شهر على الحرب في أوكرانيا.. استمرار القصف الروسي وبايدن يزور بولندا
لا يزال القتال المكثف مستمرًا في اتجاهات عدة حول كييف، رغم استعادة القوات الأوكرانية الأراضي إلى الشرق من العاصمة، ما أدى إلى تراجع القوات الروسية.

السياق
عقوبات جديدة على السياسيين الروس، وتصريحات بإخراج موسكو من قمة العشرين، قوبلت بهجوم من القوات الروسية على محاور عدة حول العاصمة كييف، في تطورات جديدة «ألهبت» الأزمة الأوكرانية التي تجاوزت شهرًا.
فرغم الاستغاثات الأوكرانية، التي أطلقها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وارتفاع القتلى المدنيين في أوكرانيا، فإن القوات الأوكرانية استعادت بعض الأراضي إلى الشرق من العاصمة.
فما تطورات الوضع الميداني؟
لا يزال القتال المكثف مستمرًا في اتجاهات عدة حول كييف، رغم استعادة القوات الأوكرانية الأراضي إلى الشرق من العاصمة، ما أدى إلى تراجع القوات الروسية.
وبينما كثفت القوات الروسية هجومها على مدينة ماريوبول، قال قادة محليون إنهم بحاجة إلى أسلحة بما في ذلك المدفعية والصواريخ المضادة للدبابات.
وقُتل ستة أشخاص عندما أصاب صاروخ موقف سيارات بمركز تجاري في خاركيف، بينما اصطف مدنيون بالداخل لتلقي المساعدات الإنسانية، بحسب نائب بالمجلس قال إن بلدة إيزيوم دُمرت بفعل الطائرات والمدفعية الروسية.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية حفرة في حقل وسط إيزيوم، على أحد جانبيها حطام مدرسة محترق، وعلى الجانب الآخر ملعب لكرة القدم.
وقال مسؤولون في المدينة إن الاشتباكات العنيفة حول مدينة إيزيوم، تسببت في تدمير جزء كبير منها، حيث كشفت صور الأقمار الصناعية الجديدة الدمار الذي لحق بالمدينة التي تقع شرقي أوكرانيا.
وتظهر حفرة ضخمة يبلغ عرضها قرابة 40 قدمًا (12 مترًا) بحقل في المنطقة المركزية بالمدينة، حطام المدرسة المحترق يقع على جانب واحد من الحفرة وملعب كرة القدم على الجانب الآخر. كما شوهد جزء من مستشفى عبر الشارع مدمرًا، إضافة إلى تدمير مبنى مرجل كبير وعدد من المباني السكنية حوله.
ووقعت المدينة في مرمى النيران، حيث تحاول روسيا ربط التقدم المحرز في منطقة خاركيف شمالي أوكرانيا بمعقلها أقصى شرقي البلاد.
تدمير مدن
وقال نائب المجلس ماكس سترينيك لشبكة «سي إن إن»، إن المدينة «دُمرت من الطائرات والمدفعية الروسية، حتى مع استمرار المعارك الشرسة داخل إيزيوم للسيطرة على الأرض».
وعلى بعد نحو 3 أميال (5 كيلومترات) شمالي غرب إيزيوم، شوهدت قافلة من المدفعية الروسية ذاتية الدفع تتحرك نحو المدينة، بحسب سترينيك الذي قال إن القوات الروسية تسيطر على قطاعات المدينة في الضفة الشمالية لنهر سيفيرسكي دونيتس، الذي يقسم إيزيوم إلى نصفين، بينما يسيطر الأوكرانيون على قطاعات المدينة في الضفة الجنوبية للنهر.
وعلى بعد ثلاثة أميال شمالي شرق المدينة، شوهدت المدفعية الروسية ذاتية الدفع متمركزة في حقل، وتتجه أبراجها نحو وسط مدينة إيزيوم، بينما تظهر صورة أخرى جسرين للمركبات، يعبران نهر سيفيرسكي دونيتس وقد دُمرا جزئيًا ، في ما يبدو أنها ضربة مقصودة لوقف تقدم روسي عبر النهر.
لكن الروس وجدوا طريقة للالتفاف وتجاوز الجسور المنهارة، فأقاموا جسرين عائمين فوق نهر سيفيرسكي دونيتس لتطويق المدينة، بينما شوهدت على بعد ميل من تلك الجسور، على الضفة الجنوبية للنهر، قافلة من الدبابات تتحرك على طول طريق سريع باتجاه القطاعات التي تسيطر عليها أوكرانيا في إيزيوم.
وبحسب الروايات الرسمية الأوكرانية، فإن القوات الأوكرانية استعادت قوات البلاد الأراضي الواقعة شرقي كييف بعد قتال عنيف الخميس، على عكس المكاسب الروسية السابقة.
وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، حددتها شبكة «سي إن إن» جغرافيًا، القوات الأوكرانية مع بعض المدرعات الروسية التي استولوا عليها في مستوطنة لوكيانوفكا الصغيرة، على بعد نحو 35 ميلًا (55 كيلومترا) شرقي العاصمة.
مهاجمة سفن
وفي سياق متصل، أطلقت القوات المسلحة الأوكرانية الجمعة، النار على سفينة إنزال روسية قالت إنها هاجمتها، مؤكدة أنه «في منطقة عمليات آزوف، وفقًا للمعلومات المحدثة، دمرت سفينة إنزال كبيرة من طراز ساراتوف خلال الهجوم على ميناء بيرديانسك المحتلة».
وحدد البيان سفينتي إنزال كبيرتين أخريين، هما «قيصر كونيكوف ونوفوتشركاسك»، قيل أيضًا إنهما دمرتا خلال الهجوم.
وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حرائق مشتعلة على رصيف الميناء، وانفجارات ثانوية يتردد صداها في أنحاء المدينة.
كانت سفن روسية عدة، تفرغ حمولتها من معدات عسكرية في بيرديانسك في الأيام الأخيرة، وفقًا لتقارير من الميناء أوردتها وسائل الإعلام الروسية.
ماذا تقول الدول الغربية عن التطورات؟
أشارت تقديرات الولايات المتحدة، إلى أن أوكرانيا نفذت هجومًا ناجحًا ضد السفن الروسية، فواشنطن قدرت أن أوكرانيا شنت -على الأرجح- هجومًا ناجحًا ضد السفن الروسية في بيرديانسك، وفقًا لمسؤول دفاعي، أكد أنه من غير الواضح الأسلحة التي استخدمت في الهجوم.
بينما قالت وزارة الدفاع البريطانية، الجمعة، في آخر تحديث استخباراتي لها، إن القوات الأوكرانية استعادت بلدات ومواقع دفاعية على المشارف الشرقية لكييف.
وأوضحت الوزارة أن «الهجمات المضادة الأوكرانية وتراجع القوات الروسية عن خطوط الإمداد الممتدة سمحا لأوكرانيا بإعادة احتلال البلدة والمواقع الدفاعية حتى 35 كيلومترًا شرقي كييف».
ومن المرجح أن تستمر القوات الأوكرانية في محاولة دفع القوات الروسية للتراجع، على طول المحور الشمالي الغربي من كييف باتجاه مطار هوستوميل، بحسب وزارة الدفاع البريطانية، التي قالت إن تقدم القوات الروسية نحو مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود توقف.
وأضافت الوزارة: «القوات الروسية ما زالت تحاول الالتفاف على ميكولايف، وهي تتطلع إلى التوجه غربًا نحو أوديسا مع إبطاء تقدمها بسبب المشكلات اللوجستية والمقاومة الأوكرانية».
رواية روسية
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف الجمعة، إن القوات الروسية دمرت «أكبر مستودعات الوقود المتبقية» بالقرب من كييف، بضربة بصواريخ كاليبر كروز البحرية.
وزعم كوناشينكوف أنه «في مساء 24 مارس، نُفذت غارة بصواريخ كروز الدقيقة من طراز كاليبر المطلقة من البحر على قاعدة وقود في كالينوفكا، خارج كييف»، مشيرًا إلى أن «أكبر مستودع وقود للقوات المسلحة الأوكرانية، كان يوفر الوقود للوحدات العسكرية في الجزء الأوسط من البلاد، دُمر».
في ظل تلك التطورات، يتوجه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى بولندا عقب اجتماعات القمة الطارئة في بروكسل، وهي محطته الثانية في رحلة اللحظة الأخيرة عبر أوروبا، لتنسيق رد الغرب على الغزو الروسي لأوكرانيا.
يأتي سفر بايدن إلى بولندا، بعد اجتماعات الخميس في بروكسل، حيث حضر مجموعة من مؤتمرات القمة الطارئة، وأعلن إجراءات جديدة، مثل فرض عقوبات على أعضاء البرلمان الروسي، والالتزام بقبول 100 ألف لاجئ فروا من أوكرانيا، والتشاور مع قادة العالم، لكيفية الاستجابة، إذا نشرت روسيا سلاحًا كيميائيًا أو بيولوجيًا أو نوويًا.
أزمة اللاجئين
وقال البيت الأبيض إن زيارة بولندا تهدف إلى تسليط الضوء على أزمة اللاجئين، التي تلت ذلك منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا قبل شهر.
وأكد الرئيس الخميس أنه يأمل لقاء اللاجئين الأوكرانيين أثناء وجوده في بولندا، إلا أنه مع ذلك، ليس من الواضح متى وأين ستُعقد تلك الاجتماعات المحتملة.
ووفقًا لبيانات وكالة الأمم المتحدة للاجئين، فر أكثر من 3.6 مليون لاجئ من أوكرانيا. وقد فر معظم هؤلاء اللاجئين إلى جيران أوكرانيا الغربيين عبر أوروبا.
وسجلت بولندا، المتاخمة لأوكرانيا من الغرب، أكثر من مليوني لاجئ أوكراني يعبرون إلى البلاد، إلا أنه مع ذلك فإن عدد اللاجئين المقيمين في بولندا أقل، مع استمرار العديد منهم في رحلتهم إلى بلدان أخرى.
عقوبات يابانية
وفي محاولة يابانية جديدة لإرغام روسيا على التراجع عن هجومها على أوكرانيا، أضافت اليابان 25 روسيًا إلى قائمة العقوبات، بحسب وزارة المالية اليابانية، التي قالت إن طوكيو ستحظر الصادرات إلى 81 منظمة روسية، ليصل العدد الإجمالي للروس المستهدفين من خلال تجميد الأصول الياباني إلى 101 شخص.
وتشمل أهداف العقوبات الجديدة إيغور شوفالوف، نائب رئيس الوزراء الروسي السابق ورئيس بنك Vnesheconombank المملوك للدولة، وخمسة من أقارب الأوليغارش سيرجي شيميزوف، وفقًا لوزارة المالية اليابانية، بحسب الوزارة التي قالت إنه سيحظر أيضا تصدير السلع الكمالية.
اغتيال زيلنسكي
إلى ذلك، قالت الحكومة البريطانية إن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة "كُلفت" باغتيال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الخميس.
وتضمن بيان الخارجية البريطانية عقوبات على أفراد وكيانات روسية جديدة، بما في ذلك "فاغنر"، حيث أوردت الحكومة أن مجموعة المرتزقة الروسية كانت "مكلفة" باغتيال زيلينكسي.
ولم تقدم الحكومة البريطانية أدلة ولا تفاصيل في البيان، الذي أعلن ضم 65 كيانًا وفردًا روسيًا لقائمة العقوبات، ردًا على غزو الكرملين لأوكرانيا.