بريطانيا تضرب بوتين بالمقربين... زوجته السابقة وأقاربه في سلة عقوبات لندن
وزارة الخارجية البريطانية فرضت تجميدًا للأصول وحظرًا للسفر من بين أمور أخرى على: ليودميلا أوشيريتنايا، زوجة بوتين السابقة، ألينا كابيفا مديرة إعلامية وشريك الرئيس الروسي المفترض، وآنا زاتسيبلينا، جدة كابيفا

السياق
رغم مرور قرابة ثلاثة أشهر على الحرب الروسية الأوكرانية، التي خلَّفت أكبر موجة نزوح ولجوء، منذ الحرب العالمية الثانية، فإنها لم تضع أوزارها، وسط تعثر مساعي السلام بين البلدين.
وفي محاولة من الدول الغربية لوضع نهاية سريعة لها، انتهجت سياسة فرض العقوبات على موسكو ودائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأغلبية صناع القرار في البلد الذي شن عملية عسكرية في 24 فبراير الماضي على أوكرانيا.
آخر تلك العقوبات، كانت التي أصدرتها المملكة المتحدة، مساء الجمعة، ضد عشرات من عائلة فلاديمير بوتين ودائرته الداخلية، بمن في ذلك صديقته التي أثيرت حولها الشبهات منذ فترة طويلة، لأن الرئيس الروسي يمتلك رسميًا أصولًا متواضعة فقط.
وبحسب تقرير لصحيفة الغارديان، فإن وزارة الخارجية البريطانية فرضت تجميدًا للأصول وحظرًا للسفر من بين أمور أخرى على: ليودميلا أوشيريتنايا، زوجة بوتين السابقة، ألينا كابيفا مديرة إعلامية وشريك الرئيس الروسي المفترض، وآنا زاتسيبلينا، جدة كابيفا.
أصول متواضعة
ورغم ثروته الشخصية الهائلة، بما في ذلك يخت وقصر بوتين الفسيح على ساحل البحر الأسود، فإن بيان وزارة الخارجية البريطانية أشار إلى أن الأصول الرسمية لبوتين عبارة عن بعض الشقق الصغيرة في سانت بطرسبرغ وسيارتين من الحقبة السوفيتية.
واستهدفت العقوبات ما سماها البيان البريطاني «محفظة» للأقارب والمنتسبين، مشيرًا إلى أن بوتين يعتمد على شبكة عائلته وأصدقاء الطفولة، ونخبة مختارة استفادت من حكمه، وبدورهم يدعمون أسلوب حياته، بينما كانت مكافأتهم هي التأثير في شؤون الدولة الروسية، الذي يتجاوز بكثير مناصبهم الرسمية.
وبحسب الخارجية البريطانية، فإن عقوبات اليوم تعزل أفراد الأسرة والمموِّلين في أعماق الدائرة المقرَّبة لبوتين، ما يضاعف الضغط عليه، بعد أن استهدفت منذ الهجوم الروسي، قبل قرابة 3 أشهر، مقرَّبين منه تتجاوز ثروتهم 117 مليار جنيه استرليني.
ويتألف أولئك الذين وردت أسماؤهم في العقوبات الأخيرة، من سبعة أفراد من العائلة، وخمسةٍ مدرجون على أنهم مموِّلون لنمط حياة بوتين.
صديقة بوتين
كابيفا، لاعبة جمباز إيقاعية أولمبية سابقة، تشغل العديد من المناصب القوية، ترددت شائعات بأنها صديقة بوتين، ترأس مجلس إدارة المجموعة الوطنية للإعلام في روسيا، التي تسيطر على محطات تلفزيونية عدة.
كاباييفا، في الأصل من طشقند في أوزبكستان، وفازت بالميدالية الذهبية بأولمبياد أثينا 2004، وأمضت أكثر من ست سنوات عضوة في البرلمان عن حزب بوتين روسيا المتحدة، وعام 2014 تراجعت عن السياسة لتبدأ دورها مع National Media Group رغم افتقارها الواضح للخبرة ذات الصلة، بخلاف استضافة برنامج دردشة تلفزيوني.
طليقة بوتين
ليودميلا أوشيريتنايا، السيدة الأولى السابقة للاتحاد الروسي، الزوجة السابقة لبوتين، ومنذ طلاقها منه عام 2014، استفادت أوشيريتنايا من علاقات العمل التفضيلية مع الكيانات المملوكة للدولة.
مقرَّبون من بوتين
أفراد الأسرة الآخرون، الذين فُرضت عليهم عقوبات هم: إيغور بوتين، رجل أعمال وابن عم الرئيس، إضافة إلى ميخائيل بوتين، رجل أعمال آخر يعتقد أنه على صلة بالرئيس، ورومان بوتين، نجل إيغور بوتين ويدير شركة استشارية، وميخائيل شيلوموف، صاحب العمل وابن عم بوتين الأول.
والمموِّلون، الذين يُعتقد أنهم استفادوا مالياً من صلاتهم ببوتين، هم: رجل الأعمال ألكسندر بليخوف، والمدير التنفيذي للبنك ميخائيل كليشين، وفلاديمير كولبين رجل أعمال، ويوري شامالوف، مسؤول تنفيذي في صناعة النفط، وفيكتور خمارين محام ورجل أعمال.
آنا زاتسيبلينا، جدة ألينا كابيفا وزميلة جينادي تيمشينكو - زميلة بوتين منذ فترة طويلة، عاقبتها المملكة المتحدة في 22 فبراير 2022، وورد أنها حصلت منها على شقة فاخرة في موسكو،
إيغور بوتين، ابن عم الرئيس فلاديمير بوتين، ورجل أعمال روسي، ويرأس ميناء بيتشينجا البحري الدولي.
ميخائيل بوتين، رجل الأعمال الروسي، أحد أقارب الرئيس فلاديمير بوتين، نائب رئيس مجلس إدارة شركة سوغاز للتأمين، نائب رئيس مجلس إدارة شركة غازبروم.
رومان بوتين، ابن عم الرئيس فلاديمير بوتين، يتحدث علنًا عن علاقته ببوتين، ويؤكد كيف أن هذا الارتباط العائلي مكَّن شركته بوتين للاستشارات، من مساعدة المستثمرين الأجانب في روسيا.
ميخائيل شيلوموف، صاحب عمل روسي وابن عم بوتين الأول، مساهم في Bank Rossiya، وهو بنك له صلات وثيقة بالكرملين، ويديره مساعدو بوتين، الذي عاقبته المملكة المتحدة في 22 فبراير 2022.
كما عيَّن بوتين -بشكل روتيني- المقرَّبين منه ومؤيديه المخلصين، في مناصب استراتيجية داخل الدولة، ما وسع نطاق وصوله إلى أركان الاقتصاد الروسي، بحسب الخارجية البريطانية، التي قالت إن الذين عوقبوا اليوم هم:
ألكسندر بليخوف، صديق مقرب لبوتين، استفاد من علاقته به واستفادت شركته Vital Development Corporation من رعاية الدولة الكبيرة.
ميخائيل كليشين، تنفيذي في بنك الروسية، عضو مجلس إدارة في SOGAZ.
فلاديمير كولبين، ابن صديق طفولة بوتين، شريكه التجاري المزعوم، بيتر كولبين. واستفاد فلاديمير من دعم حكومة روسيا بصفتها المدير العام لشركة Gelendzhik Seaport LLC.
يوري شامالوف، نجل نيكولاي شامالوف (فرضت عليه عقوبات من المملكة المتحدة عام 2014)، شقيق صهر بوتين السابق، كيريل (فُرضت عليه عقوبات من المملكة المتحدة في 24 فبراير 2022). يوري عضو في النخبة الجديدة من أبناء أقرب أقرباء بوتين، ارتقى بسرعة ليصبح رئيسًا لشركة Gazfond وعضوًا في مجلس إدارة Gazprombank
فيكتور خمارين محامٍ ورجل أعمال روسي، صديق ومن أقرباء بوتين، يمتلك عددًا من الشركات بما في ذلك LLC NefteProduktServis، التي تعمل في قطاع الطاقة الروسي.
الحكومة الإيطالية أصدرت أمرًا بمنع يخت عملاق، يُزعم أنه مرتبط ببوتين، من مغادرة الميناء، بينما أشيع بأن السفينة التي تزيد قيمتها على 500 مليون جنيه استرليني، تخضع لعملية تجديد في حوض بناء السفن في توسكانا.
وقالت ليز تروس وزيرة الخارجية البريطانية في بيان: «نحن نكشف ونستهدف الشبكة المشبوهة، التي تدعم أسلوب حياة بوتين الفاخر، وتشدد على نائب في دائرته المقربة»، متعهدة بالاستمرار في فرض عقوبات على كل من يساعدون ويحرضون على «عدوان» بوتين.
ووفقًا لإحصاءات وزارة الخارجية، فإن حكومة المملكة المتحدة فرضت عقوبات على أكثر من 1000 فرد و100 كيان منذ «الهجوم» الروسي على أوكرانيا.
واستهدفت الإجراءات الأكثر شهرة -حتى الآن- الروس الأثرياء الذين تربطهم صلات بالمملكة المتحدة، لاسيما رومان أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي لكرة القدم منذ فترة طويلة، وبموجب الإجراءات المفروضة في مارس الماضي، جُمِّدت أصول أبراموفيتش وستة روس أثرياء في المملكة المتحدة، مع حظر سفرهم إلى بريطانيا.
استُهدف أبراموفيتش، لأن مكتب تنفيذ العقوبات المالية التابع للحكومة اشتبه في أن Evraz plc، وهي شركة للصلب كان يسيطر عليها، زودت الجيش الروسي بالصلب لإنتاج الدبابات.
تضييق الخناق
وبحسب بيان الخارجية البريطانية، فإن العقوبات ضربت شبكة بوتين المالية، بما في ذلك زوجته السابقة وأبناء عمومته، ما أدى إلى تضييق الخناق على نائب الرئيس ودائرته المقرَّبة.
وأكد البيان البريطاني، أن عقوبات اليوم ستضرب ما وصفها بـ«هذه العصابة» التي تدين لبوتين بثروتها وقوتها، وتدعم بدورها الرئيس الروسي وآلته الحربية.
كان أسلوب حياة بوتين الفخم متابعًا بانتظام من الخارجية البريطانية، خاصة بعد أن كشفت تقاريرها عن يخت بـ 566 مليون جنيه استرليني وقصر بوتين الذي تبلغ تكلفته مليار دولار -المملوك رسميًا للشريك المقرب أركادي روتنبرغ- الذي فُرضت عقوبات عليه في ديسمبر 2020.