تأجيل زيارة تبون إلى فرنسا... كيف تعكس التوتر بين البلدين؟
إلغاء زيارة الرئيس الجزائري المقررة إلى باريس مجددا يعمق الشكوك بين الجزائر وفرنسا

السياق
تأجيل يلحقه آخر في الزيارة التي كان يفترض أن يقوم بها الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إلى فرنسا قبل أسابيع.
وبعد إرجاء سفر تبون إلى العاصمة باريس، ولقاء نظيره إيمانويل ماكرون، من مايو إلى يونيو يدور الحديث في وسائل الإعلام الفرنسية عن تأجيل جديد محتمل للزيارة، ما يلقى بظلال من الشك في العلاقات بين البلدين.
علاقات متذبذبة
وأحدث مقترح لرئيس الوزراء الفرنسي السابق بشأن تعديل اتفاق على قضايا الهجرة مزيدًا من التوترات.
ودعا إدوار فيليب رئيس الوزراء الفرنسي السابق لإعادة التفاوض على اتفاق 1968 مع الجزائر بشأن قضايا الهجرة، وهو موقف نقله مسؤولون من اليمين، في وقت أصبح ملف الهجرة مجددًا في قلب النقاش السياسي الفرنسي.
وفي السنوات الثلاث الأخيرة استُدعي السفير الجزائري من باريس ثلاث مرات للتشاور، ما عبر عن حالة العلاقات غير الصحية بينهما.
وتأجلت زيارة تبون إلى باريس إلى النصف الثاني من الشهر الجاري، بعد أن كانت مقررة الشهر الماضي، بررته الصحافة الجزائرية بسبب "المظاهرات في فرنسا" لكن إرجاء اللقاء ثانية قد يضع هذا السبب في دائرة الشكوك.
ووصف تبون -في تصريح إعلامي سابق- علاقة بلاده مع فرنسا بـ"المتذبذبة".
صحيفة ميدل إيست أونلاين، قالت إن أحد أسباب التأجيل ما ذكره تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية، أنه خشية مظاهرات محتملة مناهضة للنظام من جزائريين في فرنسا.
قانون الهجرة
اقتراح إعادة التفاوض على اتفاق 1968 مع الجزائر بشأن قضايا الهجرة، الذي قد يؤدي -مرة أخرى- إلى توتير العلاقات الحساسة بين باريس والجزائر، عاد إلى الواجهة في زيارة الرئيس الجزائري المرتقبة، حتى لو لم يحدد موعدها.
اتفاقية 1968 تنظم دخول وإقامة وتوظيف الجزائريين في فرنسا وفق قواعد لا تلتزم القانون العام.
وفي بعض النقاط يلقى الجزائريون معاملة تفضيلية مقارنة بالأجانب (خصوصًا في ما يتعلق بلم الشمل) وفي نقاط أخرى يخسرون ولاسيما الطلاب.
قال إدوار فيليب، في حديث لمجلة ليكسبريس: "بالطبع هناك علاقات تاريخية قوية جدًا بين فرنسا والجزائر، لكن الحفاظ على هذه الترتيبات مع بلد نقيم معه علاقات معقدة لم يعد مبررًا".
الضغط على الجزائر
في مذكرة نُشرت نهاية مايو لمركز الفكر الليبرالي "مؤسسة الابتكار السياسي" دعا السفير الفرنسي السابق لدى الجزائر كزافييه درينكور للتنديد بهذه الاتفاقية.
كما قال رئيس مجلس الشيوخ اليميني جيرار لارشيه، إنه يؤيد إجراء مراجعة، في وقت تريد الأغلبية الرئاسية إيجاد حل وسط مع مشروع قانون الهجرة.
أثارت تصريحات إدوار فيليب انتقادات في الصحافة الجزائرية، حيث رأت صحيفة الوطن أن "الضغط على الجزائر الهدف غير المعترف به لهذه الحملة السياسية".
واكدت الصحيفة أيضًا أنه "لم يتبق الكثير" من اتفاقية 1968 التي روجعت ثلاث مرات، وأن "حالة الجزائريين دخلت إلى حد كبير في القانون العام لقواعد تنظيم الهجرة في فرنسا".
من جهته اعلن موقع الجيري مينتونان أنه "يبدو أن اليمين في فرنسا يلعب كل أوراقه لإفساد زيارة الرئيس عبدالمجيد تبون".
وردا على سؤال الخميس، اكتفت وزارة الخارجية الفرنسية بالقول إن "اتفاقية 1968 وبشكل عام التعاون والتبادلات بين بلدينا موضوع حوار منتظم مع شركائنا الجزائريين".
وأصدرت فرنسا 600 ألف شهادة إقامة للجزائريين عام 2022 بحسب أرقام رسمية.