احتجاجات إيران... غضب تتسع رقعته وممارسات أمنية عنيفة
انطلق المحتجون الغاضبون من سياسات الحكومة إلى الشوارع، رافعين شعارات بينها: الموت لخامنئي والموت لرئيسي، ومقاومة الحرس والباسيج.

السياق
احتجاجات إيرانية ما زال لهيبها مشتعلًا، فرغم الحصار الأمني وإجراءات السلطات لإطفاء جذوتها، فإنها توسعت في الساعات الماضية، لتشمل مدنًا بأكملها.
فعلى وقع ارتفاع أسعار الطحين والخبز وغيرهما من السلع الغذائية، انطلقت الاحتجاجات في إيران قبل أيام، لتتسع رقعتها وتشمل مناطق من محافظة خوزستان، جنوب غربي البلاد، بعد أن فرضت القوات الإيرانية أجواء أمنية مشددة في العاصمة طهران وعدد من المدن التابعة لها.
انطلق المحتجون الغاضبون من سياسات الحكومة إلى الشوارع، رافعين شعارات بينها: الموت لخامنئي والموت لرئيسي، ومقاومة الحرس والباسيج.
نصر نهائي
من جانبها، قالت مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عبر حسابها في «تويتر»، إن استمرار الاحتجاجات يَعِد بالنصر النهائي على نظام الملالي «المجرم النهاب».
وقالت رجوي: مرحى بالمواطنين المنتفضين في نيشابور وهفشجان وقوجان وشهركرد وأردبيل وبروجرد وبروجن وفارسان وبلدة رضوية بطهران ومدن الوطن الأخرى، مشيرة إلى أن "استمرار الانتفاضات وأنشطة وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة وضعت نظام الملالي المجرم في موقف حرج".
وبينما استمرت الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني، في محافظات عدة، بما في ذلك لرستان، وجهارمحال وبختياري، وكهكيلويه وبوير أحمد، وخوزستان، كثفت قوات الشرطة الإيرانية إطلاق النار على المحتجين، واعتُقل العشرات من قِبل القوات الأمنية الإيرانية.
وتداول مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من الاحتجاجات في مدينة نيسابور، شمال شرقي إيران، تظهر انتشارًا واسعًا للقوات الأمنية وقوات مكافحة الشغب واعتقال المحتجين في يزد وسط إيران.
اعتقال المتظاهرين
وبحسب مقاطع الفيديو التي نشرها حساب «1500 صورة» عبر "تويتر" فإن مجموعة من المتظاهرين بمدينة فرسان الإيرانية هاجموا الحوزة العلمية بالمدينة، وطردوا رجال الدين في الشوارع، محملين إياهم مسؤولية تدهور الاقتصاد الإيراني.
وقال حساب «1500 صورة»، إن القوات الأمنية الإيرانية هاجمت حي زرائي في دزفول جنوب غربي إيران، وقتلت بالرصاص شخصًا يدعى بيش علي غالبي حاجيوند، أخرج رأسه من النافذة.
من جانبه، قال أحمد آوائي، النائب عن مدينة دزفول في البرلمان الإيراني، إن الاحتجاجات اندلعت في هذه المدينة، مشيرًا إلى أن أغلبية المحتجين الذين تجمعوا في دزفول جاءوا من ضواحي المدينة.
وبحسب «إيران إنترناشيونال»، فإن أحد المتظاهرين توفي إثر هجوم لقوات الأمن على المحتجين في مدينة فارسان بمحافظة جهارمحال وبختياري، بينما أكدت مصادر محلية إصابة آخرين برصاص قوات الأمن.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لاعتقال جماعي للمتظاهرين، خلال الاحتجاجات التي اندلعت في خوزستان، بعد اقتحام القوات الأمنية منازل المواطنين، بينما نشرت قناة «خاكزدكان» التي تغطي انتهاكات حقوق الإنسان في الأهواز، أسماء 40 شخصًا من المعتقلين بهذه المحافظة.
انقطاع الإنترنت
ممارسات أمنية عنيفة، تزامنت مع انقطاع خدمة الإنترنت في 8 محافظات إيرانية: فارس وأردبيل وزنجان وجهارمحال وبختياري وكرمانشاه ولرستان وكردستان وأصفهان، منذ نحو 10 أيام.
وبحسب «إيران إنترناشيونال»، فإن وزارة المخابرات الإيرانية، حذرت وسائل الإعلام من استخدام عبارات محددة، عن انتشار الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني، مشيرًا إلى أنها سقاضي أي وسيلة إعلامية تخالف تحذيراتها.
ذلك التحذير يبدو أنه آتى أكله، فرغم هذه الاحتجاجات التي وثقها المواطنون وانتشرت المقاطع عنها في وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الأحد 15 مايو الجاري، تغافلت عنها بشكل كبير، بل ذهب بعضها إلى الادعاء بأن خطوات الحكومة «أبهجت» قلوب المواطنين وأدخلت السرور عليهم، معللة ذلك بصمت المواطنين وعدم الاعتراض على خطة الحكومة.
فقر واسع
إحدى هذه الصحف، كانت «كيهان» المتشددة التابعة للمرشد، التي ادعت أن خطة الحكومة في تقديم المعونات النقدية، عززت ثقة المواطنين بالحكومة ورفعت الأمل والتفاؤل بالمستقبل.
وبينما نقلت وسائل إعلام، عن الخبير الاقتصادي مرتضى أفقه، قوله إن فقرًا واسعًا سيحل بالإيرانيين، بعد قرار الحكومة رفع الدعم عن السلع الأساسية في الأسواق، فإنه قال إن أصل المشكلة الاقتصادية يعود إلى عدم إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات.
ورأى الناشط عباس عبدي، في مقاله بصحيفة اعتماد المحلية، أن الحكومة تتخبط في إجراء خطتها الاقتصادية الأخيرة، وهو ما بدا واضحًا في فقدان التنسيق بين أطراف الحكومة.
وقال الكاتب، الذي يعد من مؤيدي الحكومة، إن معارضي قرار إلغاء الدعم لا يملكون كثيرًا من الأوراق، في مواجهة خطة الحكومة، لأن القرار قد اتخذ ولن يتم التراجع عنه ولا إصلاحه بشكل أساسي أيضًا.