لقاء محمد بن زايد والسيسي وبينيت في شرم الشيخ.. سر التوقيت
على وقع الزيارة ووفق وكالة بلومبيرغ الأمريكية، فإن صندوق ثروة في أبوظبي اتفق مع مصر على استثمار نحو ملياري دولار، عن طريق شراء حصص مملوكة للدولة المصرية، في بعض الشركات والبنوك

السياق
فترة حرجة وأحداث دولية متسارعة، تفرضان التنسيق على أعلى المستويات، الحرب الروسية الأوكرانية من جانب، وما أفرزته من تحديات للاقتصادات العربية -بلا معزل عن العالم- في وقت مازالت هذه الدول تتعافي ماليًا إثر جائحة كورونا، وما ألحقته من أضرار بالغة، ومن جانب آخر التهديدات الأمنية التي تفرضها طهران ببرامجها النووية غير السلمية، والمخاطر التي تحيق بدول الخليج من الميلشيا الحوثية، وباقي المنطقة من الأذرع الإيرانية.
أمن الخليج
من هذا المنطلق عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، قمة في مدينة شرم الشيخ المصرية، شملت جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين.
إلى ذلك قالت الرئاسة المصرية:"الجانبان اتفقا على تعظيم التعاون والتنسيق لتطوير منظومة العمل المشترك، بما يساعد في حماية الأمن القومي العربي، وتعزيز القدرات العربية على التصدي للتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي".
وذكر المتحدث الرسمي السفير بسام راضي، أن اللقاء شهد التباحث في أطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر والإمارات، حيث الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق بين الدولتين، مع تأكيد أهمية دعمه وتعزيزه لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، خاصةً في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، بالاستغلال الأمثل للفرص المتاحة لتعزيز التكامل بينهما.
وأضاف راضي أن السيسي شدد على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج، ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.
تعميق العلاقات
من جانبه أكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، دور مصر المحوري والراسخ، كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة، وجهودها المقدرة لتعزيز العمل العربي المشترك على جميع المستويات، مثمنًا التطور الكبير والنوعي الذي شهدته العلاقات المصرية الإماراتية، في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية وغيرها، مؤكدًا الحرص المشترك على المضي قدمًا نحو مزيد من تعميق وتطوير تلك العلاقات.
تهديدات الحوثي
يرى محللون أن طاولة المناقشات شهدت بحث التهديدات المتواصلة لجماعة الحوثي، ومحاولاتها عرقلة جهود مجلس التعاون الخليجي الدؤوبة لعقد حوار يمني، من شأنه وقف الحرب في البلد الجريح، والتوصل إلى حل سياسي.
القمة الثنائية عدَّها كثيرون من الخبراء، خطوة استباقية لبحث مرحلة ما بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وما ستخلفه من تغيرات سياسية وأمنية واقتصادية، تندرج تحتها مسائل أمن الطاقة والغذاء. اللقاء كان ضمن أهدافه، توحيد الرؤية المصرية الإماراتية، في ظل التهديدات الاستراتيجية التي تواجه المنطقة.
حراك اقتصادي
على وقع الزيارة ووفق وكالة بلومبيرغ الأمريكية، فإن صندوق ثروة في أبوظبي اتفق مع مصر على استثمار نحو ملياري دولار، عن طريق شراء حصص مملوكة للدولة المصرية، في بعض الشركات والبنوك، منه شراء نحو 18% من البنك التجاري الدولي، وحصص في أربع شركات أخرى مدرجة بسوق الأوراق المالية المصرية.
بينيت في زيارته الثانية
زيارة ولي عهد أبوظبي إلى شرم الشيخ، تزامنت معها زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث احتضنت المدينة المصرية لقاء ثلاثيا اليوم الثلاثاء، جمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال الاجتماع الثلاثي مع الرئيس السيسي ورئيس وزراء إسرائيل تعزيز العلاقات بين الدول الثلاثة، وأهمية التعاون والتنسيق والتشاور بينها، بما يلبي طموحات التنمية والاستقرار في المنطقة، وأمن الطاقة واستقرار الأسواق العالمية.
إلى ذلك، أوضح بيان للرئاسة المصرية أن اللقاء الثلاثي جرى خلاله تبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه آخر مستجدات عدد من القضايا الدولية والإقليمية، بجانب تداعيات التطورات العالمية، خاصة ما يتعلق بالطاقة واستقرار الأسواق والأمن الغذائي.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي إن اللقاء شهد التباحث حول أطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر ودولة الإمارات، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين.
كما تناولت المباحثات عددًا من أبرز الملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث عكست المناقشات تفاهمًا متبادلًا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات. وقد تم التوافق في هذا السياق على تعظيم التعاون والتنسيق المصري الإماراتي لتطوير منظومة العمل العربي المشترك، والتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي.
وحسب محللون فإن اللقاء الثلاثي بحث تقارير تفيد بأن إيران والدول الغربية اقتربت من إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 –من دون تفاصيل-.
ويعارض بينيت بشدة هذا الاتفاق، وأكد في أكثر من مناسبة، وجوب منع أي اتفاق غربي نووي مع إيران "بأي ثمن".
الحرس الثوري والإرهاب
محاولات الولايات المتحدة لإعادة الاتفاق مع إيران، تهدف لإعادتها إلى سوق الطاقة العالمي، في محاولة تقول إنها لتعويض أي خلل ينتج عن وقف أو تقليل حجم الصادرات الروسية.
كما يخشى محللون أن يدرج الاتفاق في بنوده، رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة التنظيمات الإرهابية، ما يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي.
زيارة بينيت أيضًا تأتي بعد تصريحه بأن تعاون بلاده مع مصر يتسع في مجالات كثيرة، وذلك يسهم في استقرار الشعبين والمنطقة، بعد بيان للحكومة الإسرائيلية ذكرت فيه أن إسرائيل ومصر اتفقتا على توسيع الرحلات الجوية المباشرة، وتسيير خط جديد من مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب إلى مدينة شرم الشيخ.