هل تستطيع إسلام أباد هزيمة ‫طالبان‬ الباكستانية؟

‫عالم السياق‬ مع ‪حسينة أوشان‬

هَلْ تستطيعُ إسلام أباد هزيمةَ طالبان الباكستانية؟

الهُجومُ نفذَتْهُ طالبانُ الباكستانية، أو أحَدُ أذرُعِها... لِمَنْ لا يعرفُها هيَ النُسخةُ الباكستانيةُ مِنْ طالبان، حتى أنَها انتعشَتْ بمُجرَدِ عودتهِم إلى السُلطةِ في أفغانستان، التي وفرتْ لفرْعِها الباكستانيِ ملاذاً آمناً...!

باكستانُ في مأزَقٍ جَدِي، فخِياراتُها للتعامُلِ معَ نُسخَتِها الطالبانيةِ محدودة، بالنظرِ إلى حقائقِ التاريخِ والجُغرافيا.

بالمُناسَبة، وبالحديثِ عنِ التاريخ... هَلْ تتذكرونَ كيفَ احتفَلَ كثيرونَ في باكستان، بانتصارِ طالبان على أشرف غني؟!

ها هيَ طالبانُ تُخيِّبُ آمالَهُم، بَعدَ إحجامِها عَنْ كَبحِ جماحِ الحركةِ الباكستانية، أو تَسليمِها لإسلامَ أباد.

أقصى ما استطاعَتْ تقديمَهُ هوَ التوسُـطُ في هُدنةٍ لَمْ تَدُمْ طويلًا...

قبلَ عامين، توسطتْ طالبانُ في وقفِ إطلاقِ النار، بينَ الجيشِ الباكستانيِ وحركةِ طالبان باكستان. 

ومعَ ذلك، أنهتِ الحركةُ وقفَ إطلاقِ النار، في نوفمبر ألفينِ واثنينِ وعِشرين، وأمرتْ مُقاتلِيها باستئنافِ هجماتِهم.

فما الخِياراتُ المُتاحَة؟ وما آثارُها المُحتمَلة؟

يَقترِحُ صُناعُ القرارِ والرأيِ الباكستاني، ضَرْبَ "حركةِ طالبان باكستان" بشِدة، في الداخِل، وحتى في أفغانستان، إذا لَزِمَ الأمر...!

جَديرُ بالذِكرِ أنَّ الحُكومةَ الباكستانيةَ جرَّبتِ النَهجَيْن:

المُفاوضاتُ والتدخُلُ العسكري، ولا يبدو أنَّ أيَهُما نَجَح.

في الخِيارِ العسكري، السيناريو المُتوقَعُ بعدَ الهُجوم... هوَ عبورُ طالبان باكستان الحدودَ إلى أفغانستان، ثُمَ انتظارُ الفُرصةِ للعودة، وشنُ عملياتٍ في الداخِلِ الباكستاني.

ناهيكَ عنْ صُعوبةِ توجيهِ الجيشِ الباكستاني، المُتمركِـزِ على الحُدودِ معَ الهند، حيثُ يرى أنَّ مهمتَهُ أولوية... وقَدْ لا يرى بعضُ مُسلحيهِ القِتالَ ضِدَ إخوةِ الدينِ ضَرورَة.

فماذا عنِ الحَلِ العَسكريِ داخِلَ أفغانستان، بضَربِهِم هُناك... هوَ الآخرُ لا يبدو مُبشِرًا.. وقَدْ يؤدي إلى عواقِبَ أمنيةٍ طويلةِ الأمدِ على باكستان...

مثلًا، قَدْ تتوقَفُ طالبان عنِ التعاونِ معَ إسلام أباد، وتتحولُ لدعمِ الحركةِ في باكستان.

قَدْ تذهبُ طالبانُ إلى الدعمِ النشطِ لمُقاتلي البلوش، الذينَ أوقفوا حراكَهم، مِثلُ هذا التحالُف، سيشكلُ كارثةً على باكستان، وإذا حَظِيَ بدعمِ الهند، فإنَّ السيناريو سيصِلُ إلى الدرجةِ القُصوى مِنَ السوء.

تفاصيلُ هذا السيناريو أوردتْها صحيفةُ ناشيونال إنترست، بعددِها الصادرِ في الحادي والعِشرينَ من يناير... حيثُ ألمحتْ إلى أنَّ باكستان لنْ تتحمَلَ خَسارةَ استثمارِها في طالبان أفغانستان، للهند أو الصين أو حتى داعش...!

هذا التداخُلُ في السيناريوهات، غَيرِ المُشجِعة، قَدْ يُغري باكستانَ بطلبِ الدعمِ الأمريكي، وهنا ينبغي التفكيرُ جَديًا في ردِ الفِعلِ الشَعبيِ ضِدَ الحُكومة.

مِنْ كُـلِ ذلك، على باكستان الاستعدادُ لأوقاتٍ صعبة، فلا حلولَ سهلةً في الأفُق.

فيديو الحلول على المدى القصير  الطويل

أما في الوقتِ الحالي، فليسَ أمامَ السُلطاتِ الباكستانيةِ -بحسبِ أروين راهي- إلا التساكُنَ معَ طالبان...!

إلى المُلتقى.