الجيش الليبي: مشغولون بمكافحة الإرهاب وليس لدينا مقاتلين لإرسالهم إلى أوكرانيا
ادعاءات أوكرانية بتجنيد روسيا مقاتلين ليبيين... والجيش الليبي ينفي ويوجه رسالة حاسمة

السياق
بعد قرابة 27 يومًا من اندلاع الأزمة الأوكرانية، وعدم نجاح القوات الروسية في «الحسم السريع» لها، أثيرت تكهنات باستعانة الجيش الروسي بقوات داعمة له من الشرق الأوسط.
تلك التكهنات، التي زادت وتيرتها في الأيام الأخيرة، أكدتها وزارة الدفاع الأوكرانية، قبل يومين، في بيان عبر موقعها الإلكتروني، زاعمة أن قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر اتفق -خلال زيارة إلى موسكو- على إرسال «متطوعين» ليبيين إلى أوكرانيا للمشاركة في الأعمال «العدائية» إلى جانب الاتحاد الروسي.
ورجحت وزارة الدفاع الأوكرانية، نقل من وصفتهم بـ«المرتزقة العسكريين» على حساب الشركة العسكرية الخاصة «ليج»، (المعروفة باسم فاغنر)، في طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي.
إلا أن الادعاءات التي تزعم استعانة الجيش الروسي بمرتزقة من سوريا وليبيا، كانت نابعة من بيانات أوكرانية، بلا تأكيدات روسية، بل إن موسكو نفت تلك الرواية.
وبين الرواية الأوكرانية، التي ادعت اتفاقًا لإرسال ليبيين للقتال في كييف والنفي الروسي، كان للجيش الليبي موقف حاسم بدحض هذه التقارير، التي أكد أنها لا أساس لها من الصحة.
راويات غير صحيحة
ونفى مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، اللواء خالد المحجوب، في تصريحات لـ«السياق»، مزاعم كييف بإرسال مرتزقة إلى أوكرانيا، للقتال إلى جانب روسيا.
وأوضح العسكري الليبي، في تصريحات مقتضبة، أن الجيش الليبي لن يرسل مقاتلين إلى أي جهة، مؤكدًا أن القوات المسلحة الليبية ليس لديها مرتزقة، للمشاركة في أي أعمال عدائية ضد أحد، إضافة إلى أنها «مشغولة بمكافحة الإرهاب وعصابات التهريب».
تأتي هذه المزاعم، بعد أيام من إعلان الكرملين أنه سيفتح الباب للسوريين، للقتال إلى جانب الجيش الروسي، الذي بدأ في 24 فبراير الماضي «غزو» أوكرانيا، إلا أنه لم يستطع تحقيق أهدافه حتى اللحظة، بسبب المقاومة الشديدة التي يبديها الجيش الأوكراني ضد القوات الروسية.
سداد الديون
وقالت شبكة «سي إن إن» -في تقرير ترجمته «السياق»- إن أعدادًا كبيرة من المتطوعين للقتال لصالح موسكو، يأتون من الشرق الأوسط وإفريقيا، مشيرة إلى أن روسيا استثمرت في دعم الحكومات والجهات العسكرية هناك، التي أصبح مطلوبًا منها الآن «سداد الدين».
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن روسيا استدعت خدمات من حليفتها سوريا، مدعية أن ما يقرب من 16 ألف متطوع مستعدون للقتال إلى جانب الروس.
وفي إفريقيا، سعت روسيا إلى حشد الدعم من جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث عزز المستشارون الروس والمتعاقدون العسكريون الخاصون سلطة الحكومة في بانغي، مشيرة إلى أن «مجموعة فاغنر»، وهي شركة عسكرية روسية خاصة، يقال إن مالكها قريب من بوتين، تعرض 2000 دولار راتبًا شهريًا لكل مقاتل.
"فاغنر"... سلاح روسيا الخفي
وأشارت إلى أن البلدان التي نشطت فيها مجموعة فاغنر -بما في ذلك موزمبيق وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي- امتنعت عن التصويت ضد موسكو في الأمم المتحدة، مؤكدة أن القتال إلى جانب روسيا سيكون فرصة لتلك الدول، لتحدي حقبة ما بعد الاستعمار التي سيطر عليها الغرب، وسيوفر للآخرين دخلاً قيمًا وفرصًا قتالية.
في المقابل، أدت دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمتطوعين الأجانب لتعزيز الدفاع عن بلاده، إلى موافقة أكثر من 20 ألف شخص من 52 دولة للتطوع.
وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن تدفق المقاتلين الأجانب إلى أوكرانيا قوبل بالتعاطف في دول غربية، حيث أعرب المواطنون وحتى القادة السياسيون عن دعمهم لأولئك الذين يحاربون الغزو الروسي، حتى أن بعض القادة، مثل وزيرة خارجية المملكة المتحدة ليز تروس، أو رئيس الوزراء الدنماركي ميت فريدريكسن، شجعوا المدنيين على السفر.
إلا أن موسكو أكدت أنها ستعُدُّ الأجانب -الذين يسافرون للقتال في أوكرانيا- مرتزقة، لا مقاتلين يحميهم القانون الإنساني الدولي.