وثائقي| إسرائيل‬.. القصة وما فيها

إسرائيل‬.. القصة وما فيها، وثائقي من إنتاج ‫السياق‬ يستعرض عن قرب تفاصيل التظاهرات الأضخم في تاريخ الدولة العبرية ضد الإصلاح القضائي.

إسرائيل.. القصة وما فيها

أيامٌ غيرُ عادية، عاشتها إسرائيلَ الأسابيعَ الماضية، سابقةٌ في تاريخِها القصير، حيثُ ملأ مئاتُ الآلافِ مِن المواطنين، الشوارعَ والميادين...

أعمالُ عنفٍ ومواجهات، شهدتها البلاد، إضافةً إلى إضراباتٍ عمالية، وتعليقٍ للطيران، وأعلى الهرمِ انقساماتٌ في صفوفِ الحكومة، وتمردٌ داخلَ الجيش...

المشهدُ تختصرهُ جملةُ "التعديلاتِ القضائية"، حيثُ طرحَ رئيسُ الحكومة بنيامين نتنياهو، ومِن ورائهِ اليمين المتطرف، وعلى رأسهِ إيتمار بن غفير، مشروعًا ذكروا أنهُ يستهدفُ الإصلاحَ القضائي، بينما اتهمتهُ المعارضةُ بأنهُ يسعى إلى الحدِ مِن سلطاتِ المحكمةِ العليا، الهيئة القضائية الأعلى، مقابلَ نفوذٍ أوسع، للائتلافِ الحكومي.

 

نظرة أعمق

في ثنايا الصورة، يعترفُ المحللونَ برغبةِ نتنياهو في تعديلِ نظامِ الدستور، وفي الكواليس، اعتمدَ صُناعُ المشهد، على خُطةِ الإلهاء، للظفرِ بأيِ تغييرٍ مُمكن، فبعد تأجيل النظرُ في الإصلاحاتِ القضائية، لتبريدِ الرؤوسِ الحامية، تم تمرير إنشاءَ "الحرسِ الوطني" وهو جهازٌ أمنيٌ غيرُ تابعٍ للشرطة، يعولُ عليهِ وزيرُ الأمنِ القومي، ويصفهُ معارضونَ بالميليشيا الطائفية.

كل وأهواؤه

في السياسة، لكلِ طرفٍ مآرب، فما يريدهُ اليمينُ لغايته، يرفضهُ اليسارُ لهواه، والأحداثُ الأخيرة، أزاحت الستارَ عن محاولاتِ الأطرافِ كافة، للسيطرةِ على المحكمة، كلٌ وغايتهُ وأهواؤه.

فمثلًا الأحزابُ الأرثوذوكسية، تريدُ منعَ المحكمةِ مِن إرسالِ طلابِ المدارسِ الدينيةِ إلى الخدمةِ العسكرية، امتثالًا لمُعتقدِها.

أما العلمانيونَ فيرفعونَ شعارَ حِمايةِ ليبراليِة المجتمعِ، والمعارضةُ تستغلها حُجةً قوية، لإفشالِ الحكومةِ وإسقاطِها، والصهاينةُ المُتدنيونَ ما يهمهم هو منعُ المحكمةِ مِن حمايةِ حقوقِ الفلسطينيين، في أرضِ الضفةِ الغربية، لكن... ماذا عن نتنياهو؟ هل في نفسهِ حاجةٌ مِن المحكمة؟

واشنطن - تل أبيب.. حدود العلاقة؟

كلُ ذلك جاءَ في وقتٍ واجهتْ تلُ أبيب نبرةً لم تعتدْها، بايدن يكررُ نهجَ أوباما...

ويعلمُ نتانياهو معنى الحُبِ القاسي...!

مُباشرةً مِن فمِ بايدن، إلى أذنِ نتنياهو... وصلتْ رسائلُ التنديدِ والتعبيرِ عن القلق.

"لا يمكنُ أنْ يسيروا في هذا الطريق" يقولُ بايدن...!

"إسرائيلُ ذاتُ سيادة، ولا تستندُ إلى ضغوطٍ خارجية، حتى من أصدقائها" يرددُ نتنياهو...!

وصلَ الأمرُ إلى رفضِ واشنطن تفعيلَ العرفِ المتبع، بدعوةِ رئيسِ الوزراء الإسرائيلي، لزيارةِ الحليفِ الأوثقِ والأهم.. فهل تقفُ العلاقة، بين تلِ أبيب وواشنطن، عندَ هذهِ المرحلة؟

 

مسار خطر!

يقولُ القلقونَ في واشنطن وتلِ أبييب، إنّ لا أحدَ يريدُ رؤيةَ دمٍ جديدٍ يسيل، لكنْ لا أحدَ يريدُ أيضًا أنْ يقررَ المتطرفونَ إلى أينَ تسيرُ المِنطَقة.

إسرائيلُ تواجهُ إيران وأذرعَها في سوريا ولبنان، والوضعُ في الأراضي المحتلة -منذُ بدايةِ العامِ- لايهدأ، في ظِلِ مخاوفَ مِن اشتعالِ انتفاضةٍ جديدة، حيثُ يتصاعدُ العنفُ ضِدَ الفلسطينيين، في القدسِ الشرقيةِ والضفةِ الغربية، فهل تضعُ هذه الحكومةُ اليمينيةُ العلاقاتِ العربيةَ الإسرائيلية، في المسارِ الخطر؟

الرئيسُ الإسرائيليُ هيرتزوغ، عرضَ مقترحًا بديلًا "للإصلاحاتِ القضائية" باسمِ مُخططِ الشعب، كادَ ينهي الأزمة، فالمعارضةُ قبلتْه، لكنَ الحكومةَ عارضتهُ فعادَ أدراجَه...!

ليعلنَ هيرتزوغ تزعمه جُهداً مدتهُ شهر مِن المُفاوضات، بينَ الفُرقاءِ السياسيين، بهدف التوصلِ إلى حل، قد يُنهي الأزمة.