الصومال... عقد من العنف وعدم الاستقرار

تستعد الصومال لانتخاب رئيس بعد تأخير دام عامًا، بسبب أزمة سياسية عميقة، عقب هجمات مستمرة لجهاديي حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.

الصومال... عقد من العنف وعدم الاستقرار

السياق

تستعد الصومال لانتخاب رئيس بعد تأخير دام عامًا، بسبب أزمة سياسية عميقة، عقب هجمات مستمرة لجهاديي حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.

فقد غرقت البلاد في حالة فوضى، منذ سقوط النظام العسكري للرئيس سياد باري عام 1991، الذي أعقبته حرب بين زعماء القبائل وصعود حركة الشباب.

في هذا التقرير نظرة على العقد المنصرم منذ طرد المتطرفين الشباب من العاصمة.

 

 طرد الشباب من مقديشو

في أغسطس 2011، طرد الشباب من مقديشو من قِبل قوة الاتحاد الإفريقي في الصومال (أميصوم) وفقدوا معاقلهم تدريجياً.

لكنهم ما زالوا يسيطرون على مناطق ريفية كبيرة ويشنون -بانتظام- هجمات على قواعد القوة الإفريقية وأهداف مدنية في مقديشو، وتسببوا في قتل الآلاف.

 

دستور جديد

عام 2012، جرى تنصيب البرلمان، بعد اعتماد دستور جديد، وانتخب حسن شيخ محمود رئيسًا من قِبل النواب المعينين من الأعيان.

 

هجمات في كينيا

في سبتمبر 2013، أعلن الشباب مسؤوليتهم عن الهجوم المروِّع على مركز التسوق ويستغيت في نيروبي (67 قتيلًا).

في أبريل 2015، اقتحمت مجموعة من تنظيم الشباب جامعة غاريسا (شرق) ما أسفر عن قتل 148 شخصًا.

في فبراير 2017، انتخب البرلمانيون محمد عبدالله محمد الملقب بـ"فارماجو" رئيسًا.

في 14 أكتوبر 2017، أدى انفجار شاحنة مفخخة في مقديشو إلى قتل 512 شخصا على الأقل، في هجوم نُسب إلى جماعة الشباب، وكان الأكثر دموية في إفريقيا على الإطلاق.

 

لا انتخابات بالاقتراع العام

في يوليو 2020، سقط رئيس الوزراء حسن علي خير، بعد تصويت بحجب الثقة من النواب رسميًا، لفشله في تنظيم انتخابات بالاقتراع العام.

في 18 سبتمبر، عُـيِّـن محمد حسين روبلي خلفًا له بعد التوصل إلى اتفاق لتنظيم انتخابات بالاقتراع غير المباشر، قبل نهاية ولاية فارماجو في فبراير 2021.

في 5 ديسمبر 2020، أمر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بسحب "أغلبية" القوات الأميركية من الصومال "أوائل 2021".

 

أزمة سياسية

في 7 فبراير 2021، انتهت ولاية "فارماجو" من دون اتفاق بين الحكومة الفدرالية والولايات بشأن الانتخابات.

في الثامن من الشهر نفسه، رأى تحالف من مرشحي المعارضة، أن الرئيس الذي انتهت ولايته غير شرعي.

دعت الأسرة الدولية إلى إجراء انتخابات سريعة، بينما مدد أعضاء البرلمان ولاية الرئيس عامين في 12 أبريل، ما أدى إلى اشتباكات مسلحة استمرت أيامًا في مقديشو سقط خلالها ثلاثة قتلى.

 

فارماجو يوافق على انتخابات

في الأول من مايو وفي محاولة للتهدئة، أصدر فارماجو تعليمات إلى رئيس الوزراء محمد حسين روبلي، بتنظيم انتخابات في أقرب وقت ممكن.

تضمن جدول زمني للانتخابات وُضع نهاية يونيو، انتخاب رئيس في العاشر من أكتوبر.

لكن تأخر تعيين أعضاء مجلس النواب، وهي الخطوة الأخيرة قبل انتخاب الرئيس.

 

أزمة على رأس السلطة

في 5 سبتمبر، أقال روبلي مدير الوكالة الوطنية للاستخبارات والأمن فهد ياسين، وهو صديق مقرب من فارماجو، مشيرًا إلى أن التحقيق في اختفاء أحد عملائها "غير مقنع"، إذ ألغى الرئيس هذا القرار وعيَّـن فهد ياسين مستشارًا أمنيا للرئاسة.

اتهم روبلي الرئيس "بعرقلة" التحقيق، وأقال وزير الأمن حسن هندوبي جيمالي وعيَّن بدلًا منه أحد معارضي فرماجو، ورفض الرئيس القرار.

في 16 سبتمبر، علق الرئيس السلطات التنفيذية لرئيس الوزراء في قرار رفضه الأخير.

في 21 أكتوبر، بدا أن الرجلين أنهيا الخلاف مع إطلاقهما دعوة مشتركة إلى تسريع العملية الانتخابية.

بدأ انتخاب أعضاء مجلس النواب في الأول من نوفمبر.

 

تعليق مهام رئيس الوزراء

في 25 ديسمبر، سحب رئيس الجمهورية مسؤولية تنظيم الانتخابات من رئيس الوزراء، الذي رد باتهام فارماجو في 26 ديسمبر بتخريب العملية الانتخابية.

في السابع والعشرين من الشهر نفسه، علق فارماجو مهام رئيس الحكومة، واتهمه بالتدخل في تحقيق بقضية مصادرة أراض، وعدَّ روبلي هذه الخطوة محاولة "انقلاب".

في 28 ديسمبر انتشر جنود مدججون بالسلاح في القطاعات الاستراتيجية بمقديشو، ما أثار مخاوف من عودة العنف.

في 9 يناير 2022، أعلن محمد روبلي وقادة المناطق اتفاقًا لاستكمال الانتخابات بحلول 25 فبراير، لكن أعلن إرجاؤها مرات عدة.

في 31 مارس، وافقت الأمم المتحدة على قوة جديدة لحفظ السلام بقيادة الاتحاد الإفريقي سُميت "أتميس" خلفًا لـ "أميصوم".

في 26 و28 أبريل 2022 انتخب رئيسا مجلسي البرلمان.

في الخامس من مايو حدد الخامس عشر من الشهر نفسه موعدًا لانتخاب رئيس للبلاد.