تونس... السقوط الحُر

كيف تحولت دولة، كان يضرب بها الغرب المثل في التحول الديمقراطي، إلى أن يخاف عليها الغرب نفسه من الانهيار؟

تونُس على مُفترقِ طرق، بينَ الثباتِ والانهيار، فالفقرُ يتزايد، والشارعُ يحتقن، والجماعاتُ الظلاميةُ تتربص، حتى باتت البلادُ في ورطةٍ متعددةِ الأبعاد، ويخشى الجميعُ "السقوطَ الحُر". 
......
اقتصادٌ على الحافَة؟
اقتصادٌ معلقٌ بخيطٍ رفيع، شركاتٌ أجنبيةٌ تغادرُ البلاد، وسِلعٌ أساسيةٌ تختفي مِن الأسواق، وتوقعاتٌ بتعثرِ سدادِ الديون، لكن  يبقى السؤالُ المُهم: ما الذي أوصلَ تونُسَ لكلِ ذلك؟ 
...........
برلمان... ولكن!
أزماتُ تونُس لا تقفُ عندَ الاقتصاد، فخلافاتُ السياسةِ هي التي شرعت الأبوابَ لانهيارِ الأوضاع، وقبلَ أيامٍ افتتحَ البرلمانُ الجديدُ أولى جلساته، فاستقبلتهُ وسائلُ الإعلامِ بعناوينَ انتقادية، مِثل أنهُ "قليلُ الصلاحيات منزوعُ الحصانة وخالٍ مِن الإخوان"... فهل انتهى فعلًا زمنُ الإخوانِ في تونُس؟
.....
تونُس... ديمقراطيةٌ مزعومة
تونُس التي بدأ مِنها جرحُ الثورات، الذي استنزفَ المنطقةَ وأشعلَها، وأغرقَها في حروبٍ أهلية، وكوارثَ اقتصادية، كانت تتغنى بها جماعاتُ الإسلامِ السياسي واليسارُ بأنها نموذجٌ ديمقراطيٌ يجبُ الاحتذاءُ به، لكن بعدَ أكثرَ مِن عَقدٍ على ما سُميت ثورةَ الياسمين... هل سارت تونُس على دربِ الديمقراطية؟
........
الحلُ الغائب...!
والآن بعدَ عددِ مِن الرؤساءِ والحكوماتِ والبرلمانات، تغرقُ البلادُ في الأزمات، وتبقى الحلولُ حائرة... فمَنْ يملكُ الحلَ في تونُس؟
........
سعيد و"فخُ" العُنصرية
أزماتٌ طويلةٌ ومعقدة، وقعت فيها تونُس، كانت آخرَها "ورطةُ المهاجرين" إذ تحدثَ محللونَ عن خطورةِ تداعياتِها السياسيةِ والاقتصادية، لدرجةِ توصيفهِا بأزمةِ هُوية وطنية، مِن قِبلِ الرئيس... فهل أخطأ قيس سعيد؟
........
اجتثاثُ "المعارضة"
قبلَ أسابيع، أطلقَ الرئيسُ التونسيُ موجةً واسعةً مِن الاعتقالات، تستهدفُ القضاءَ على الفساد، اتُهمت مِنْ متابعينَ للشأنِ التونُسي بأنها تصفيةٌ للخصومِ السياسيين.

تونُس... نموتُ ويحيا الوطن!
فيديو قيس سعيد وهو يقول نموت ويحيا الوطن

"مؤامراتٌ تُغرق تونُس"... هكذا يرى الرئيسُ قيس سعيد، متهمًا قوىً داخليةً وأجنبية، في كل خطابٍ يتلوه، حتى وقعت مصداقيتهُ في مصيدةِ الشك...!
........
تونُس... ثورةُ الشوكِ أم الياسمين؟
منذُ رحيلِ بن علي حتى تدابيرِ الخامس والعشرينَ من يوليو الاستثنائية، ضاقت أذرعُ التونسيونَ بالإسلاميين، الذين حكموهم بالصناديقِ والحيلة، حتى خرجَ قيس سعيد بقراراتهِ المفاجئة، وصوتهِ الرخيم ولُغتهِ الثقيلة، لتتغيرِ قواعدِ اللُعبة... لكن هل للأفضل؟
........
إصلاحٌ مؤجل، وفسادٌ مُستشرٍ، ودولةٌ إخوانيةٌ عميقة، وجماعاتٌ وأحزابٌ وهيئات، أفاضت كأسَ صبرِ التونُسيين، وأفقدتهم ثقتَهم بنُخبِهم السياسية، مِن يمينِها إلى يسارِها.
وفي ظِل رؤيةٍ إصلاحيةٍ غائبة، تفقدُ تونُس بوصلتَها نحوَ الاستقرارِ السياسيِ والاقتصاديِ والاجتماعي، لتبقى مُعلقةً بينَ حاضرٍ مأزومٍ ومستقبلٍ مُلبدٍ بالغُيوم.