وسط خوف أمريكي... أوكرانيا تطالب بالمزيد من الأسلحة لهزيمة روسيا

مع اشتداد المعارك حول دونباس، لا تزال أوكرانيا تلح على واشنطن، للحصول على المزيد من المساعدات العسكرية لكسب الحرب مع روسيا، حيث تطالب بمعدات متطورة.

وسط خوف أمريكي... أوكرانيا تطالب بالمزيد من الأسلحة لهزيمة روسيا

ترجمات - السياق

مع اشتداد المعارك حول دونباس، لا تزال أوكرانيا تلح على واشنطن، للحصول على المزيد من المساعدات العسكرية لكسب الحرب مع روسيا، حيث تطالب بمعدات متطورة.

وذكرت مجلة فورين بوليسي -في تقرير- أن المشرعين الأوكرانيين ونشطاء مكافحة الفساد، يشعرون بالقلق من أن الولايات المتحدة لا تزال قلقة للغاية، بشأن التصعيد العسكري المحتمل مع روسيا، إذا أرسلت طائرات مقاتلة وأسلحة ثقيلة إلى كييف، (تراها الحكومة الأوكرانية ضرورية لحسم معركة دونباس).

 

إف-16 وإف-15

وذكرت "فورين بوليسي" أنه خلال زيارة مجموعة من أعضاء البرلمان الأوكراني بقيادة النائبة أولكساندرا أوستينوفا، إلى واشنطن هذا الأسبوع، حاولوا الضغط على أعضاء الكونغرس وإدارة الرئيس جو بايدن، لتزويد بلادهم بطائرات مقاتلة أمريكية من طراز إف-16 وإف-15، وأنظمة إطلاق صواريخ متعددة، ودفاعات جوية متطورة.

وأشارت إلى أن الزيارة تأتي في وقت من المتوقع أن يمضي فيه المشرعون الأمريكيون قدمًا في حزمة مساعدات بـ 40 مليار دولار للدولة التي مزقتها الحرب.

وبينت أن السناتور الجمهوري راند بول اعترض على التصويت على هذه المساعدات، التي أقرها مجلس النواب، ما يؤجل هذه الحزمة من المساعدات إلى الأسبوع المقبل.

وحسب المجلة، فإنه مع اشتداد المعركة على منطقة دونباس الأوكرانية، ووصول عشرات من وحدات مدفعية هاوتزر المقدمة من الولايات المتحدة إلى الخطوط الأمامية، يصر المسؤولون الأمريكيون والغربيون على أن أوكرانيا أحرزت تقدمًا في صد القوات الروسية.

ونقلت عن مسؤول دفاعي أمريكي كبير قوله إن أوكرانيا استخدمت المدفعية لقصف الوحدات الروسية، ومنعها من التجمع عبر نهر دونيتس.

ورغم الإصرار الأمريكي والغربي على التقدم الأوكراني -وفق المجلة الأمريكية- فإن المشرعين والنشطاء الأوكرانيون، قدَّموا صورة أكثر قتامة للصراع في دونباس، الذي يشهد قتالاً عنيفاً على البلدات والقرى الصغيرة، مشيرين إلى أن أوكرانيا خسرت في هذه الحرب أعدادًا كبيرة بسبب التفوق الروسي.

وبين المشرعون والنشطاء الأوكرانيون، أن التضاريس المنبسطة في المنطقة تزيد الحاجة الملحة إلى استخدام أسلحة متوافقة مع معايير حلف شمال الأطلسي (الناتو)، من الطائرات المسلحة من دون طيار إلى دبابات أبرامز المتطورة ، لإخراج روسيا.

 

الوضع أسوأ بكثير

ونقلت "فورين بوليسي" عن النائبة الأوكرانية أولكساندرا أوستينوفا، قولها: "يعتقد الجميع أن الوضع يتحسن نوعًا ما، وأن الحرب ليست موجودة، لكن لسوء الحظ، ما زلنا نخسر العديد من الرجال أكثر مما كان بداية الحرب، ومن ثمّ فإن الوضع أسوأ بكثير في ساحة المعركة".

وأشارت إلى أن وسائل الإعلام الغربية لا تلتقط حِدة القتال في دونباس بشكل صحيح، ذلك أن بلادها تمنع إرسال الإعلاميين إلى الخطوط الأمامية من المعارك.

بينما قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير، اشترط عدم كشف هويته، بموجب قواعد الإسناد التي حددها البنتاغون: إن روسيا لديها 105 مجموعات تكتيكية داخل أوكرانيا، مع تركيز القوات البرية على دونباس وفي الجنوب.

وأوضحت المجلة الأمريكية، أنه من بين أهم الطلبات الأوكرانية لحزمة المساعدات الجديدة البالغة 40 مليار دولار، التي خصص البنتاغون نِصفها في البداية للمساعدة العسكرية لأوكرانيا ودول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (أنظمة مدفعية بالادين ذاتية الدفع وأسلحة دقيقة) يمكن أن تساعد أوكرانيا في تطهير المدن المحتلة من القوات الروسية، من دون التسبب في إصابات بين المدنيين.

ونقلت المجلة عن مسؤول دفاعي أمريكي كبير قوله: لا يوجد جدول زمني محدد في الغرب، لنقل أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.

وأوضحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنها لا تزال تعمل مع أوكرانيا بشأن طلبات الأسلحة، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية المقدم أنطون سيميلروث: "نواصل التشاور مع حكومة أوكرانيا بشأن حاجاتها الدفاعية"، مضيفًا: "ستواصل وزارة الدفاع النظر في تزويد أوكرانيا بالقدرات الرئيسة حسب الحاجة".

 

إصرار أوكراني

وكشفت "فورين بوليسي" أن الوفد الأوكراني -خلال جلساته في واشنطن- أصر على أن البلاد بحاجة إلى تمديدها بالمعدات العسكرية الجديدة -التي يستخدمها "الناتو"- في أسرع وقت ممكن لهزيمة روسيا، التي تتمتع بميزة عددية بساحة المعركة في دونباس.

وبينت المجلة، أن أوكرانيا غير قادرة أيضًا على تزويد وحدات الدفاع الجوي السلوفاكية S-300 بالذخيرة الكافية، نظرًا لوجود إنتاج محدود من الطلقات للنظام، كما أنها عاجزة عن استخدام العديد من دبابات T-72 التي تعود إلى الحقبة السوفيتية التي قدمتها بولندا وجمهورية التشيك إليها، نظرًا لأنها مازالت بحاجة إلى صيانة لبدء العمل.

وقالت أوستينوفا: إن التحول إلى استخدام طائرات من دون طيار في دونباس، حد من الحاجة إلى المزيد من طائرات ميغ المقاتلة من الحقبة السوفيتية، مشيرة إلى أن بلادها ترغب أيضًا في الحصول على فائض من طائرات F-15 و F-16 الأمريكية التي يمكنها تنفيذ مهام هجوم بري، لكن "فورين بوليسي" تعلق بتأكيد أن هذا الأمر قد يستغرق نحو ثلاثة أشهر لتدريب الطيارين الأوكرانيين عليها.

وحسب المجلة، أعرب الوفد الأوكراني، خلال لقاءاته بالمسؤولين الأمريكيين في واشنطن، عن إحباطه من أن الولايات المتحدة لا تزال تتصرف متخوفة من التصعيد مع روسيا، ولم تحدد بوضوح شكل مساعدتها لكييف.

وقال الوفد إنه إذا وصلت مدافع الهاوتزر إلى أوكرانيا، قد تكون حالت دون تطويق القوات الروسية لمدينة ماريوبول المحاصرة.

ونقلت "فورين بوليسي" عن داريا كالينيوك، المؤسس المشارك، المدير التنفيذي لمركز مكافحة الفساد، التي أصبحت داعية غير رسمية لمزيد من توفير الأسلحة الغربية لأوكرانيا خلال الحرب، قولها للمسؤولين الأمريكيين: "اسمعوا يا رفاق، كيف تحددون وتميزون ما هو تصعيد وما هو ليس تصعيدًا؟.. نحن لا نطلب قواتكم، نحن نطلب أسلحة حديثة ومتقدمة، وهي كافية للفوز بالحرب"، مضيفة: "يبدو أنه لا توجد إرادة سياسية أمريكية وغربية كافية لمساعدة أوكرانيا في تحقيق النصر".