جروح الحرب باقية.. ماذا تغير في العراق بعد عقدين من الغزو الأمريكي؟
مشاهد القصف.. الصواريخ.. النيران المشتعلة.. والدمار الهائل، والحطام الذي رقصت فوقه الدبابات الأمريكية، ومن تحتها جثث العراقيين محفورة في ذاكرة الملايين ولا يستطيع أحد نسيانها رغم مرور عقدين من الزمان على الغزو الأمريكي للعراق
قبلَ عِشرينَ عامًا كان العراقُ على موعدٍ مع قدرهِ السيئ.. القواتُ الأمريكيةُ والبريطانية، تغزو بلادَ الرافدين
مشاهدُ القصف... الصواريخ... النيرانُ المشتعلة... والدمارُ الهائل، والحطامُ الذي رقصتْ فوقهُ الدباباتُ الأمريكية، ومِن تحتِها جثثُ العراقيين، محفورةٌ في ذاكرةِ الملايين، ولا يستطيعُ أحدٌ نسيانَها، رغمَ مرورِ عَقدينِ مِن الزمان...!
....
"أسلحةُ دمارٍ شامِل... تحريرُ الشعبِ العراقي... فرضُ الديمقراطية"...
مبرراتٌ اعتمدتْ عليها الولاياتُ المتحدة، ومزاعمُ روجتْها لكسبِ تأييدٍ عالميٍ لحربِها
والآنَ يتساءلُ الجميع: أينَ ما كانَ يبحثُ عنهُ مهندسو الحربِ في واشنطن؟
وهل امتلكتْ بغدادُ أسلحةً كيمياوية؟
الإجابةُ القاطعة: لا
الأممُ المتحدةُ ظلتْ أكثرَ مِن عَقدٍ مِن الزمان، تقومُ بعملياتِ تفتيشٍ متواصِلة، في جميعِ أنحاءِ العراق، مِن دونِ جَدوى... هناكَ مَن قالَ إن أسلحةَ الدمارِ الشامل، ما هيَ إلا قصةٌ مزيفة، وكذبٌ متعمد، ومعبرٌ دنيء، دخلتْ بهِ الولاياتُ المتحدةُ بغداد...
ليفرضَ السؤالُ نفسَه... رغمَ يقينِهم بعدمِ وجودِ أيِ سلاح: لماذا احتلتْ أمريكا العراق؟
.....
سقطَ تمثالُ صدام حسين، بعدَ ذلكَ بأسابيع، خرجَ جورج بوش، في تصريحٍ -كسابقيه- كذَّبهم الزمن، قائلًا:
.....
لكنَ الحربَ لم تنتهِ في أسابيعَ فقط، بل استمرتْ إلى ما هوَ أبعدُ مِن ذلك...
القواتُ المشتركة، انزلقتْ في حربِ شوارع، معَ الميلشياتِ المسلحة، سنواتٍ طويلة...
وخسرَ العراقُ كثيرًا، وأغلى ما فقدَ مئاتِ الآلافِ مِن القتلى والمصابين...
وفقدتْ أمريكا مزيدًا مِن سُمعتها، ومكانتِها كقوةٍ عالميةٍ وحيدة...
وهوَ ما تعانيه إلى الآن.
.....
العراقُ بعدَ عِشرينَ عامًا مِن احتلالِه، بدعوى تحريرِه
وبفرضِ الديمقراطيةِ عليه قسرًا مِن على ظهرِ الدبابة...
نجدُ أن الدولةَ صاحبةَ التاريخِ الفريد، وقعتْ في خندقِ الدم، ومحاطةٌ بنارين...
إيران وميلشياتُها من جانب، وتنظيمُ القاعدة وداعش من آخَر
فهل ما تعانيهِ بغداد اليوم، كان بصفقةٍ بينَ واشنطن وطهران؟
.....
والآن، نشأ جيلٌ جديد، لم يعهدِ الحربَ ولا مُسبباتِها، ووجدَ صدام حسين زعيمًا في رواية، وديكتاتورًا في أخرى، لكنهُ في الأخير يرقدُ في صفحةٍ مطوية، مِن كتابِ التاريخ.
ولا يكونُ أمامَ هذا الجيلِ وغيرِه، إلا أنْ يعيشَ الحاضِر، الذي ورثَتهُ أمريكا غصبًا للعراق...
وطنٌ ممزق...حروبٌ طائفيةٌ وأهلية... عصاباتٌ وميلشيات.. وأرضٌ صالحةٌ لتصفيةِ الخصومِ والمصالِح
ودولةٌ كانت صانعةَ قرارٍ إقليمي، باتت حديقةً خلفيةً خصبةً لإيران...
آلافٌ مؤلفةٌ مِن القتلى، وأوضاعٌ سياسيةٌ مُعقدة، واقتصاديةٌ مُزرية، في بلدٍ يعومُ فوقَ أنهارٍ مِن النفط...
ظلامٌ حالكٌ في ظلِ أزمةِ كهرباء مُزمنة، لا يقدرُ أحدٌ على حلِها.... أو لا يريدُ مَن يريدُ أنْ يرى العراقُ النورَ ثانية...
ليتساءلَ الجميع: هل سيحاكمُ المسؤولونَ عن غزوِ العراق، وما آلَ إليهِ يومًا ما... أو أقلَهُ أمامَ التاريخ؟