منع الكويتية فجر السعيد من دخول لبنان.. ما الأسباب؟
تفاجأت الإعلامية الكويتية فجر السعيد بقرار منعها من دخول لبنان من قبل الأمن العام، بعد وصولها إلى مطار بيروت الدولي يوم الأربعاء.

السياق
عبر مقاطع فيديو بثتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت الإعلامية الكويتية فجر السعيد، منعها من دخول لبنان عقب انتظار استمر ساعات، بعدما وصلت إلى مطار بيروت لتصوير حوار لأحد البرامج.
واحتجزت فجر السعيد –الأربعاء- في المطار حتى صباح الخميس، لتعود بعد ذلك إلى بلدها الكويت، في رحلة جوية لطيران الشرق الأوسط.
وكتبت فجر السعيد عبر "تويتر: "أنا في مطار بيروت منذ خمس ساعات، ولا أدري سبب وجودي، والآن أبلغت بمنعي من الدخول، شكراً لبنان".
تدخل السفارة
السفارة الكويتية في لبنان، دخلت على خط الأزمة، فتوجّه القائم بالأعمال الكويتي إلى المطار على رأس وفد من السفارة، وعرض اصطحاب فجر السعيد إلى السفارة حتى تتحلحل الأمور لكن جهاز الأمن العام، رفض ذلك.
وكشفت وسائل إعلام كويتية، عن اتصالات أجريت بوزيرَي الإعلام والداخلية لمعرفة ما حصل، لكن من دون جدوى.
وذكرت أن الوزيرين تابعا القضية على نحو حثيث، وبذلا جهداً استثنائياً.
السعيد تروي التفاصيل
وروت السعيد في مقطع فيديو، عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، فيه حيثيات ما حصل معها في المطار.
وقالت إنّها انتظرت لأكثر من ساعتين قبيل ختم جوازات السفر، وعند الوصول إلى عنصر الأمن العام طلب منها مرافقته إلى مكتب الأمن العام، حيث أُبلِغت بمنعها من دخول لبنان.
وذكرت السعيد أنّها لم تستطع التواصل مع السفارة الكويتية بسبب انقطاع الاتصالات وشبكة الإنترنت، كما مُنِعت من الانتظار حتى موعد الرحلة الجديدة صباحاً في صالة الانتظار الخاصة بدرجة رجال الأعمال.
وقالت في الفيديو: "كل دولة حرّة في قوانينها، وأنا احترم قوانين البلدان الأخرى مثل ما أحترم القانون الكويتي".
وأضافت: "لن أفرض نفسي على أيّ دولة، وهذا لا يعني أنّني لا أحب الشعب اللبناني وتفاجأت بمحبة الناس في المطار"، مؤكدةً أنّ "الموضوع سياسي بحت ولم أقم بجريمة، بل ما حصل نتيجة آرائي السياسية، إذ باتت إحدى الجهات لا تتحمّل الرأي الآخر".
وسبق أن ظهرت السعيد في برنامج "المجهول" الذي يقدمه هلال، مؤكدة تأييدها التطبيع مع إسرائيل، وأنه سبق أن زارت الأراضي الإسرائيلية، ما دفع مقدّم البرنامج إلى سؤالها عن كيفية السماح لها بدخول الأراضي اللبنانية كون قانون البلاد يمنع ذلك، فأوضحت عدم ختم السلطات الإسرائيلية لجواز سفرها، لذلك رد البعض منع دخولها الأراضي اللبنانية لما أدلت به خلال هذه المقابلة.
مناهضة حزب الله
ونقلت جريدة النهار، عن مصادر قولها، إن منع فجر السعيد وصدور مذكرة "تطويع بحقها" -في وقت سابق- كانا على خلفية مواقفها المناهضة لحزب الله.
إلى ذلك، أعلن مكتب شؤون الإعلام التابع للأمن العام في بيان أنّه "في 7/6/2023 تقدّمت السيدة فجر السعيد، عند وصولها إلى مطار رفيق الحريري الدولي قادمة من دولة الكويت، للحصول على تأشيرة دخول لبنان، وبعد التدقيق بمستنداتها تبيّن أن في حقّها إجراء عدم السماح لها بالدخول".
وأوضح الأمن العام أنّ "إجراءات دخول العرب والأجانب لبنان والإقامة فيه، مناطة وفقاً للقوانين المرعية الإجراء حصراً بالمديرية.
وأضاف أنه يحق لأصحاب العلاقة مراجعة هذه المديرية، بالأصالة أو بالوكالة، لإعادة النظر بأيّ إجراء يصدر عنها، حال تقدّموا بمعطيات ومستندات تسمح بإعادة النظر بأي إجراء متخذ"، من دون تفاصيل.
التصرف الخطير
من جانبه وصف الصحفي اللبناني طوني بوليس، ما حدث مع السعيد بالتصرف الخطير.
وقال: حسب المعلومات فإن المدير العام السابق للأمن العام عباس إبراهيم، كان قد أصدر مذكرة تطويع بحق فجر السعيد على خلفية مواقفها المناهضة لـ "حزب الله".
وأضاف:" هل بات الاعتراض على ممارسات حزب الله جرماً قانونياً في لبنان"؟
وأتبع: "اللعبة باتت مكشوفة، حزب الله يرد من خلال المؤسسات على دول الخليج، بعد توقيف مجموعة من اللبنانيين التي تتجاوز القوانين وتعرض سلامة تلك الدول للخطر".
طريقة شرطية
ويرى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن منع السعيد من دخول لبنان بطريقة وصفها بالشرطية، جاءت من دون أيّ مسوّغٍ قانونيٍّ، و"ضرب لكلّ ما يمثّله لبنان من قِيَمٍ حضاريّةٍ وثقافيّةٍ وإعلاميّة من جهة، واستهتار بعلاقات لبنان العربية من جهة أخرى، الأمر الذي يشكّل ضرباً لمفهوم الحرّيّات".
وأضاف جعجع، في بيان، أنّ "الكويت كثيرًا ما كانت خير معين وظهير وصديق للبنان منذ الاستقلال حتى اللحظة، على مختلف الأصعدة، وفي مقدمتها المشاريع الإنمائيّة التي أنجزها صندوق التنمية الكويتي، أقلّه في السنوات العشر الأخيرة، التي تفوق في بعض المناطق، ما أنجزته الدولة اللبنانيّة بحدّ ذاتها، كما أنّ الكويت كانت دائمًا وأبدًا، من دون تردُّد، إلى جانب لبنان في المحافل العربيّة والدوليّة، فهل هكذا نكافئ أصدقاءنا؟".
وتابع: "لكن على ما يبدو أنّ السبب الوحيد لمنع الإعلاميّة الحرّة فجر السعيد من دخول لبنان، يكمن في مواقفها الواضحة والشفافة تجاه محور الممانعة، والسؤال: هل تحوّل لبنان إلى كوريا شماليّة ثانية؟"، مشيراً إلى أنّ "المطلوب من رئيس الحكومة ووزير الداخليّة إجراء تحقيقٍ فوريٍّ في هذه القضيّة وتحديد المسؤوليّات وإنزال أشدّ العقوبات بحقّ الذين كانوا وراء هذا القرار... ماذا وإلّا، أهلًا بكم جميعًا في جمهوريّة كوريا الشماليّة".