أطلقت من إيران.. صواريخ بالستية تستهدف أربيل والكاظمي يتوعد

عادةً ما تُستهدف المصالح الأميركية في العراق، بهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة مفخخة، لا تتبناها أي جهة، لكنّ واشنطن تتهم فصائل موالية لإيران -تطالب بانسحاب القوات الأجنبية من البلاد- بالمسؤولية عنها.

أطلقت من إيران.. صواريخ بالستية تستهدف أربيل والكاظمي يتوعد

السياق

مع اقتراب إيران والولايات المتحدة، من التوصل إلى اتفاق لإعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، أطلِق 12 صاروخًا من إيران باتجاه القنصلية الأميركية في أربيل، بإقليم كردستان العراق.

وأعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، أن هجوماً بـ"12 صاورخاً بالستياً" استهدف فجر الأحد أربيل عاصمة الإقليم والقنصلية الأميركية فيها، مضيفاً أن الصواريخ أطلِقت "من خارج حدود إقليم كردستان والعراق، وتحديداً من جهة الشرق".

إلى ذلك أكد مسؤولون أميركيون، أن الصواريخ أطلِقت من إيران، مشيرين إلى أن تلك الصواريخ لم تصب مجمع القنصلية قيد الإنشاء، كما لم يصب أي أميركي بأذى.

وقالت واشنطن: "لم تقع أضرار ولا إصابات في أي منشأة" تابعة لها. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "ندين هذا الهجوم الشائن واستعراض العنف هذا".

وعادةً ما تُستهدف المصالح الأميركية في العراق، بهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة مفخخة، لا تتبناها أي جهة، لكنّ واشنطن تتهم فصائل موالية لإيران -تطالب بانسحاب القوات الأجنبية من البلاد- بالمسؤولية عنها.

تفاصيل القصف

إلى ذلك، قال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان في بيانه: "في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، استُهدفت مدينة أربيل بـ12 صاروخًا بالستيًا"، مضيفاً: "الصواريخ كانت موجّهة إلى القنصلية الأميركية في أربيل".

وأوضح البيان أنّ "الصواريخ أطلِقت من خارج حدود العراق وإقليم كردستان وتحديداً من جهة الشرق"، مشيرًا إلى أن الهجوم لم يسفر عن "خسائر بالأرواح، بل خسائر مادية".

ونشرت قناة "كردستان 24" التلفزيونية المحلية صوراً في مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر تعرض مقرّها القريب من القنصلية الأميركية في أربيل، لأضرار نتيجة الهجمات، وتظهر الصور زجاجًا متكسرًا وأجزاءً منهارة من السقف.

وقال وزير الصحة في حكومة الإقليم سامان برزنجي: "لا ضحايا بشرية" نتيجة الهجمات.

وأكد مطار المدينة أن حركة الطيران "طبيعية"، نافياً توقف الرحلات.

وأدان رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني الهجوم قائلاً "أربيل لن تنحني للجبناء، ندين هذا الهجوم الإرهابي الذي شُن على عدد من مناطق أربيل".

وأضاف: "نطلب من سكان أربيل الأبطال التحلي بالهدوء وتنفيذ توجيهات المؤسسات الأمنية".

 

فتح تحقيق

من جهته، شجب رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي الهجوم في تغريدة، قائلاً: "الاعتداء الذي استهدف مدينة أربيل العزيزة وروّع سكانها تعدٍ على أمن شعبنا". وأضاف: "ستحقق قواتنا الأمنية في هذا الهجوم".

وندد زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بالهجمات في تغريدة جاء فيها: "أربيل تحت مرمى نيران الخسران والخذلان"، مضيفاً: "لن تركع أربيل إلا للاعتدال والاستقلال والسيادة".

 

توترات إقليمية

يأتي هجوم الأحد، بعد نحو أسبوع من إعلان الحرس الثوري قتل اثنين من ضباطه، بقصف إسرائيلي استهدف مواقع قرب دمشق الاثنين.

وأفاد الحرس في بيان الثلاثاء عبر موقعه الإلكتروني "سباه نيوز"، بأنه "إثر الجريمة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في عدوانه الصاروخي على ضاحية العاصمة السورية دمشق، قُتل اثنان من كوادر الحرس الثوري(...) هما العقيدان إحسان كربلائي بور ومرتضى سعيد نجاد".

في يناير 2020، شنّت إيران هجوماً بصواريخ بالستية على قواعد تضمّ قوات أميركية، رداً على اغتيال واشنطن القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني.

وشهدت البلاد -مطلع العام- تصاعداً في الهجمات الصاروخية وبالمسيرات المفخخة، تزامناً مع الذكرى الثانية لاغتيال سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، اللذين قُتلا بضربة أميركية في مطار بغداد.

وأواخر يناير الماضي، استهدفت ستة صواريخ مطار بغداد الدولي، في هجوم لم يوقع ضحايا لكنه ألحق أضرارًا بطائرتين فارغتين. وفي أربيل، آخر هجوم مماثل وقع في سبتمبر، حينما استهدفت "طائرات مسيرة مفخخة" المطار.

يأتي هجوم الأحد كذلك، بينما دخلت محادثات فيينا الهادفة إلى إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، التي بلغت مراحل عدَّها المعنيون نهائية، في مدة توقف نتيجة "عوامل خارجية"، بعد أيام من طلب موسكو ضمانات من واشنطن، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتجري إيران والقوى الكبرى (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، منذ أشهر محادثات في فيينا، لإحياء اتفاق عام 2015 بشأن برنامج طهران النووي.

وتشارك الولايات المتحدة، التي انسحبت من الاتفاق أحاديًا عام 2018، في المحادثات بشكل غير مباشر.

يذكر أن العراق، الذي يملك حدودًا شرقية واسعة مع إيران، الداعمة لفصائل وميليشيات محلية، شهد -خلال السنوات الماضية- عشرات الهجمات على قواعد ومصالح أميركية.

فمنذ اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في يناير 2020، استهدفت عشرات الهجمات مصالح أميركية بصواريخ وطائرات مسيرة.

وفي حين لا تتبنى أي جهة تلك الهجمات عادةً، إلا أن واشنطن غالبًا ما تنسبها إلى فصائل موالية لطهران، دأبت -خلال السنوات الماضية- على المطالبة بانسحاب القوات الأميركية من العراق.