـ«التفاؤل» حيال موقف بايدن من تلك الجبهة، بينما أخبر بينيت بايدن، بأنه يعارض العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وأن فعالية الاتفاق تلاشت، بسبب شروط الغروب التي تلوح في الأفق، والتقدُّم النووي الإيراني.

 

خيبة أمل

المسؤولون الإسرائيليون، قالوا إن بايدن لا يبدو متفائلًا باحتمال عودة إيران إلى الامتثال للاتفاق، إلا أن موقع أكسيوس، قال إن بينيت كان سعيدًا جدًا بأمرين، قالهما بايدن في تصريحاته للصحافة، خلال لقائهما.

وأشار الموقع، إلى أن بايدن توسَّع في تصريحاته، بأن إيران لن تمتلك سلاحًا نوويًا في عهده، وقال إنه ملتزم بعدم حيازة إيران لسلاح نووي، بينما قال بايدن إنه إذا فشلت الدبلوماسية مع إيران، فهو مستعد لاستكشاف خيارات أخرى، مردِّدًا دعوات بينيت لـ«الخطة ب».

من جانبه، قال بينيت للصحافة الإسرائيلية، إن اجتماعه مع بايدن كان «ممتازًا» وإنه شعر وكأنهما يعرفان بعضهما منذ فترة طويلة، متابعًا: لقد وجدت قائداً يحب إسرائيل، ويعرف ما يريده ويتوافق مع احتياجاتنا.

وعبَّـر بينيت عن تفاؤله بآفاق التعاون بشأن إيران، مضيفاً: «ليس لدينا الكثير من الوقت، القضية الإيرانية ملحة ولا يمكن تأجيلها».

 

دعوة إسرائيلية

ودعا بينيت بايدن، لزيارة إسرائيل بمجرَّد السيطرة على جائحة كورونا، بينما ستواصل فرق من الجانبين المناقشات، بشأن إيران وقضايا أخرى، في الأسابيع المقبلة.

وعرج الزعيمان على الملف الإيراني، أحد أكثر القضايا الشائكة بين إدارة بايدن وإسرائيل، وقال بايدن إنه ناقش مع بينيت «التهديد الذي تشكله إيران، والتزامنا بضمان عدم تطوير إيران لسلاح نووي».

وأضاف الرئيس الأمريكي: سنناقش أيضًا، التزام الولايات المتحدة الثابت، الذي لا يتزعزع، بأمن إسرائيل، وأنا أؤيد تجديد نظام القبة الحديدية.

وقال بايدن لبينيت في المكتب البيضاوي: «سنناقش أيضًا التهديد الإيراني، والتزامنا بألا تطوِّر إيران سلاحًا نوويًا».

الدبلوماسية أولاً

وتابع: «نحن نضع الدبلوماسية أولاً، ننظر إلى أين يقودنا ذلك، لكن إذا فشلت الدبلوماسية، فنحن مستعدون للانتقال إلى خيارات أخرى، سندعم إسرائيل في تطوير علاقات أعمق أيضًا مع جيرانها العرب والمسلمين وعالميًا، هذا اتجاه أعتقد أنه يجب تشجيعه وليس إحباطه».

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: إن بايدن سيبلغ بينيت، بأنه يشارك إسرائيل القلق، من توسيع إيران نطاق برنامجها النووي، لكنه ملتزم في الوقت الراهن، بالنهج الدبلوماسي في التعامل معها، رغم أن المفاوضات لا تزال معلَّقة.

وقال بينيت للصحفيين، إنه متفق مع بايدن بوجود خيارات أخرى، إذا أخفقت المفاوضات الأمريكية مع إيران، لكنه لم يذكر طبيعة تلك الخيارات.

 

تهديدات غير قانونية

تصريحات الرئيس الأمريكي، أدانتها إيران، على لسان مسؤول أمني إيراني كبير، قال إن كلمات بايدن تصل إلى مستوى «التهديد غير القانوني».

وقال الجنرال الإيراني علي شمخاني، الذي يرأس المجلس الأعلى للأمن القومي، في سلسلة تغريدات عبر «تويتر»: استخدم بايدن مصطلح خيارات أخرى، ومن الواضح أن ذلك تهديد غير قانوني ضد دولة أخرى»، مشيرًا إلى أن طهران ستدرس أيضًا «خياراتها الأخرى» في ما يتعلق بالولايات المتحدة.

ولا توجد علاقات دبلوماسية، بين الولايات المتحدة وإيران، منذ أكثر من 40 عامًا، إلا أنه بعد انتخاب حسن روحاني رئيسًا عام 2013، حاول هو ونظيره الأمريكي آنذاك باراك أوباما، التوصل إلى حل وسط في البرنامج النووي الإيراني.

 

اتفاق عالمي

وبالفِعل، تم التوصل إلى اتفاق مع قوى عالمية أخرى في فيينا عام 2015، لكن دونالد ترامب الذي خلف أوباما، انسحب من الاتفاق عام 2018، وفرض عقوبات صارمة على إيران الغنية بالنفط، ما عرَّضها إلى أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها.

ومنذ عام 2019، لم تعد إيران متمسِّكة بالتزاماتها الفنية، بموجب اتفاق فيينا النووي، مع قلق الخبراء من أنها قد تقترب أكثر من إنتاج سلاح نووي، بينما تجرى محاولات وساطة دبلوماسية بين واشنطن وطهران، لإنقاذ الاتفاق النووي في فيينا، منذ أبريل الماضي.

ورغم تلك المحاولات، فإنه تم تعليق المحادثات منذ شهرين، مع انتقال الرئاسة الإيرانية، من روحاني المعتدل إلى المتشدِّد إبراهيم رئيسي.