حرب إقليم تيغراي تضع أوزارها بعد 17 شهرًا من الصراع
رحبت الأمم المتحدة والولايات المتحدة، بإعلان أديس أبابا وقف إطلاق النار، الذي أعقب زيارة المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي، ديفيد ساترفيلد، إلى أديس أبابا هذا الأسبوع

السياق
بعد 17 شهرًا من الصراع، وضعت الحرب في إقليم تيغراي أوزارها، مع إعلان الحكومة الإثيوبية «هدنة إنسانية مفتوحة»، قبلها المتمردون، متعهدين باحترام وقف إطلاق النار.
وأعلنت الحكومة الإثيوبية الخميس «هدنة إنسانية مفتوحة» سارية المفعول بشكل فوري في تيغراي، مبدية أملها بالإسراع في إيصال المساعدات الطارئة للمحتاجين في هذه المنطقة، التي غابت عنها القوافل الإنسانية القادمة عن طريق البر منذ 15 ديسمبر الماضي.
وفي أول رد فعل على المبادرة الحكومية، قال المتمردون في بيان: «حكومة تيغراي تلتزم بتنفيذ وقف الأعمال العدائية بشكل فوري»، داعين الحكومة الإثيوبية لاتخاذ «إجراءات ملموسة لتسهيل الوصول غير المقيد إلى منطقة تيغراي» شمالي إثيوبيا، حيث يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة.
وأوضح المتمردون أنهم «عازمون على إنجاح وقف إطلاق النار»، معتبرين أن «ربط المسائل السياسية بالإنسانية غير مقبول»، لكنهم أكدوا أنهم «سيبذلون قصارى جهدهم لمنح السلام فرصة».
ردود الفعل
وفي أول رد فعل على المبادرة الحكومية الإثيوبية، قالت وزارة الخارجية الأمريكية: واشنطن التي كان مبعوثها الخاص للقرن الإفريقي ديفيد ساترفيلد في إثيوبيا هذا الأسبوع، تحث جميع الأطراف على الاستناد إلى إعلان الهدنة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يشمل الترتيبات الأمنية الضرورية.
ورحبت الأمم المتحدة والولايات المتحدة، بإعلان أديس أبابا وقف إطلاق النار، الذي أعقب زيارة المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي، ديفيد ساترفيلد، إلى أديس أبابا هذا الأسبوع.
وأعلن ممثل الاتحاد الأوروبي في أديس أبابا أن «الاتحاد الأوروبي يرحب بالهدنة الإنسانية التي أقرتها حكومة إثيوبيا ووقف الأعمال العدائية الذي قررته سلطات تيغراي».
توجه إيجابي
من جانبه، رأى سفير الاتحاد الأوروبي لدى إثيوبيا رولان كوبيا في «هذا الاقتراح توجهًا إيجابيًا للغاية»، قائلًا عبر "تويتر": «يبدو أن الطرفين متفقان. لنساعد في سياق ملائم لحل دائم لإنهاء النزاع»، إذ يتساءل المراقبون ما إذا كانت هذه الهدنة ستؤدي إلى محادثات وسلام دائم ما زال يواجه الكثير من العقبات.
ويعتقد وليام دافيسون، المحلل لدى مجموعة الأزمات الدولية في إثيوبيا أن «إيصال المساعدات بلا شروط ولا قيود قد يساعد أيضًا في بناء ثقة، لتمهيد الطريق أمام محادثات لوقف إطلاق النار، وفي نهاية المطاف، للحوار».
ويحاول دبلوماسيون أجانب، بقيادة أولوسيغون أوباسانجو، مبعوث الاتحاد الإفريقي الخاص للقرن الإفريقي، منذ أشهر تنظيم محادثات سلام، من دون تقدم ملموس.
وتتواجه القوات الموالية للحكومة ومتمردو تيغراي شمالي إثيوبيا منذ إرسال رئيس الوزراء آبي أحمد في نوفمبر الجيش الفدرالي لطرد السلطات المحلية التابعة آنذاك لجبهة تحرير شعب تيغراي، التي كانت تحتج على سلطته منذ أشهر.
واستعادت القوات المتمردة التابعة لجبهة تحرير شعب تيغراي عام 2021 إقليم تيغراي، وامتد النزاع -منذ ذلك الحين- إلى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين.
قافلات عالقة
وتسبب النزاع -الذي استمر 17 شهرا تقريبًا- بأزمة إنسانية خطرة شمالي إثيوبيا، حيث هناك أكثر من تسعة ملايين شخص في حاجة إلى مساعدة إنسانية، بحسب برنامج الأغذية العالمي.
وفي تيغراي، قدر برنامج الأغذية العالمي في يناير أن 4.6 مليون شخص يمثلون 83% من سكان المنطقة البالغ عددهم نحو ستة ملايين، يعانون «انعدام الأمن الغذائي»، بينما يعاني مليونان نقصًا شديدًا في الطعام.
ونزح أكثر من 400 ألف شخص من تيغراي، كما أن المنطقة تخضع لحصار بحسب وصف الأمم المتحدة، في نزاع حال «دون إيصال المواد الغذائية والوقود إلى تيغراي منذ منتصف ديسمبر الماضي»، بحسب الوكالة الأممية.
وتعيق المعارك في منطقة عفر مرور قوافل المساعدات الغذائية والوقود، على الطريق البري الوحيد الذي يربط بين سيميرا، عاصمة عفر، وميكيلي عاصمة تيغراي، وبينما تندد الأمم المتحدة بـ«حصار إنساني فعلي» على تيغراي، تتبادل الحكومة والمتمردون الاتهامات بالمسؤولية عنه.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في نشرته الأسبوعية الأخيرة، إن توزيع الغذاء في المنطقة الجبلية انخفض إلى مستوى قياسي جديد هذا الشهر، بسبب نضوب مخزونات الغذاء.
وكثيرًا ما قالت الحكومة الفيدرالية إنه يُسمح للمساعدات بدخول تيغراي، إلا أنه لم يدخل سوى جزء صغير منذ انسحاب القوات الإثيوبية من تيغراي، نهاية يونيو من العام الماضي.