هل يلتقي الأسد نتنياهو؟ وماذا بعد فوز أردوغان بالرئاسة؟
في دقيقتين مع حسينة أوشان
أردوغان فازَ بالرئاسة... فماذا بعد؟
كشفَ خِطابُ النصر، الذي ألقاهُ الرئيسُ التركيُ رجب طيب أردوغان، بعدَ إعادةِ انتخابِه، رغبةً في طَيِ صفحةِ أخطاءِ الماضي، بالحديثِ عنِ الوحدة، والتفكيرِ في مُستقبلِ تركيا ومصالحِها، والخروجِ مِنَ الأزمةِ الاقتصاديةِ الحادة، التي تعيشُها البِلاد.
يأتي هذا، في الوقتِ الذي يتساءلُ فيهِ المُراقبون، عما إذا كانَ خطابُ التهدئة، مؤشِرًا على بدايةٍ جديدةٍ لأردوغان، أم إعادةَ تغليفٍ لسياساتٍ قديمة، قامتْ على مُعاداةِ الداخلِ والخارج، والبحثِ عنْ صناعةِ صورةِ الزعيم، مِنْ دونِ اهتمامٍ بتداعياتِها على تركيا.
صورةُ الزعيمِ هذِه، لقيتْ صدىً لا مثيلَ له، في مِنطَقتِنا العربية، بطريقةٍ يمكنُ تسميتُها بمُتلازمةِ أردوغان، حيثُ احتفلَ العرب (مِنْ تيارٍ سياسيٍ إسلامويٍ مُعين) بمْنْ يعُدونَهُ زعيمَهمُ الأوحَد، بلْ أخذوا على عاتقهِم مهمةَ تشويهِ مُنافسيه، مُتناسينَ أسطورةَ اعتبارِ طولِ سنواتِ الحُكم، شكلًا مِنْ أشكالِ الاستبداد.
وكأنَّ هذا الرجُل، حَكمَ ليُسقِطَ كلَّ شِعاراتِهم، مِنْ تحكيمِ شَرعِ الله، وشيطنةِ التطبيع، حتى طولِ فترةِ الحُكم، والتعديلاتِ الرئاسية.
هؤلاءِ خلعوا أوطانَهم وزعاماتِهمُ التاريخية، التي انتشلتْ دِولَها مِنَ الرمالِ وسنواتِ الحياةِ العِجاف، ليضعوها في تشكيلِ الدِولِ المؤثرةِ في العالَم، مُتزعمينَ طاقةَ العالم، التي حوَّلوها إلى سلاحٍ سياسي، لهُ الكلمةُ المُهمة، في قرارِ السياسةِ العالَمى.
يا هداكَ الله... أردوغان رئيسُ تركيا والأتراكِ فقط، وغيرُ ذلكَ استغلالٌ لطبعِ الخُنوعِ فيك...!
2
مَنِ المُرشِدُ الأعلى القادِمُ لإيران؟
مَنصِبُ المُرشدِ الأعلى، الذي اخترعَهُ الخميني، واجِهةً لنظامِ الولي الفقيه، الذي اخترعَهُ الخميني أيضًا، يبتعدُ معَ الزمن، عنْ شعاراتِ الطوباويةِ الثورية، مُقتربًا أكثرَ مِنْ براغماتيةِ السياسةِ ومصالحِها.
هذا الأمر، يؤكدُهُ تعدُدُ المُرشحينَ لمنصبِ المُرشدِ الأعلى، بعدَ تعدُدِ التقاريرِ عنْ تدهورِ صِحةِ خامنئي، مُرشدُهم الحالي.
فمَنِ المُتنافسونَ على خِلافةِ المُرشدِ الأعلى؟
تقولُ صحيفةُ الإيكونومست، إنَ المتنافسَيْنِ الرئيسَيْن هما الرئيسُ الحالي إبراهيم رئيسي، رئيسُ المحكمةِ العليا السابق، الذي قضى فترةً في الدراسةِ الدينية، ومديرُ مكتبِ المُرشدِ الأعلى وابنهُ مُجتبى المُقربُ مِنْ حسين الطيب، الذي كانَ -حتى وقتٍ قريب- الرئيسَ القويَ للمخابرات، في الحرسِ الثوريِ الإيراني.
حسبَ "الإيكونومست" مرةً أخرى، هناكَ عقبةٌ أمامَ تولي مُجتبى، تكمنُ في رفضِ فِكرةِ وراثةِ المنصِب، مِنْ قِبلَ كثيرينَ مِنَ الثوريينَ الإيرانيين، الذينَ ما زالوا يحملونَ أفكارَ الثورةِ الأولى.
المؤسسةُ الفكريةُ البريطانية، تشام هاوس، رصدتْ تطوراً يتيماً في السياسةِ الداخليةِ لإيران، حيثُ صعدَ الحرسُ الثوريُ في البرلمان، مِنْ سِتةٍ في المئة، عامَ ألفٍ وتِسعمئةٍ وثمانين، إلى سِتةٍ وعِشْرينَ في المئة، مُقابلَ انخفاضِ تمثيلِ رجالِ الدين، مِنْ اثنين وخمسينَ في المئة، بعدَ عامٍ مِنَ الثورة، إلى سِتةٍ وعِشْرينَ في المئة، ما يُكرِسُ دورَ الحرسِ الثوري، الذي يميلُ إلى تحويلِ المُرشدِ الأعلى، إلى شخصيةٍ صورية، ما يعني تفضيلَهُم إبراهيم رئيسي للمنصِب.
لعلَها خُطوة، في طريِق تحييدِ المُرشِد، وإبعادهُ عنِ التأثيرِ الذي حكمَ بولايةِ الفقيه، التي عطلتْ إيران، وأفرغتْها مِنَ كفاءاتِها.
3
هل صالتِ القواتُ الخاصةُ البريطانيةُ وجالَت، في المِنطَقة، منذُ عامِ ألفين وأحدَ عشَر؟
ما أنْ تُذكرُ أعمالُ التدخُلِ العسكريِ وغيرِ العسكري، في الدِولِ الأخرى، حتى تُذكرُ معَهُ الولاياتُ المتحدة، التي قالَ تقريرُ صحيفةِ الغارديان البريطانية، إنَ "الصيتَ لها والفِعلَ لغيرِها"، فقد ذكرَ التقريرُ أنَ القواتِ الخاصةَ البريطانية، نفذتْ مهامَ سِرية، في تسعَ عشرةَ دولة، منذُ عامِ ألفين وأحدَ عشَر.
هذهِ الدِول، بينَها سوريا والسودان وأوكرانيا وروسيا ونيجيريا والفلبين، حسبَ ما توصلتْ إليهِ دراسةٌ حديثة.
عملُ القواتِ البريطانية، جاءَ سِريًا ومِنْ دونِ أنْ تعلنَهُ الحكومة، لكنَ مجموعةَ الأبحاثِ العسكرية، كشفتْ هذا النشاطَ في دراستِها، ذاكرةً قائمةً بالعملياتِ البريطانيةِ السِرية.
التدخُلُ في سوريا، حصلَ عامَ ألفين واثنَي عشَر، لمُساعدةِ الجماعاتِ المُعارضةِ للأسد، ثُمَ عادوا ودخلوا بعدَ عام، لتحديدِ الأهدافِ الاستراتيجيةِ للدولةِ السورية، تمهيدًا لضربِها بالطائرات، عامَ ألفين وثلاثةَ عشَر، لكنَ مجلسَ العمومِ رفضَ هذهِ العمليات.
في أوكرانيا، أشارتِ المعلومات، إلى وجودِ خمسين شخصًا مِنَ القوةِ البريطانية، منذُ بدايةِ هذا العام.
ورغمَ أنَ بريطانيا ليستْ طرفًا في هذهِ الحرب، فإنَ عددَ قواتِها أكبرُ مِنْ قواتِ الولاياتِ المتحدة.
يُشيرُ التقرير، إلى أنَ بريطانيا تدخلت، في ليبيا والجزائر والصومال واليمن وعُمان والعراق وأفغانستان وباكستان، وجاءتْها توجيهاتٌ بالذهابِ إلى تونُس، بعدَ التفجيرِ الذي أودى بحياةِ ثلاثينَ سائحًا بريطانيا.
الدِولُ التي ذكرتُها، تدخلتْ فيها بريطانيا، حتى إعدادِ هذا التقرير، أما بعدَ ذلك، فلا عِلمَ لنا أينَ تدخلَ البريطانيون.
4
هل يلتقي الأسد نتنياهو؟
للوهلةِ الأولى، يبدو الحديثُ عنِ احتمالِ اجتماعِ رئيسِ الوزراءِ الإسرائيليِ نتنياهو بالرئيسِ السوريِ بشار الأسد، كأنهُ جُزءٌ مِنْ لوحةٍ سِريالية، لا صِلةَ لها بالواقِع...!
لكنْ بعودةٍ خاطِفة، إلى فترةِ ما قبلَ رحيلِ الأسد الأب، وتحديدًا بالحديثِ عنْ وديعةِ رابين، والاتفاقِ الوشيك، الذي أفشلَهُ اليمينُ الإسرائيلي مع سوريا.
كلُ ذلك، يجعلُ مِنَ السؤالِ عنِ احتمالِ اجتماعِ الأسد بنتنياهو، أمرًا ليسَ بالبعيد، ولا صعبَ الحدوث.
صحيفةُ التايمز البريطانية، نشرتْ تقريرًا لمُراسلِها في الشرقِ الأوسط، ريتشارد سبنسر، ذكرَ فيهِ أنَ زيارةَ نتنياهو المُنتظرَة، إلى دولةِ الإمارات، سيتخللُها أمرٌ آخَر، هوَ وجودُ الرئيس بشار الأسد هناك، في الوقتِ نفسِه.
قَدْ يبدو الأمرُ مُستبعدا... لكن دعونا نتابع.