مصير مظلم للأزمة الأوكرانية بعد أسابيع من الحرب.. ما أبرز التطورات؟

طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، البرلمان الكوري الجنوبي بأسلحة، للمساعدة في الدفاع عن بلاده ضد روسيا

مصير مظلم للأزمة الأوكرانية بعد أسابيع من الحرب.. ما أبرز التطورات؟

السياق

أسابيع من القصف الروسي المستمر على المدن الأوكرانية، خلفت آلاف القتلى والجرحى، وسط مصير مظلم يكتنف الأزمة في البلد الأوراسي.

فبينما طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، البرلمان الكوري الجنوبي بأسلحة، للمساعدة في الدفاع عن بلاده ضد روسيا، تستعد ألمانيا لأول رحلة إجلاء لمدنيين أوكرانيين مصابين، منذ بداية الهجوم الروسي.

إلا أن ذلك الهجوم يبدو أنه سيستمر، خاصة بعد أن عين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جنرالًا جديدًا لتوجيه الحرب، بعد فشل القوات الروسية في السيطرة على كييف، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين.

وقال المسؤولون في تصريحات لشبكة «سي إن إن»، إن الجنرال بالجيش ألكسندر دفورنيكوف، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا، عين قائد مسرح للحملة في أوكرانيا، مشيرين إلى أنه كان أول قائد للعمليات العسكرية الروسية في سوريا، وتحت قيادته حاصرت الطائرات الروسية شرقي حلب الخاضع لسيطرة المعارضة، ما تسبب في إصابات كبيرة في صفوف المدنيين.

لكن ماذا عن الوضع الميداني؟

استمر القصف الروسي لمدينة خاركيف والمناطق المحيطة بها، اليوم الاثنين، بحسب أوليه سينيهوبوف، رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في خاركيف.

وقال سينيهوبوف: «الليلة الماضية كان هناك نحو 66 تقريرًا عن قصف من قاذفات صواريخ متعددة من جراد وسميرش ومدفعية ودبابات(...) دارت المعارك في منطقة زولوشف، مشيرًا إلى أن المناطق والأحياء السكنية من خاركيف تأثرت بالقصف الروسي».

وأشار إلى أن 11 مدنيًا قُتلوا في اليوم السابق، بينهم طفل يبلغ من العمر سبع سنوات، وأن أكثر من 14 شخصًا أصيبوا.

وأفاد مسؤولون أوكرانيون بقتال عنيف حول إيزيوم، في منطقة خاركيف الجنوبية، التي وصفها سينيهوبوف بأنها «الأكثر خطورة» في الوقت الحاضر، مشيرًا إلى أن عمليات الإجلاء استمرت من بلدتي لوزوفا وبارفينكوف.

وقال سينيهوبوف إن أكثر من ألفي منزل دُمرت في منطقة خاركيف، مشيرًا إلى أن خطط زراعة الأراضي تراجعت، بسبب الألغام والذخائر غير المنفجرة.

وأضاف: «نخطط لزرع 60-80% من الأراضي الصالحة للزراعة في منطقة خاركيف»، مشيرًا إلى أن «ذلك يعتمد على الوضع العسكري، فالحقول ملغومة في بعض الأماكن، بينما الأرض الصالحة للزراعة تضررت بالانفجارات».

ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن معارك كبيرة جارية شرقي البلاد، مع الإبلاغ عن قصف عنيف في جميع أنحاء منطقة دونباس.

وقال رئيس المخابرات الدفاعية الأوكرانية لشبكة سي إن إن: القوات الروسية أعادت تجميع صفوفها عبر الحدود وتخطط للتقدم نحو خاركيف، بينما حث المسؤولون على إجلاء المدنيين من المنطقة، بعد أن تحول تركيز القوات الروسية إلى جنوبي وشرقي أوكرانيا.

البنك الدولي يحذر

وحذر البنك الدولي من أن الاقتصاد الأوكراني سينكمش بمقدار النصف هذا العام بسبب الهجوم الروسي، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يتقلص الاقتصاد الأوكراني 45.1% هذا العام ، رغم أن حجم الانكماش سيعتمد على مدة الحرب وشدتها.

وقالت آنا بيردي، نائبة رئيس البنك الدولي لمنطقة أوروبا وآسيا الوسطى: «حجم الأزمة الإنسانية التي أطلقتها الحرب مذهل(...) الغزو الروسي يوجه ضربة هائلة للاقتصاد الأوكراني، وألحق أضرارًا فادحة بالبنية التحتية».

وأشارت إلى أن أوكرانيا تحتاج إلى دعم مالي هائل على الفور، حيث تكافح للحفاظ على استمرار اقتصادها، بينما تعمل الحكومة لدعم الأوكرانيين الذين يعانون ويتأقلمون مع وضع صعب.

ويتوقع البنك الدولي أن ينكمش الاقتصاد الروسي 11.2% عام 2022 بعد عقوبات صارمة.

وحذر البنك أيضًا من أن الاقتصادات الناشئة والنامية في أوروبا وآسيا الوسطى ستتضرر بشدة، فإضافة إلى روسيا وأوكرانيا، من المتوقع أن تقع بيلاروسيا وقيرغيزستان ومولدوفا وطاجيكستان في حالة ركود هذا العام.

 

نقل الجرحى

وقال متحدث باسم الجيش الألماني لشبكة «سي إن إن»: القوات المسلحة الألمانية، تستعد لأول رحلة إجلاء لمدنيين أوكرانيين مصابين، منذ بداية الهجوم الروسي.

وقال المسؤول الألماني، إن طائرة خاصة للقوات الجوية من طراز Airbus A310 MedEvac  غادرت الاثنين من مطار كولونيا-وان العسكري إلى مدينة رزيسزو جنوبي شرق بولندا، على بعد نحو 90 كيلومترًا من الحدود الأوكرانية.

وأكد أن الطائرة ستنقل الأطفال والبالغين إلى ألمانيا لتلقي العلاج، مشيرًا إلى جلب الجنود الأوكرانيين المصابين إلى ألمانيا في الماضي بوسائل أخرى.

وسجل مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان   4232  ضحية في صفوف المدنيين بأوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي، مع 1793 قتيلاً و 2439 جريحًا حتى 9 أبريل، وفقًا لإيجاز صدر الأحد.

 

آلاف القتلى

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي –الاثنين- إن أسابيع من القصف الروسي المستمر خلفت عشرات الآلاف من القتلى في مدينة ماريوبول الساحلية.

وفي خطاب بالفيديو أمام برلمان كوريا الجنوبية، قال زيلينسكي: «ماريوبول محاصرة من القوات الروسية منذ الأول من مارس، كانت مدينة يبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة (...) قام المحتلون بمنعها ولم يسمحوا حتى بإحضار الطعام والماء إلى هناك».

وأضاف الرئيس الأوكراني: «لقد حاولوا الاستيلاء عليها بأكثر الطرق وحشية، فقط لتدمير كل شيء في المدينة. دُمرت ماريوبول. هناك عشرات الآلاف من القتلى. ومع ذلك، فإن الروس لا يوقفون الهجوم. يريدون أن يجعلوا ماريوبول معرضًا لمدينة مدمرة».

 

أول زعيم أوروبي

يعتزم المستشار النمساوي كارل نهامر إخبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«الحقيقة» بشأن الحرب في أوكرانيا خلال اجتماعهما وجهاً لوجه في موسكو الاثنين، بحسب مسؤول نمساوي.

ومن المقرر أن يكون نهامر أول زعيم في الاتحاد الأوروبي يلتقي بوتين، منذ بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا أواخر فبراير الماضي.

وقال وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ، قبل اجتماع للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ الاثنين، للصحفيين: «المواجهة وجهاً لوجه وإخباره بالواقع، إخبار الرئيس بأن خسارة الحرب أخلاقياً قد تحدث فرقاً».