التايمز: ليبيا تطارد قوارب المهاجرين بالطائرات المُسيرة

ضربات الطائرات من دون طيار، التي بدأت 25 مايو الماضي، دمرت سبعة قوارب وصهاريج وقود بمدينة الزاوية غربي طرابلس.

التايمز: ليبيا تطارد قوارب المهاجرين بالطائرات المُسيرة

ترجمات - السياق

في بلد يملك حدودًا برية بنحو 4300 كيلومتر مع 6 دول: مصر، والسودان، وتشاد، والنيغر، والجزائر، وتونس، تستقبل ليبيا نحو 700 ألف مهاجر ولاجئ، ينحدرون من أكثر من 44 جنسية، ما جعلها محطة مهمة للهجرة غير المشروعة إلى أوروبا، ما اضطرها لأن تواجه ذلك بأسلوب مبتكر عبر مطاردة قوارب المهاجرين بالطائرات المُسيرة.

وذكرت صحيفة التايمز البريطانية، أن الابتكار الجديد -تفجير القوارب بالطائرات المُسيرة- مع الاعتقالات الجماعية، أسهما في إبطاء وتيرة الهجرة غير القانونية من الدولة الواقعة شمالي إفريقيا إلى أوروبا هذا الصيف.

وذكرت أن نحو 20 ألف مهاجر أبحروا من ليبيا بالفعل إلى إيطاليا هذا العام، وهناك آلاف مُعرضون لخطر التعذيب والابتزاز والاغتصاب، في الدولة العربية الواقعة على البحر المتوسط، في انتظار المغادرة.

ومع ذلك، فإن الإجراءات الصارمة التي فُرضت في المناطق الشرقية والغربية لليبيا، التي تعمل بشكل منفصل، تشير إلى أن السلطات تعمل على إبطاء عمليات المغادرة، نزولًا على رغبة المسؤولين الإيطاليين والاتحاد الأوروبي.

 

تدمير

وكشفت "التايمز" أن ضربات الطائرات من دون طيار، التي بدأت 25 مايو الماضي، دمرت سبعة قوارب وصهاريج وقود بمدينة الزاوية غربي طرابلس.

وقال رئيس الوزراء الليبي، عبدالحميد الدبيبة: "سنضرب بقبضة من حديد في كل مكان نستطيع".

بينما شددت وزارة الدفاع، التابعة لحكومة طرابلس، على أن "العملية الأمنية مستمرة حتى تحقيق أهدافها".

ووفق ما أفادت وسائل إعلام محلية، قُتل شخصان وأصيب آخرون، نهاية مايو المنصرم، في ضربات جوية نفذتها الحكومة استهدفت محيط مدينة الزاوية غرب، حيث تشن الحكومة الليبية حملة على مواقع للمهربين.

كانت الوزارة قد أعلنت أنها شنت غارات جوية على "عصابات تهريب الوقود وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر في منطقة الساحل الغربي".

وقالت الوزارة في بيان: "تحققت الأهداف المحددة من المرحلة الأولى للعملية، بتدمير سبعة قوارب معدة للاتجار بالبشر وستة مخازن لتجار المخدرات... وتسعة صهاريج تستخدم لتهريب الوقود".

كما أكدت الوزارة "دقة" ضرباتها، ومراعاة "الإجراءات الاحترازية لحماية المدنيين"، داعية المواطنين إلى "التعاون مع القوات المسلحة والابتعاد عن أي موقع مشبوه"، مشيرة إلى إطلاق "مرحلة أخرى" من هذه العملية.

في المقابل، أدان مجلس النواب الليبي القصف الذي استهدف الزاوية، ووصفه بأنه "تصفية لحسابات سياسية وليس لمكافحة التهريب كما يدعى" في طرابلس.

وذكرت السفارة الأمريكية لدى طرابلس أنها "قلقة من استخدام الأسلحة في المناطق التي فيها مدنيون ومن خطر تصعيد العنف"، مضيفة أن "على القادة الليبيين أن يفعلوا ما في وسعهم لحماية المدنيين".

وبينت الصحيفة البريطانية، استخدام طائرات تركية من طراز بيرقدار تي بي2 خلال هذه العمليات، مشيرة إلى أن حكومة طرابلس حليف مهم لأنقرة.

ووفقًا للمحلل في معهد رويال يونايتد للخدمات البحثية في لندن جليل حرشاوي، فإن استهداف هذه القوارب قرار سياسي ليبي.

وقال: "إن عائلة بوزريبة، المشتبه بضلوعها في أنشطة غير مشروعة، بما في ذلك تهريب البشر، التي استهدفتها الغارات، تصادف أنها عدو سياسي لرئيس الوزراء الدبيبة، وطالبت مرارًا بتنحيه".

 

شرقي ليبيا

أما شرقي ليبيا، فقد ورد أنه احتجز 6 آلاف مهاجر، معظمهم من المصريين، على الحدود مع مصر في انتظار الترحيل، قبل أن يتمكنوا من ركوب القوارب إلى إيطاليا، وفق "التايمز".

بينما أبحر نحو 11 ألف مهاجر من شرقي ليبيا إلى إيطاليا هذا العام -أكثر من المغادرين من جميع أنحاء طرابلس- معظمهم في متن قوارب صيد مكتظة تحمل 500 راكب أو أكثر.

كما وصل أكثر من 50 ألف مهاجر من ليبيا وتونس إلى إيطاليا هذا العام، حسب إحصاءات رسمية.

من جانبها، قالت المنظمة الدولية للهجرة، إنه مع وصول 25 ألف مهاجر من تونس، فإن العدد الإجمالي للمهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا هذا العام، تجاوز 50 ألفًا، إلا أنه غرق منهم 978، وفقًا للحكومة في روما.

ورغم اعتراض ثلاث سفن، كانت تبحر من شرقي ليبيا، نهاية مايو، وفيها 1700 مهاجر نُقلوا إلى إيطاليا، اعترضت سفينة شحن ليبية زورقًا رابعًا يحمل 485 مهاجرًا، وأعادتهم إلى ليبيا.

وينضم إلى المصريين الراغبين في السفر لإيطاليا عبر طبرق، باكستانيون وبنغلاديشيون يقال إنهم يسافرون إلى مدينة بنغازي الليبية من سوريا في رحلات مستأجرة.

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنه خلال هذا العام، وصل أكثر من 9 آلاف باكستاني وبنغلاديشي إلى إيطاليا قادمين من ليبيا.

ورغم أن جورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية، طلبت مباشرةً من حفتر (79 عامًا) وقف تدفق المهاجرين، خلال زيارته لروما في 4 مايو الماضي، فإن حرشاوي قال إن السياسة الليبية المحلية كانت عاملاً رئيسًا في زيادة أعداد المهاجرين أو ضعفها حسب الظروف الإقليمية.

ورأى أن إعادة المهاجرين المصريين إلى الحدود، مؤشر على تدهور العلاقات بين حفتر ومصر.

وأضاف حرشاوي: "مصر تدعم رئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح، الذي لا يثق به حفتر، بينما يدعم حفتر ومصر الطرفين المتصارعين في السودان".

لكن -وفق الباحث بمعهد رويال يونايتد- ما لن يفعله حفتر هو إيقاف الرحلات الجوية من دمشق، لأنه ليس قويًا بما يكفي لتحدي بشار الأسد في سوريا.

كان المنفذ الحدودي "السلوم- أمساعد" بين مصر وليبيا قد شهد عودة نحو 4 آلاف مهاجر غير قانوني من ليبيا إلى مصر، اختُلف على عدد المصريين بينهم، ما بين أنهم ألفان أو أكثر، والبقية من دول جنوب الصحراء في إفريقيا.

ومنذ 30 مايو المنصرم، أجرى الجيش الليبي مداهمات عدة لأوكار الجريمة في مدينة أمساعد، وعثر خلالها على مخازن احتجز فيها المهربون، المصريين الراغبين في الهجرة، وجرى إخراجهم من المكان ثم نقلهم إلى الحدود المصرية.