أين وزير الدفاع الروسي؟
شويجو، الحليف المقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ظل بعيدًا عن الأضواء في الفترة الأخيرة، رغم دوره القيادي في الغزو الروسي لأوكرانيا

ترجمات - السياق
قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، إن التكهنات بمكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو تتصاعد، بعدما رفض المتحدث باسم الكرملين، التعليق على التقارير الإعلامية التي تفيد بأنه يعاني مشكلات صحية.
وأضافت الشبكة، في تقرير نشرته الجمعة، أن شويجو، الذي وصفته بالحليف المقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ظل بعيدًا عن الأضواء في الفترة الأخيرة، رغم دوره القيادي في الغزو الروسي لأوكرانيا.
كانت وكالة التحقيق الروسية المستقلة "Agentstvo" قد أفادت -الأربعاء- بأن وزير الدفاع الروسي في حالة صحية سيئة، نقلًا عن مصادر في الوزارة لم تكشف عنها.
صحة وزير الدفاع الروسي
وفقاً للشبكة، فإن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، رفض الرد على الأسئلة عن صحة شويجو، وعندما سألته "سي إن إن" عن غياب وزير الدفاع قال: "لديه الكثير من المسؤوليات في الوقت الحالي، فالعملية العسكرية الخاصة مستمرة، ولذا فإن الآن ليس الوقت المناسب للظهور الإعلامي، وهو أمر مفهوم".
ورفض بيسكوف دحض تقرير "Agentstvo" عندما سألته الشبكة عنه، وقال: "لا أستطيع، لكن يجب عدم الاستماع إلى Agentstvo، بل يرجى توجيه هذه الأسئلة إلى وزارة الدفاع".
وأشارت الشبكة إلى أن شويجو ظهر في قناة "One" الروسية في 18 مارس، وقالت القناة إن اللقطات التي يظهر فيها وزير الدفاع كانت من اليوم نفسه، وهو ما نفاه الصحفيون الروس وقالوا إن الفعالية التي بُثت كانت في 11 مارس وليس 18، كما بثت قناة "روسيا 24" التلفزيونية المملوكة للدولة لقطات، الخميس، لاجتماع عبر الإنترنت، حضره شويجو لكنها لم تذكر موعده.
وقالت مذيعة القناة الروسية، التي كانت تعلق على اللقطات التي ظهر فيها شويجو إنه يقدم تقريرًا إلى مجلس الأمن القومي عن العملية العسكرية في أوكرانيا عن بُعد، ولم تظهر اللقطات، التي بُثت بعد قطع مقابلة كانت على الهواء، شويجو وهو يتحدث، لكن ظهرت صورته على الشاشة بين مشاركين آخرين -في مكالمة بالفيديو- قدموا تقارير إلى بوتين، بحسب الشبكة.
روسيا وأمريكا
ذكرت الشبكة أن شويجو أخبر بوتين، خلال اجتماع متلفز لمجلس الأمن الروسي، في 11 مارس، بأنه نفذ غزو أوكرانيا بنجاح، رغم وجود أدلة على عكس ذلك.
وتابعت الشبكة: "رغم قول زعماء غربيين إن الجيش الروسي واجه عقبات ومقاومة غير مُخطط لها، أكد شويجو أن (كل شيء يسير وفقًا للخطة)، كما زعم أن الجيش الروسي تلقى أكثر من 16 ألف طلب، من متطوعين في الشرق الأوسط، يرغبون في الانضمام إلى الحرب بأوكرانيا، وطلب وزير الدفاع من بوتين مده بالمزيد من الأسلحة، لتسليح المناطق الانفصالية في دونباس الأوكرانية".
ونقلت الشبكة عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي قوله، إن القادة العسكريين الروس، بمن فيهم شويجو، يعرقلون نظراءهم الأمريكيين، مشيرًا إلى أنهم يرفضون الرد على مكالماتهم الهاتفية، منذ بدء الغزو في فبراير الماضي.
وأضاف كيربي أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي "سعيا وما زالا لإجراء اتصالات بنظرائهم الروس، لكن -حتى الآن- يرفض الوزير شويجو (رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية) والجنرال فاليري جيراسيموف الرد على هذه الاتصالات". وتابع:"ما زلنا نعتقد أن التواصل بين قادة الدفاع الأمريكيين والروس، أمر بالغ الأهمية في هذا الوقت".
وذكرت "سي إن إن" أن آخر مرة تحدث فيها أوستن مع شويجو كانت في 18 فبراير الماضي، بينما كانت آخر مرة تحدث فيها ميلي مع جيراسيموف في 11 فبراير الماضي.
استقالة بيسكوف
قالت الشبكة إن التكهنات بشأن صحة شويجو تأتي في الوقت الذي أصبح فيه أناتولي تشوبايس، أحد أعضاء الحكومة الروسية، وهو الشخصية الأبرز في الكرملين، التي تستقيل منذ بدء الحرب قبل شهر، إذ أكد بيسكوف أن تشوبايس استقال من منصبه كمبعوث بوتين للمناخ، لكنه نفى أي علم بمعارضته، التي وردت في العديد من التقارير، لغزو أوكرانيا.
وعندما طُلب منه التعليق على التقارير، التي تشير إلى استقالة تشوبايس، بسبب رفضه قرار بوتين شن الحرب في أوكرانيا، قال بيسكوف للشبكة: "لا، الكرملين لا يعرف شيئًا عن ذلك"، مؤكدًا أنه "يجب إرسال خطاب استقالته إلى بوتين نفسه، لأنه يتعين على هؤلاء الذين عُينوا بمرسوم رئاسي، أن يكتبوا خطاب استقالة إلى الرئيس"، وأشار إلى أن تشوبايس لم يكن موظفًا حكوميًا بدوام كامل، لكنه كان يعمل بشكل تطوعي.
وبرز تشوبايس أول مرة كوزير لمالية الرئيس الروسي بوريس يلتسين في التسعينيات، قبل أن يتولى مناصب بارزة في صناعة الطاقة الروسية بعد ذلك.